مقالات - Articles

سورية بلد محتل

*بقلم: الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي / وندسور – كندا

1- أين هي الجماهير التي خرجت ذات يوم في سورية، تعلن غضبها على نظام الحكم الفاسد المستبد، وتهتف الشعب يريد إسقاط النظام؟ يومها كانت المعارضة واحدة فأرعبت النظام وأربكته، فقابلها بإطلاق الرصاص. لكن الجماهير لم تجد قائداً يحمل رسالتها. فبادرت شخصيات معارضة بتشكيل مجلس وطني سوري في تركيا، تناوبوا على رئاسته كل شهر، لم يحقق للثورة ما يفيد. ثم في قطر أعلن عن ائتلاف لقوى الثورة والمعارضة فلم يأت بجديد. وتوالت بعد ذلك معارضات، منصة القاهرة ومنصة موسكو ومنصة الداخل دون جدوى. واليوم يطلع علينا أفراد معارضون لكل واحد منهم قناة يقول فيها ما يشاء فتذهب مقالاته في الهواء.

2- في معاجم اللغة العربية وردت كلمة شظية تعني واحدة من الشظايا التي تطير في الفضاء حين تنفجر القنبلة، هكذا تتشظى المعارضة السورية اليوم، بعدما لم تجد شخصية قيادية تحمل رسالتها. وبالمناسبة فقد روي عن شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية حين تنازل عن الرئاسة لجمال عبد الناصر في دولة الجمهورية العربية المتحدة، أنه قال لأحد خلصاءه، تنازلت عن رئاسة دولة فيها خمسة ملايين رئيس.

3- الرويبضة كلمة وردت في الحديث الشريف سيأتي على الناس سنوات خداعات يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب، ويخون الأمين ويؤمن الخائن، وينطق الرويبضة، قيل وما الرويبضة…؟ قال الرجل التافه ينطق في أمر العامة. ولك الله يا سورية اليوم فقد كثرت عليك الرويبضات.

4- في تونس بتاريخ 17 سبتمبر2010 قام محمد البوعزيزي في بلدة سيدي بوزيد، بإحراق نفسه بعدما صادرت الشرطية فادية حمدي عربته ومنعته من الارتزاق لإعالة أسرته الفقيرة، فانطلقت تظاهرة عفوية من الذين شاهدوا المأساة لم تأت بنتيجة. ثم في 14يناير2011 انطلقت تظاهرات في بلدات بوزيد، وقفصة، والقصرين، أسفرت عن ثورة الياسمين الزهرة الوطنية التونسية، ألجأت بن علي إلى الفرار، وجرت انتخابات أعقبتها حكومات ديموقراطية. لكن البلد ما زال يعاني من الاستبداد السياسي، الذي هو المشكلة في عالمنا العربي. أما المشكلة الكبرى فهي الفرقة والاختلاف وفقدان الوعي لدى الشعوب، وعدم وجود القيادة الحكيمة الصلبة المتماسكة.

5- الثورة السورية التي عمت البلاد في 15مارس2011 قابلتها السلطة بالرصاص، لكنها استمرت وعمت البلاد حتى أشرف النظام على السقوط خلال أسبوعين. فحصلت الخيانة العظمى للنظام الذي فتح الحدود لروسيا وإيران وحزب اللات والعصابات الشيعية من كل مكان، فتعطلت مسيرة الثورة، وانطوت رايات المعارضة، وبعدما كانت المشكلة هي الاستبداد والفساد أصبحت المصيبة هي الاحتلال والاستعباد. فسورية اليوم ليست للنظام ولا للمعارضة وإنما هي دولة محتلة من روسيا وعملائها، وأمريكا وعملائها، وإيران وعملائها، وهي مرشحة للاحتلال الإسرائيلي. وهي بأشد حاجة إلى ثورة سورية كبرى كتلك الثورة التي حررتها من الاستعمار الفرنسي.

6- جبهة تحرير سورية هي الحركة الوحيدة التي نحتاجها اليوم، والخطايا التي حصلت خلال فترة المعارضة لابد أن تزول. سورية اليوم، بعدما تكشفت مخططات التقسيم، بحاجة الى قيادة واحدة واعية صلبة متماسكة، وخطة عمل واحدة شاملة مرنة متطورة، وجيش تحرير واحد قوي متماسك، وهتاف واحد، صادق شجاع، الله أكبر حي على الجهاد، وعاشت سورية حرة مستقلة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى