محاط بحوالي 20 نائباً من حزبه الليبرالي، أكّد رئيس حكومة الأقلية الليبرالية في أوتاوا جوستان ترودو أنه ينوي البقاء على رأس حزبه لمواجهة حزب المحافظين الكندي بزعامة بيار بواليافر في الانتخابات العامة المقبلة التي ستجري في موعد أقصاه تشرين الأول (أكتوبر) 2025.
النائب شون كيسي، الذي كان لغاية أمس من النواب الليبراليين المطالبين بتنحّي ترودو عن زعامة حزبهم، بات يقول الآن إنه يريد طيّ الصفحة.
’’شخصياً، أنتقل إلى شيء آخر. لقد تمّ إحراق الكثير من الطاقة حول كلّ هذا الأمر‘‘، قال كيسي قاصداً الجهود المبذولة لدفع ترودو إلى التنحّي عن زعامة الحزب الليبرالي الكندي، مضيفاً أنّه يجب عدم إضاعة المزيد من هذه ’’الطاقة‘‘ على الموضوع نفسه ’’بعد أن انتهى بشكل واضح‘‘، وأنه يشعر بخيبة أمل ممّا آلت إليه الأمور.
ويمثّل كيسي في مجلس العموم دائرة شارلوت تاون، عاصمة مقاطعة جزيرة الأمير إدوارد، تحت الراية الليبرالية منذ عام 2011 بصورة متواصلة، وهو من بين الـ24 نائباً ليبرالياً الذين وقّعوا على رسالة تطلب من ترودو إعادة النظر في مستقبله السياسي والتنحي من زعامة الحزب.
الصورة: The Canadian Press / Adrian Wyldوالرسالة التي سُلِّمت إلى ترودو أمس خلال اجتماع للكتلة النيابية الليبرالية دام ثلاث ساعات تُمهل الزعيم الليبرالي حتى يوم الاثنين المقبل لإعطاء ردّه.
لكنّ ترودو لم ينتظر نهاية المهلة ليؤكّد أنه ينوي البقاء زعيماً لحزبه.
’’على عكس المحافظين، نحن منفتحون في مناقشاتنا وخلافاتنا، أحياناً. لكن يمكنني أن أقول لكم إننا سنواصل النقاش معاً حول أفضل السبل للتموضع، وسيتمّ إجراء كلّ هذه المحادثات معي كزعيم (للحزب الليبرالي)‘‘، قال ترودو أمس ردّاً على الأسئلة التي طُرحت عليه في مؤتمر صحفي عقده لتقديم الأهداف الجديدة المتعلقة بأعداد المهاجرين إلى كندا.
وإذا كان كيسي قد أبدى استعداداً لدعم قرار ترودو بمواصلة قيادة الليبراليين، فإنّ نواباً ليبراليين آخرين يعتقدون أنّه لا يزال بإمكان ترودو تغيير رأيه.
باتريك ويلر، الذي يمثّل إحدى دوائر مقاطعة بريتيش كولومبيا، هو من بين هؤلاء.
’’أعرف رئيس الحكومة كشخص رصين للغاية وأنا متأكد (…)، مع ما قيل أمس (في اجتماع الكتلة النيابية الليبرالية) أنّ رئيس الحكومة سيأخذ الوقت الكافي للتفكير ملياً في هذا الأمر، ومن ثمّ سيكون قادراً على العودة إلى الكتلة النيابية واتخاذ قرارات تصب في مصلحة الحزب والبلاد‘‘، قال ويلر.
ولم يشأ ويلر أن يؤكّد للصحفيين ما إذا كان من الموقّعين على الرسالة المطالبة بتنحّي ترودو، لكنّ راديو كندا يعتبره من المنشقين عن قيادة الزعيم الليبرالي.
الصورة: Radio-Canada / Julie Landryواين لونغ، الذي يمثّل في مجلس العموم إحدى دوائر مقاطعة نيو/نوفو برونزويك والذي لم يخفِ توقيعه على الرسالة، قال إنّ رئيس الحكومة ’’يحتاج إلى التفكير أكثر‘‘ في الموضوع وإنّ كلامه أمام الصحفيين أمس يُعتبَر ’’رداً سريعاً إلى حدّ ما‘‘.
النائب إيفان بيكر، الذي يمثّل إحدى دوائر مقاطعة أونتاريو، يعتقد هو أيضاً أنّ زعيمه لم يتخذ بعد قراراً نهائياً. وقال إنه يفهم أن يكون رئيس الحكومة قد أعطى في المؤتمر الصحفي الإجابة التي سمعها الناس، لكن هذا لا يعني أنه أنهى التفكير في الموضوع.
ولم يشأ بيكر أن يؤكّد للصحفيين ما إذا كان من الموقّعين على الرسالة المطالبة بتنحّي ترودو، لكنّ راديو كندا يعتبره هو الآخر من المنشقين عن قيادة زعيمه.
وتُظهر استطلاعات الرأي منذ أكثر من سنة تقدّم المحافظين، الذين يشكلون المعارضة الرسمية في مجلس العموم، على الليبراليين في نوايا التصويت. وهذا ما جعل أصواتاً من داخل الحزب ترتفع في الأشهر الأخيرة مطالبةً ترودو بالتنحي عن الزعامة وإفساح المجال أمام شخص آخر لقيادة الحزب في الانتخابات العامة المقبلة.