*بقلم: الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي / وندسور – كندا
1- وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، في ثلة من مرافقيه، اقتحموا المسجد الأقصى، وتجولوا في ساحاته، في استفزاز غير مسبوق للفلسطينيين والعرب والعالم الإسلامي، وخرق بليغ للقانون الدولي والوضع التاريخي في مدينة القدس، وقد سبق لابن غفير أن دخل المسجد الأقصى، بحماية إسرائيلية أكثر من مرة، لكنه هذه المرة وزير يمثل سياسة الدولة.
2- نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي للرئاسة الفلسطينية، استنكر الحادثة، واستنكرتها فتح وحماس والمنظمات الفلسطينية، كما استنكرتها الأردن والسعودية وقطر والدول العربية والإسلامية.
وفي تصريح للممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط (كومبانس) أكد أن الحفاظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة، ضرورة للسلام الإقليمي والتوازن بين الأديان.
3- علم الاجتماع يقرر أن لكل شعب الحق في أن تكون له دولة، حين يمتلك مقوماتها: الشعب والأرض والسلطة، وإلا فيمكن أن يكون أقلية في دولة، تحفظ له لغته ومعتقداته وعاداته وأساليب حياته. وهكذا كان اليهود أقليات في دول العالم، لكنهم عانوا من الاضطهاد في دول معينة، كانت ألمانيا النازية أكثرها عنفاً، فراجت لديهم فكرة الدولة اليهودية، التي تبنتها الحركة الصهيونية، يوم أعلنها تيودور هرتزل عام 1897م، ثم أسسها حاييم وايزمن عام 1923م، وأعلنت رسمياً سنة 1929م باسم الوكالة اليهودية في فلسطين، و آخر رؤسائها إسحاق هرتسوغ، قبل أن يتولى رئاسة الدولة.
4- بلفور وزير خارجية بريطانيا، أعلن في 2-11-1917م وعده (تنظر حكومة صاحب الجلالة الملك جورج السادس) بعين العطف، إلى إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية (على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل، من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية، التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية، المقيمة في فلسطين). وهكذا أعطى من لا يملك أرضاً لمن لا يستحق. وتبعاً لذلك نشطت الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وتم شراء الأراضي لإقامة المستعمرات، برعاية من الانتداب البريطاني على فلسطين.
5- لم تقتصر حركة الهجرة على مهامها المدنية، و لم تتقيد بما ورد في وعد بلفور، بشأن الطوائف غير اليهودية، وإنما تجاوزت ذلك إلى عمليات عسكرية و مجازر بشرية، اقترفتها منظمات الهاجانا وشتيرن والأرغون، في دير ياسين وكفر قاسم وغيرها من القرى الفلسطينية، أدت إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين ومصادرة أملاكهم وشردتهم في مشارق الأرض ومغاربها. ثم أعلنت الدولة اليهودية في 14-5-1948م، فنشبت الحرب الأولى بين العرب والدولة اليهودية. واستمرت عملية التوسع المكاني والسكاني ببناء المستعمرات وجلب المهاجرين. ونشبت حرب ثانية وثالثة، فاحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية، وما تزال تشن غاراتها على دمشق والمدن السورية.
6- وأخيراً أعلنت إسرائيل نفسها دولة لليهود، ورفضت عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، وكثفت محاولاتها لانتزاع المسجد الأقصى، القبلة الأولى للمسلمين، وثالث الحرمين الشريفين، بعدما قاسمت المسلمين الحرم الإبراهيمي في الخليل، وما تزال تواصل تهجير العرب المواطنين لتوطين اليهود المهاجرين، ضاربة بعرض الحائط، قرار الدول العربية والأمم المتحدة، بإقامة دولتين إحداهما للعرب والأخرى لليهود.
7- وهكذا يكون الصراع بين قوة الحق وحق القوة، حين تتغلب القوة، صراع شعب يملك بندقية ودولة لديها جيش نظامي ومفاعل ينتج القنابل النووية.