من مزاحه المتكرر حول كندا، والتي بدأ يصدقها، يسعى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى إضعاف الحكومة الليبرالية للتفاوض على اتفاقية تجارية جديدة.
على الأقل هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه المحلل السياسي ستيفان بيرو، خلال حديثه مع TVA Nouvelles.
وأشار بيرو إلى أن “هذا هو السؤال الذي ربما يمكننا أن نطرحه على أنفسنا عندما قرر العودة مرة أخرى إلى مفهوم الولاية الحادية والخمسين بالقول إن الكنديين سيكونون سعداء ومحميين بشكل جيد وسيدفعون ضرائب أقل”.
وكان دونالد ترامب في منتصف ليل الأربعاء، قد علّق مرة أخرى على شبكته الاجتماعية ليثير مرة أخرى فكرته التي يجدها “ممتازة” لجعل كندا الولاية الأمريكية رقم 51، حيث كتب “يريد العديد من الكنديين أن تصبح كندا الولاية رقم 51. سوف يدفعون أقل على الضرائب والإنفاق العسكري. أعتقد أنها فكرة ممتازة. الولاية رقم 51!” .
بيرو يتساءل أيضا عمّا إذا كان الملياردير الجمهوري قد بدأ يصدق نكتته المتعلقة بربط كندا بالولايات المتحدة.
لكن بعيدًا عن النكتة، يكتشف كاتب العمود السياسي في دونالد ترامب البحث عن مكاسب سياسية محتملة من خلال فتح جبهة مع كندا بهدف واضح هو إضعاف القادة الكنديين عندما يحين الوقت لإعادة التفاوض على الاتفاقية التجارية الجديدة.
وخلص بيرو إلى القول: “يمكننا أن نعتقد أن الأمر أصبح على الأقل مزحة بالنسبة للرئيس الذي قرر وضع استراتيجية سياسية، دعنا نقول، مبتكرة على أقل تقدير، إن لم تكن مهينة للعديد من الكنديين”.
“كندا لن تكون أبدا الولاية الـ 51″
أكد رئيس حكومة أونتاريو، دوج فورد، أن كندا “لن تكون أبدا الولاية الحادية والخمسين”، منتقدا أحدث منشورات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأدلى فورد بهذا التصريح أثناء ظهوره على قناة CTV News Toronto
وقال الممثل الكندي والكوميدي مايك مايرز في مقطع فيديو: “الكنديون يعتنون ببعضهم البعض.. لسنا بحاجة لأن نكون الولاية الحادية والخمسين لأي أحد”.
وأيده فورد قائلا: “لن نكون أبدا الولاية الحادية والخمسين.. نحن كندا، ونحن فخورون بأن نكون كنديين، وسنظل ندافع عن ذلك دائما”.
وأشارت استطلاعات حديثة من شركة Leger إلى أن 13% من الكنديين يدعمون فكرة أن تصبح بلادهم جزءا من الولايات المتحدة.
وتصاعدت التوترات بين البلدين بعد أن هدد الرئيس المنتخب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الكندية إذا لم تتخذ كندا إجراءات لمنع تدفق الفنتانيل والمهاجرين غير الشرعيين على الحدود.
من جانبها، تعمل الحكومة الفيدرالية مع جميع حكام المقاطعات في البلاد على وضع خطة قد تشمل فرض رسوم انتقامية إذا مضى ترامب قدما في تهديده بعد تنصيبه الشهر المقبل.
كما قال فورد إن المقاطعة ستستخدم “كل الأدوات المتاحة”، لافتا إلى أن أونتاريو مستعدة لقطع الكهرباء عن ملايين المنازل في نيويورك وميشيغان ومينيسوتا، لكنه أكد أن هذا الإجراء سيكون “الملاذ الأخير فقط”.
“ليست وظيفة الحكومة الرد على منشورات ترامب”
قال وزير المالية الجديد دومينيك لوبلان إن الرد على كل ما ينشره الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب عبر الإنترنت ليس من وظيفة الحكومة الليبرالية.
