تشتعل المنطقة أمنيا وسياسيا قبل نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية الاميركية. فبعد الاعلان عن صفقة التطبيع بين الامارات واسرائيل، بدأت العمليات العسكرية ضد القوات الاميركية تأخذ طابعاً مختلفا في العراق، اذ شهدت الساعات الاربع والعشرين الماضية اكثر من ٥ عمليات بين قصف وتفجير عبوات، في حين ان التصعيد العسكري في ادلب بدأ بعد زيارة وزير الخارجية الروسي الى دمشق.
في لبنان، وبعدما حاولت فرنسا ابعاد الساحة الداخلية عن الصراع الاميركي -الايراني، جاءت الرسالة الاميركية الواضحة المعالم بأن واشنطن مصرة على سياستها، ففرضت عقوبات مفاجئة نسبياً على حلفاء “حزب الله” الاساسيين، “المردة” عبر الوزير السابق يوسف فينيانوس وحركة “أمل” عبر الوزير السابق علي حسن خليل.
ووفق مصادر متابعة فإن هذه العقوبات وجهت صفعة جدية للمبادرة الفرنسية، وان كانت صفعة معنوية، لكنها اوحت بأن المسار الذي بدأ امس سيطال “التيار الوطني الحر” وتحديداً رئيسه جبران باسيل.
وتشير المصادر الى ان فرض عقوبات على باسيل يعني اخذ الساحة اللبنانية الى التصعيد السياسي الكامل، اذ ان الرادع الوحيد حالياً هو العصا المفروضة على باسيل والتي تعطي نتيجة نسبية بالتجاوب واستيعاب المسائل الحكومية.
وتلفت المصادر الى ان واشنطن مستمرة في سياسة الضغوط القصوى بعكس ما اوحى الفرنسيون، وبالتالي فهم يرغبون بالحصول على تنازلات جدية من لبنان قبل الانتخابات الرئاسية في اميركا.
وترى المصادر انه ليس صدفة ان يكون تعرقل المفاوضات حول الحدود البحرية متزامناً مع فرض عقوبات على حلفاء الحزب ومن بينهم حركة “امل”، وهذا يعني ان الساحة اللبنانية قد تكون متجهة نحو تصعيد كبير في الاسابيع المقبلة.
وتعتبر المصادر انه في حال عدم تدخل الفرنسيين مجددا من اجل فرض وتسهيل عملية تشكيل الحكومة يعني ان باريس تراجعت خطوة الى الوراء في مبادرتها اللبنانية، وان الساعة عادت الى ما قبل الانفجار الكبير في مرفأ بيروت.