كان من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع النساء أنه يبذل أخلاقه للجميع، من يعرفه ومن لا يعرفه، حيث وسع الناس جميعا بأخلاقه، كلاهم يظن أنه أحبّ الناس إليه، من حسن أخلاق وجميل معاشرته.
السلام على النساء
تقول أسماء بنت يزيد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وعصبة من النساء قعود فألوى بيده بالتسليم، يعني سلّم عليهم.
وروت رضي الله عنها أيضا : مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في نسوة، فسلّم علينا.
يقول أنس- رضي الله تعالى عنه- إن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم في عقلها شيء فقالت: إن لي إليك حاجة، فقال: يا أم فلان، انظري أي الطريق شئت قومي فيه، حتى أقوم معك فقام معها، فناجاها حتى قضى حاجتها.
وروى عنه أيضا أنه قال: إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنطلق به حيث شاءت.
قضاء حاجة الأرملة والمسكين
كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين في قضاء الحاجة.
يقول عدي بن حاتم- رضي الله تعالى عنه- : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد، فقال القوم: هذا عدي بن حاتم، وجب بغير أمان ولا كتاب، فلما دفعت إليه أخذ بيدي، وقد كنت قبل ذلك لا أرجو أن يجعل الله تعالى يده في يدي، قال: فقام إلى بيته فلقيته امرأة وصبي معها، فقالا: إن بنا إليك حاجة فقام معها، حتى قضى حاجتها.
وعن أبي موسى- رضي الله تعالى عنه- قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وامرأة بين يديه، فقلت: الطريق للنبي صلى الله عليه وسلم قالت: الطريق معترض إن شاء أخذ يمينا، وإن شاء أخذ شمالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعها فإنها جبارة». أما تعامله مع زوجاته عليه السلام، فقد أجملت السيدة عائشة الحديث عن ذلك بالقول الجامع المانع أنه صلى الله عليه وسلم :” كان خلقه القرآن يغضب بغضبه ويرضى برضاه”.