*بقلم: الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي / وندسور – كندا
1- رسول الله محمد ﷺ وهو الصادق المصدوق، أخبرنا عن حقائق مغيبة، تعتبر من عقائدنا الإسلامية. ظهور الدجال، وخروج المهدي، وزوال الحكم الجبري، وزوال دولة إسرائيل، يتكلم عنها اليوم كثير من أهل العلم، يذكرون لها مواعيد، فتحين المواعيد وتنتهي ولا تظهر المغيبة، فيكون ذلك مثاراً للشك في حقائق مؤكدة لم يأت زمانها بعد. دولة إسرائيل مثلا حقيقة قائمة، ومستمرة في ظروف تساعدها على البقاء، بسبب دول كبرى، لها مصالح في وجودها، تمدها بأسباب القوة والبقاء. ولا فائدة في الكلام عن زوالها قبل أن تتغير هذه الظروف، وهي ظروف قابلة للتغير مع مرور الزمن. وكثير من الدول التي غلبت وسادت، انهارت بعد ذلك وبادت. وأقرب مثل لذلك انهيار الاتحاد السوفياتي. لكن الناس يستعجلون، ويوم عند ربك كألف سنة مما تعدون.
2- المغامرة سلوك غير محسوب النتائج، يقدم عليه الشجاع ويتريث الحكيم، وفي حروب الردة عاتب أبوبكر رضي الله عنه عمر رضي الله عنه بقوله أجبار في الجاهلية خوار في الإسلام؟ رجوت نصرتك فجئتني بخذلانك! وحين غامر خالد بن الوليد ض بجيشه يوم اجتاز الصحراء بين العراق والشام، جعل عمر ض القيادة لأبي عبيدة رضي الله عنه، فالمغامر مخاطر. وليس له حجة حين تخسر مغامرته، بأن المقدر كائن، وأن الخسارة في الدنيا تعوض بأضعافها في الآخرة.
3- في الحديث الشريف عن رسول الله ﷺ المجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر واحد، ترغيب للعلماء في الاجتهاد، فإذا صحت اجتهادات العالم فهو أهل للاجتهاد، أما إذا تعددت أخطاؤه، فقد تأكد أنه ليس أهلاً للاجتهاد، فيحرم عليه الاجتهاد. فليتق الله الذين يجتهدون ويجتهدون غير مبالين بالأخطاء.
4- من القواعد الشرعية لدينا أنه لا ينكر تغير الأحكام بتغير الأزمان، فقياس المعارك العسكرية اليوم على معارك السيف والرمح والقوس، لم يعد مناسباً، فهو قياس مع الفارق والفارق يفوق التصور. واسترقاق الأسير كان على سبيل المعاملة بالمثل. كل ذلك يدعونا إلى التبصر في مجريات الأمور والتعامل معها بحكمة وروية. فالأحكام الشرعية تناسب ظروفا معينة، وحين تتغير الظروف توقف هذه الأحكام ولا تلغى، احتمالاً لعودة الظروف، وتستنبط أحكام أخرى موافقة للشريعة والظروف، وقد أوقف عمر رضي الله عنه قطع يد السارق عام المجاعة. هكذا تكون الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان.
5- الإمام علي بن أبي طالب ض حذر المتكلمين بقوله حدثوا الناس بما يعرفون، تريدون أن يكذب الله ورسوله؟ أي حدثوهم بما يمكن أن يفهموه ويقبلوه. وحديث مسلم عن ابن مسعود، ما أنت محدثاً قوماً بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة. وفي مطالعة لي قرأت أن القلم أحد اللسانين، وفتح على الناس في زماننا باب الكتابة، وهو من علامات الساعة أنه يفشو القلم. فصار كل إنسان يكتب ما يريد فليعلم الإنسان أنه محاسب على ما يكتب، وقرأ ت أن الموقف الصحيح من زلة العالم، اعتقاد عدم عصمته، وترك تقليده، والتماس العذر له، وحفظ قدره، وذكر محاسنه، وإسداء النصح له.