كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تختص بمحبة زائدة من النبي صلى الله عليه وسلم، تكمن كلها في أن زواجها كان عن طريق الوحي.
رؤيا النبي في زواجها:
تقول السيدة عائشة- رضي الله تعالى عنها-: قال لي رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: “رأيتك في المنام قبل أن أتزوجك مرتين”.
» وفي لفظ: «ثلاث ليال، جاءني بك ملك في خرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك فيكشف عن وجهها، فإذا هي أنت، فأقول إن يك من عند الله يمضه.
وعنها أيضا أنها قالت: جاء بي جبريل لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- في خرقة حرير خضراء، فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة.
وتقول في حديث آخر: ما تزوجني رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حتى أتاه جبريل- صلى الله عليه وسلم- بصورتي فقال: هذه زوجتك في الدنيا والآخرة، تزوجني وإني لجارية على حرف فلما تزوجني أوقع الله علي الحياء.
خطبتها وتزويج النبي:
لما ماتت خديجة- رضي الله تعالى عنها- جاءت خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون- رضي الله تعالى عنها- إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: يا رسول الله، ألا تتزوج؟
فقال: من؟ فقالت: إن شئت بكرا، وإن شئت ثيبا، فقال: ومن البكر ومن الثيب؟
فقالت: فأما البكر فابنة أحب الخلق إليك عائشة بنت أبي بكر، وأما الثيب فسودة بنت زمعة- رضي الله تعالى عنها- قد آمنت بك، واتبعتك.
قال صلى الله عليه وسلم: فاذهبي، فاذكريهما عليّ، فأتيت أم رومان، فقلت: يا أم رومان، ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة؟
قالت: وما ذاك؟ قلت: رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يذكر عائشة، قالت: وددت، انتظري أبا بكر، فإن أبا بكر آت، قالت: فجاء أبو بكر، فذكرت ذلك له فقال: أو تصلح وهي، إنما هي ابنة أخيه، فرجعت إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فذكرت له ذلك.
فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: ارجعي إليه وقولي له: أنت أخي وأنا أخوك في الإسلام وابنته وفي لفظ: وابنتك تصلح لي.
قال: انتظري، قالت: وقام أبو بكر، فقالت لي أم رومان: إن المطعم بن عدي قد كان ذكرها على ابنه، والله، ما أخلف أبو بكر وعدا قط.
، قالت: فأتى أبو بكر المطعم بن عدي وعنده امرأته ، فقال: ما تقول في أم هذه الجارية؟
فأقبل على امرأته، فقال: ما تقولين؟ قالت: فأقبلت على أبي بكر، فقالت: لعلنا إن أنكحنا هذا الصبي إليك تصبئه، وتدخله في دينك والذي أنت عليه، فأقبل أبو بكر عليه، فقال: ما تقول أنت؟
قال: إنه أقول ما تسمع، فقام أبو بكر ليس في نفسه شيء من الوعد للمطعم بن عدي.