قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في موسكو اليوم الأربعاء: “ساعدت جهودنا بدرجة كبيرة الحكومة السورية في تجاوز التهديدات المرتبطة بالإرهاب الدولي”.
ووصف، بوتين الوضع في أفغانستان “بالمقلق”، معربا عن رغبته في مناقشة هذه المسألة، ومعرفة موقف طهران من خطة العمل المشتركة.
وقال بوتين: “الوضع في أفغانستان يقلقنا”.
وأضاف خلال حديثه مع رئيسي: “بالطبع، من المهم للغاية بالنسبة لي أن أعرف موقفك من خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وأضاف بوتين: “إن التجارة بين البلدين زادت بأكثر من 38% العام الماضي على الرغم من جائحة فيروس كورونا”.
نقطة تحول
ويرى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، الأربعاء، أن زيارته لروسيا التي يبدأها اليوم، ويلتقي خلالها نظيره فلاديمير بوتين، ستشكّل “نقطة تحول” في علاقات طهران وموسكو، وتعزز التعاون الإقليمي في مواجهة “الأحادية”، حسب تعبيره.
وأدلى رئيسي بتصريحاته من مطار مهرآباد في طهران، حيث أقيمت له مراسم وداع، وفق ما عرضت القناة الرسمية.
وتعد هذه المرة الأولى منذ 2017 التي يزور فيها رئيس إيراني روسيا، التي تربطها بطهران علاقات سياسية واقتصادية وعسكرية.
وتأتي الزيارة بينما تجري إيران وقوى كبرى منها روسيا، مباحثات في فيينا لإحياء الاتفاق بشأن برنامج طهران النووي.
وقال رئيسي من المطار: “يمكن لهذه الزيارة أن تشكل نقطة تحول لتحسين وتعزيز مستوى العلاقات مع روسيا”.
وأضاف: “مستوى التعاون الراهن غير مرضٍ للبلدين، ويجب أن يتم رفعه إلى مستوى أعلى. آمل في أن تكون هذه الرحلة خطوة فعالة تجاه ضمان المصالح المشتركة بين البلدين المؤثرين على الساحتين الإقليمية والدولية”.
وبدعوة من بوتين، يزور رئيسي روسيا ليومين، ويلقي خطاباً أمام الدوما (مجلس النواب)، الخميس.
وكان الكرملين أعلن الثلاثاء أن الطرفين سيبحثان “مجموعة القضايا المرتبطة بالتعاون الثنائي”، بما في ذلك الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وتخوض إيران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، مباحثات في فيينا بهدف إحياء الاتفاق النووي الذي انسحبت الولايات المتحدة منه في 2018. وتشارك واشنطن فيها بشكل غير مباشر.
وتشدد طهران على أولوية رفع العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها عليها بعد انسحابها من الاتفاق، والحصول على ضمانات بعدم تكرار الانسحاب الأميركي. في المقابل، تركز الولايات المتحدة على أهمية عودة إيران لاحترام كامل التزاماتها بموجب الاتفاق.
وكما بقية المشاركين في المباحثات، أعلنت روسيا في الآونة الأخيرة عن تحقيق تقدم، علماً أنه سبق لها أن أكدت ضرورة رفع العقوبات الأميركية.
وتتداخل مصالح روسيا وإيران في ملفات عدة كالاتفاق النووي والوضع في المنطقة. كما تعدّان أبرز داعمين للرئيس السوري، بشار الأسد، في النزاع المستمر في بلاده منذ 2011.
وهي الزيارة الثالثة لرئيسي لخارج البلاد منذ تولى منصبه في أغسطس، لكنها الأبرز من حيث الأهمية.
ويركز الرئيس المحافظ المتشدد على أن تعزيز العلاقات مع الجوار يمثل ركناً أساسياً في السياسة الخارجية لحكومته.
وقال الأربعاء إن زيارته تهدف “لتعزيز دبلوماسية الجوار والإقليم.. أعتقد أن لدينا مصالح مشتركة مع روسيا. في مقدور هذه المصالح المشتركة وتفاعلنا مع روسيا توفير الأمن في المنطقة والحؤول دون الأحادية في العالم”، في إشارة لواشنطن.
وتابع: “نسعى لتعزيز العلاقات مع كل جيراننا، خصوصاً روسيا التي تربطنا بها علاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية”. ويرافق رئيسي في زيارته، وزراء الخارجية والاقتصاد والنفط.
وكان سلف رئيسي، حسن روحاني، آخر رئيس إيراني يزور روسيا، وذلك في مارس 2017. من جهته، زار بوتين طهران للمرة الأخيرة في 2015.