وأدلى لوبلان بهذه التعليقات ردًا على سؤال حول إشارة ترامب مرارًا وتكرارًا إلى كندا باعتبارها الولاية رقم 51 وترودو باعتباره حاكمها في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أيضا الحكومة تركز بشكل أكبر على إجراء محادثات مع ترامب وإدارته حول كيفية تجنب الرسوم الجمركية.
ترودو يجري تعديلا وزاريا
يُجري رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو تعديلاً وزارياً صباح اليةم الجمعة. وعلم راديو كندا أنّ التعديل سيطال على الأرجح 10 وزارات على الأقل من أصل 35 وزارة تضمّها الحكومة.
وأكّد مصدر حكومي أنّ مراسم أداء اليمين الدستورية ستقام في ’’ريدو هول‘‘، المقرّ الرسمي لحاكمة كندا العامة في أوتاوا.
ويأتي هذا التعديل في نهاية أسبوع مضطرب شهد في مطلعه استقالة نائبة رئيس الحكومة، وزيرةِ المالية كريستيا فريلاند، ليواجه ترودو عقب ذلك موجة جديدة من الضغوطات من نوابٍ في حزبه لكي يستقيل من زعامة الحزب ورئاسة الحكومة.
وقبل استقالة فريلاند المفاجئة والصادمة صباح الاثنين، كان ترودو يستعد لإجراء تعديل وزاري يستبدل بموجبه خمسة وزراء كانوا قد أبلغوه أنهم لن يترشحوا للانتخابات التشريعية المقبلة التي ستجري في موعد أقصاه تشرين الأول (أكتوبر) 2025.
والوزراء الخمسة هم وزيرة الرياضة كارلا كوالترو، ووزيرة الإيرادات الوطنية ماري كلود بيبو، ووزير الشؤون الشمالية دان فاندال، ووزيرة التنمية الاقتصادية لجنوب مقاطعة أونتاريو فيلومينا تاسي، ووزير الإسكان شون فرايزر.
ومن الشائع أن يتمّ استبدال الوزراء الذين لا ينوون الترشّح مجدداً في الانتخابات التشريعية.
وكان أيضاً وزير العمل وكبار السنّ شايمُس أوريغان قد أعلن في تموز (يوليو) الفائت تنحيه من الحكومة وعدم ترشّحه للانتخابات التشريعية المقبلة.
ومن المتوقع أيضاً أن يعيّن ترودو وزيراً جديداً للسلامة العامة ليخفّف عن كاهل الوزير الحالي دومينيك لوبلان الذي أسند إليه حقيبة المالية بعد ساعات من استقالة فريلاند.
كما أنّ كلّاً من الوزيرتيْن أنيتا أناند وجانيت بوتيبا تايلور تشغل حقيبتيْن وزاريتيْن بعد استقالة وزير النقل بابلو رودريغيز من الحكومة لكي يتمكّن من الترشّح لزعامة الحزب الليبرالي الكيبيكي واستقالة وزير التوظيف واللغتيْن الرسميتيْن راندي بواسونو على خلفية جدل أثارته تصريحاته حول انتمائه إلى السكان الأصليين.
وتولّت أناند مسؤوليات رودريغيز بالإضافة إلى منصبها كرئيسة لمجلس الخزانة، فيما تولّت بوتيبا تايلور مهام بواسونو بالإضافة إلى منصبها كوزيرة لشؤون المحاربين القدامى.
حان لكي يتنحى ترودو
النائب الليبرالي واين لونغ، الذي يمثّل في مجلس العموم إحدى دوائر مقاطعة نيو/نوفو برونزويك الأطلسية، قال في وقت سابق من هذا الأسبوع إنّ 40 إلى 50 نائباً ليبرالياً، من بينهم خمسة وزراء، يعتقدون أنّ الوقت قد حان لكي يتنحى ترودو من قيادة الحزب الليبرالي الكندي ورئاسة الحكومة.
وأواخر حزيران (يونيو) الفائت كان لونغ أول عضو في الكتلة البرلمانية الليبرالية يدعو علانية إلى تنحي ترودو.
RCI,CN24,HC
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : رشوة إنتخابية لكن لماذا؟ .. (صدر العدد الجديد)!