لم يعد باستطاعة مجموعة لا شابيل” التابعين للكنيسة الإنجيلية استئجار قاعة مدرسة Père-Marquette كل يوم أحد، وهو الأمر الذي كان يحدث منذ 10 سنوات، حيث تم طردهم بسبب توجيه وزاري يتعلّق بمنع الصلاة في المدارس.
“في 22 تشرين الثاني/نوفمبر، و تحت ضغط من حكومة كيبيك، قرّر مجلس مدرسة مونتريال من جانب واحد إنهاء عقد الإيجار الخاص بمجموعة لـ “لاشابيل روزمون،” يوم الأحد هذا ما قاله القس ديفيد بوتييه في مقطع فيديو تم نشره على الإنترنت منذ أسبوعين، ويكشف فيه أنّه أُبلِغ بإلغاء الحدث الساعة 5:30 مساءً يوم الجمعة، والذي كان من المقرر عقده بعد يومين في قاعة المحاضرات في مدرسة الأب ماركيت، والتي تتسع لحوالي 500 شخص.
يقول ديفيد بوتييه في الفيديو المنشور على موقع يوتيوب: “نعتقد أن هذا القرار تمييزي ويسبب لنا ضررا كبيرا”. تم نقل الأنشطة إلى غرفة جان إيود Jean-Eudes، في كلية خاصة تحمل الاسم نفسه، في 1 و8 كانون الأول/ديسمبر.
مركز مونتريال للخدمات المدرسية (CSSDM) يؤكد من جهته أنه تم إخطار العديد من المجموعات الدينية، بأنها تنتهك توجيهات كيبيك بشأن الممارسات الدينية في المدارس.
وقال المتحدث باسم المركز في بيان مكتوب: “بعد المراجعة، أرسلنا إشعارات إلى المجموعات التي خالفت هذا التوجيه من خلال الانخراط في أنشطة دينية في المدرسة، بما في ذلك مجموعة “لا شابيل”.
في نيسان/ أبريل 2023، في أعقاب النقاش حول فتح غرف للصلاة للطلاب، نشر وزير التعليم برنارد درينفيل توجيهًا بحظر الممارسات الدينية في المدارس. ثم في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، طلب رئيس الوزراء فرانسوا ليغو التأكد من تطبيق التوجيه أيضًا في المساء وعطلات نهاية الأسبوع.
وأكد مكتب الوزير درينفيل يوم الأربعاء أن قرار CSSDM مركز مونتريال للخدمات المدرسية يتوافق مع روح توجيهاته. ويقول: “إن التوجيه الذي أطلقه الوزير في نيسان/أبريل 2023 واضح: لا يمكن التخطيط لأي نشاط ذي طبيعة دينية داخل المدارس العامة، سواء تم ذلك داخل الإطار المدرسي أم لا، وهذا في أي وقت”.
من جهتها أكدت الشبكة الانجيلية في كيبك Réseau Évangélique du Québec إنّ قرار كيبيك “يضر بإمكانية الوصول إلى الخدمات الدينية”، ويستنكر مدير الشؤون الخارجية فيها، جان كريستوف ياسمين القرار ويقول إنّه حتى البلديات أصبحت حذرة بشأن فكرة استئجار قاعاتها المجتمعية، ويقال لنا ليس لدينا الحق في تأجير هذه المساحة لكم، بسبب العلمانية”.
وزير التعليم في كيبك يطلق تحقيقا في ثلاث مدارس
يبدو أن وزير التعليم في كيبك برنارد درينفيل وخلفه رئيس حكومته فرونسوا ليغو عازمين على التضييق ومنع كل أشكال ممارسة الشعائر الدينية في المدارس خاصة صلاة الطلبة المسلمين، حيث أعلن وزير التعليم عن إطلاق تحقيق في ثلاث مدارس تابعة لمركز الخدمات المدرسية في مونتريال: لا فوا La Voie، بيانفيلBienville ، وسان باسكال بايلون Saint-Pascal-Baylon.
وقد سبق عملية إطلاق التحقيق عملية تدقيق انطلقت في هذه المدارس الثلاث في 10 تشرين الأول/أكتوبر، على أن يقدم مركز الخدمات المدرسية في مونتريال CSSDM الدعم في هذه المدارس الثلاث أثناء التحقيق.
وبحسب المعلومات الواردة في البيان الصحفي للوزير، فقد أثيرت عدة قضايا داخل المدارس الثلاث على حد قول درينفيل الذي أضاف “قد يتعلق الأمر بالمناخ السام، أو التدخل في هيئات صنع القرار، أو جودة الخدمات التعليمية أو السلوك الذي يمكن أن يسبب الخوف على السلامة الجسدية أو النفسية للطلاب”.
