خرجت مظاهرات في شمال غربي سوريا بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية، وأعلنت بريطانيا فرض عقوبات جديدة على النظام تزامنا مع تصريحات بريطانية وفرنسية بضرورة إيجاد حل للأزمة، كما دعت أنقرة واشنطن للعمل معها على إنهاء الصراع.
وردّد آلاف المتظاهرين في عدة مدن وبلدات بشمال سوريا هتافات أكدوا من خلالها المضي قدما في الثورة، حتى إسقاط النظام ومحاسبته والإفراج عن المعتقلين، وتحقيق كامل مطالبها.
كما رفع المتظاهرون شعارات طالبوا فيها المجتمع الدولي بمحاسبة النظام السوري وحلفائه على الجرائم التي ارتكبها، ودعوا المجتمع الدولي للضغط على النظام من أجل الإفراج عن آلاف المعتقلين في سجونه ومعتقلاته.
بريطانيا وفرنسا
وعلى الصعيد الدولي، أعلنت بريطانيا فرض حزمة عقوبات جديدة على 6 مسؤولين في النظام، هم وزير الخارجية فيصل المقداد، ومستشارة الرئيس الإعلامية لونا الشبل، ورجلي الأعمال ياسر إبراهيم ومحمد براء القطرجي، وقائد الحرس الجمهوري مالك عليا والرائد بالجيش زيد صلاح.
وقالت الحكومة البريطانية في بيان إنها بمثابة “أول استخدام لنظام العقوبات المستقل في المملكة المتحدة”، والذي بدأ العمل به بعد نهاية الفترة الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأفاد وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب “اليوم، نحاسب 6 أفراد آخرين من النظام لاعتدائهم الشامل على المواطنين الذين يفترض بهم أن يحموهم”.
وقال المبعوث البريطاني الخاص إلى سوريا جوناثان هارغريفز في مقابلة مع الجزيرة إن بريطانيا وحلفاءها ملتزمون بضمان إنهاء الأزمة السورية، وعدم دخولها في عقد آخر.
وشدد المبعوث البريطاني على أن الطريقة الوحيدة للحل هي تسوية سياسية سلمية بقيادة سورية ترعاها الأمم المتحدة وتستند إلى قرار مجلس الأمن رقم 2254، وبمشاركة جدية من النظام وإيران وروسيا
كما أكد هارغريفز سعي بلاده إلى تحميل الرئيس بشار الأسد المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبها النظام في سوريا، عبر دعم الآلية الدولية المستقلة والمحايدة التي تديرها الأمم المتحدة التي توثق وتجمع الأدلة لهذه الجرائم، وكذلك بدعم لجنة العدالة والمساءلة الدولية التي تقوم بدور مشابه.
وأكد المبعوث فرض الضرائب الجديدة، مضيفا “هناك 350 فردا من النظام السوري تم فرض عقوبات عليهم من قبل المملكة المتحدة وسيتم مقاضاة الجناة”.
من جهة أخرى، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة “إلى الشعب السوري أريد أن أقول لن نتخلى يوماً عن هذه المعركة”.
وأضاف “سنبقى إلى جانبه للاستجابة إلى حاجاته الإنسانية والدفاع عن القانون الدولي ومكافحة الإفلات من العقاب وإيجاد حلّ سياسي، الوحيد الممكن”.
موقف تركيا
وبدوره، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إدارة نظيره الأميركي جو بايدن إلى العمل مع تركيا لإنهاء المأساة الإنسانية في سوريا، وذلك في مقالة كتبها أردوغان لصحيفة بلومبيرغ الأميركية بمناسبة مرور 10 أعوام على الثورة.
وقال أردوغان “على إدارة بايدن الوفاء بوعودها والعمل معنا لإنهاء المأساة في سوريا”، معتبرا أن إقامة نظام سياسي قادر على تمثيل جميع السوريين ضروري لإحلال السلام والاستقرار، وأن هذا الهدف “مرتبط بالدعم الغربي الأمين لتركيا”.
وتابع قائلا “أقولها بكل فخر الموقف التركي لم يتغير منذ بدء الحرب الداخلية في سوريا”.
وأشار أردوغان إلى أن الوضع الإنساني في سوريا سيكون المقياس النهائي لصدق مواقف الدول، لا سيما أن الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية باتت متداولة بكثرة في الآونة الأخيرة، حسب قوله.
وأكد أردوغان أنه ينبغي على الغرب أولا أن يتخذ موقفا واضحا من مليشيات حزب العمال الكردستاني “الذي يعتدي على المناطق الآمنة (في سوريا) ويساند النظام الدموي”، وموضحا أن بلاده “كانت في مقدمة الدول التي كافحت التنظيمات الإرهابية وأوصلت المساعدات الإنسانية للسوريين”.
وأشار الرئيس التركي إلى ضرورة عدم نسيان مقتل وتعذيب مئات الآلاف من الأشخاص في سوريا وتشريد الملايين، لمجرد مطالبتهم بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، مؤكدا أن ممارسات النظام السوري وداعميه أسفرت عن نتائج مروعة مثل اللجوء والإرهاب.