يحتفظ الوزير درينفيل بالحق في اتخاذ إجراء فوري أثناء التحقيق، كما حدث في مدرسة بيدفورد، حيث تم التحقيق مع 11 معلمًا وتم تعليق شهادات ممارستهم المهنة.
وتم تنفيذ إجراءات التحقق في 17 مدرسة في كيبك، بموجب قانون العلمانية. ومن المتوقع صدور تقرير في كانون الثاني/يناير 2025، وهي خطوات تأتي في سياق ما أعلنه الوزير درينفيل سابقا حول نيته تعزيز العلمانية في المدارس.
ووعدت حكومة لوغو بإدخال تشريع جديد لتعزيز العلمانية في المدارس عقب صدور تقارير عن إقامة مسلمين الصلاة وغيرها من الممارسات الدينية في عدد من المدارس العامة في كيبيك.
ورداً على سؤال أحد الصحفيين عمّا إذا كان منزعجاً أيضاً من الصلاة في الأماكن العامة، قال لوغو إنّ حكومته تبحث في إمكانية حظر هذه الممارسة، مضيفاً أنها قد تلجأ إلى بند الاستثناء (clause dérogatoire / notwithstanding clause) في الدستور الكندي لحماية الحظر من طعون دستورية محتمَلة.
لوغو يتهم وزير الهجرة الكندي بالخلط بين المسلمين والإسلام المتطرف
رد رئيس حكومة كيبيك، فرانسوا لوغو، على اتهامات وزير الهجرة الفيدرالي بأنه يستهدف المسلمين قائلا إنه سيدافع عن قيم كيبيك.
وبدوره اتهم لوغو ميلر بالخلط بين المسلمين والإسلام المتطرف.
وقال لوغو عند وصوله لحضور اجتماع لمجلس وزراء كيبيك: “سأدافع عن قيمنا بأي ثمن”.
ورد وزير الهجرة الفيدرالي، مارك ميلر، على رسالة لوغو التي ذكر فيها أنه يرغب في إيجاد طريقة لحظر الصلاة في الأماكن العامة حتى لو اضطر إلى اللجوء إلى استخدام بند الاستثناء لتجاوز الحقوق الأساسية.
كما قال ميلر للصحفيين في أوتاوا: “لا أعرف ما الذي يستهدفه لوغو.. يبدو لي أنه يستهدف دائما المسلمين”.
من جانبه، قال وزير العلاقات الكندية في كيبيك، جان فرانسوا روبيرج، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “من الواضح أن السيد ميلر لا يرى الفرق بين الأشخاص الذين يقدمون المفاهيم الدينية الإسلامية والمسلمين”.
وتابع: “في كيبيك، اخترنا العلمانية في مؤسساتنا العامة ونحن فخورون بذلك.. يمكننا تفضيل العلمانية والدفاع عنها دون التخلي عن تراثنا وتاريخنا”.
أساقفة يعارضون حظر الصلاة في الأماكن العامة
أعلن الأساقفة الكاثوليك في كيبيك عن معارضتهم لرغبة رئيس حكومة المقاطعة فرانسوا لوغو بمنع الصلاة في المتنزّهات والأماكن العامة الأُخرى.
وقال رئيس جمعية الأساقفة الكاثوليك في كيبيك، مارتان لاليبرتيه، إنه ’’مندهش‘‘ من اقتراح لوغو مؤخراً حظرَ الصلاة في المتنزهات العامة وشوارع المدن.
ويعتقد المونسنيور لاليبرتيه أنّ حظر الصلاة في الأماكن العامة سيؤثر على مجموعة واسعة من الأنشطة التي يمارسها أشخاص من مختلف الأديان.
وفي رسالة مفتوحة نُشرت امس قالت جمعية الأساقفة الكاثوليك في كيبيك إنّ فرض حظرٍ على الصلاة العامة قد يستهدف الأقليات الدينية التي يعتبرها البعض تهديداً لهوية كيبيك.
وجادلت الجمعية بأنّ حرية الدين محمية بموجب شرعتيْ الحقوق والحريات الكندية والكيبيكية وأنّ فرض حظر على الصلاة في الأماكن العامة لن يكون قابلاً للتطبيق.
وقال المونسنيور لاليبرتيه، وهو أيضاً أسقف أبرشية تروا ريفيير، إنّ رعيته تنظم أحياناً نزهات في الحديقة العامة أمام الكاتدرائية. ’’إذا صلّينا قبل تناول الطعام هل سيُشكّ في أمرنا؟ هل نكون خالفنا القانون لأننا نصلي؟‘‘، تساءل لاليبرتيه.
SO,RCI
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : رشوة إنتخابية لكن لماذا؟ .. (صدر العدد الجديد)!