نجت امس حكومة الأقلية الليبرالية برئاسة جوستان ترودو من اقتراح ثالث من حزب المحافظين، الذي يشكّل المعارضة الرسمية، بحجب الثقة عنها.
وكما كان متوقَّعاً، تمكّنت الحكومة من الاعتماد على الحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، لتجنّب السقوط. فزعيم الديمقراطيين الجدد، جاغميت سينغ، أعلن الأسبوع الماضي أنّ تكتله النيابي سيُعارض اقتراح حجب الثقة.
حزب الكتلة الكيبيكية، ثاني أحزاب المعارضة في مجلس العموم، دعم اقتراح حجب الثقة، انسجاماً مع ما أعلنه زعيمه أواخر تشرين الأول (أكتوبر) الفائت. وكان الحزب المذكور قد صوّت ضد الاقتراحيْن الأوليْن بحجب الثقة، في 25 أيلول (سبتمبر) والأول من تشرين الأول (أكتوبر) الفائتيْن.
لكن يكفي الحكومةَ الليبرالية دعمُ واحدٍ فقط من أحزاب المعارضة الثلاثة الرئيسية في المجلس لتفادي السقوط.
وتضمّن نصّ الاقتراح الذي قدّمه المحافظون تذكيراً بالانتقادات التي وجّهها سينغ إلى الليبراليين منذ انسحابه قبل ثلاثة أشهر ونيّف من ’’اتفاق الدعم والثقة‘‘ المُبرَم بين الحزب الديمقراطي الجديد وحكومة ترودو في 22 آذار (مارس) 2022.
ويعتقد المحافظون أنهم نجحوا في إظهار أنّ أفعال سينغ لا تنسجم مع أقواله. ’’يُدرك الكنديون الآن أنّ كلمات جاغميت سينغ ليس لها أيّ قيمة‘‘، قال حزب المحافظين في بيان.
الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrickزعيم الحزب الديمقراطي الجديد رفض هذه الانتقادات بشكل قاطع. ’’كلّ ما يفعله المحافظون وما يفعله بيار بواليافر هو لعبة سياسية‘‘، قال سينغ للصحفيين في مبنى البرلمان، مضيفاً أنّ بواليافر ’’ليس شخصاً جاداً‘‘ وأنّ ’’كلّ ما يريده هو السلطة لنفسه‘‘.
ومرةً أُخرى، عزا سينغ معارضته اقتراح حجب الثقة إلى أنّ دعماً للمحافظين سيكون بمثابة دعمٍ لتخفيضاتٍ محتملة في برامج يحتاج إليها الكنديون.
وكندا على موعد مع انتخابات فدرالية عامة في موعد أقصاه تشرين الأول (أكتوبر) 2025. ويتصدّر المحافظون نوايا التصويت في استطلاعات الرأي منذ أكثر من سنة.
الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrick
فشل الديمقراطي الجديد في توسيع نطاق المستفيدين من شيك الـ250 دولاراً
وبعد رفض اقتراح المحافظين بحجب الثقة عن حكومة ترودو، رفضت أغلبية ساحقة من النواب اقتراحاً من الحزب الديمقراطي الجديد يدعو الحكومة إلى توسيع نطاق الإعفاء من ضريبة السلع والخدمات ليشمل سلعاً وخدمات يعتبرها الحزب ’’أساسية‘‘، كفواتير التدفئة والإنترنت والهاتف المحمول، كما جاء في الاقتراح الذي دعا أيضاً إلى أن يكون هذا الإعفاء من ضريبة السلع والخدمات دائماً.
وكان مجلس العموم قد أقرّ في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت مشروع قانون يهدف لإعفاء العديد من السلع والخدمات من الضريبة الفدرالية مدة شهريْن فقط، من 14 كانون الأول (ديسمبر) 2024 لغاية 15 شباط (فبراير) 2025.
كما دعا الاقتراح المقدَّم اليوم من الحزب الديمقراطي الجديد إلى إدخال تعديلات على الإجراء الذي اقترحه الليبراليون بتقديم شيك بمبلغ 250 دولاراً لكلّ عامل بلغ دخله الوظيفي 150.000 دولار أو أقلّ في عام 2023. وأراد الديمقراطيون الجدد على وجه الخصوص أن يكون المتقاعدون و’’الخريجون الجدد الذين يحاولون دخول سوق العمل‘‘ والأشخاصُ المعاقون الذين لا يعملون مؤهَّلين أيضاً للحصول على المبلغ المذكور.
لكنّ الاقتراح لم يحصل سوى على دعم نائبيْ الحزب الأخضر ونائبٍ ليبرالي واحد بالإضافة إلى أصوات نواب الحزب الديمقراطي الجديد.
ترودو يتوعد الأميركيين!
قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، أمس الاثنين، إن الأميركيين بدؤوا يدركون أن فرض رسوم جمركية على جميع المنتجات القادمة من كندا من شأنه أن يزيد بشكل كبير تكلفة معيشتهم.
وأشار ترودو إلى أنه سيتخذ إجراءات انتقامية إذا أصر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب على اتخاذ هذه الخطوة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.
وفي حديثه خلال فعالية نظمتها غرفة تجارة هاليفاكس، قال ترودو أيضا إن التعامل مع ترامب سيكون “أكثر تحديا” هذه المرة مقارنة بولايته السابقة، لأن فريق ترامب يأتي بمجموعة أكثر وضوحا من الأفكار لما يريدون القيام به فورا، مقارنة بفترة فوزه في الانتخابات الأولى في عام 2016.
وكان الرئيس المنتخب هدد بفرض ضريبة بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من كندا والمكسيك، ما لم توقف الدولتان تدفق المهاجرين والمخدرات على الأراضي الأميركية وفق قوله.
وخلال ولاية ترامب الأولى، فرضت الولايات المتحدة على كندا رسوما جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألومنيوم، فردت أوتاوا مستهدفة بعض المنتجات الأميركية.
وقال ترودو: “ترامب تم انتخابه بناء على تعهد لتحسين حياة الأميركيين وجعلها أكثر قدرة على التحمل، وأعتقد أن الناس في جنوب الحدود بدؤوا يدركون حقيقة أن التعريفات الجمركية على كل شيء من كندا ستجعل الحياة أكثر تكلفة”.
وجاء رد ترامب لاحقا، حيث وصف كندا بأنها ولاية أميركية وأن ترودو هو حاكم تلك الولاية.
ويبدو أن ترامب كان يرد على تعليقات رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، عندما وضع منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الاثنين، أشار فيه إلى مأدبة عشاء حضرها ترودو بمقر إقامة ترامب في مارالاغو بولاية فلوريدا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث قال البعض إن ترامب أطلق مزحة قال فيها إن كندا يمكن أن تصبح الولاية الأميركية الـ51.
وقال ترامب، عبر منصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”، “لقد كان من دواعي سروري تناول العشاء مع جاستن ترودو حاكم ولاية كندا العظيمة منذ عدة ليال. وأتطلع إلى رؤية الحاكم مجددا قريبا حتى نتمكن من مواصلة محادثاتنا العميقة حول الرسوم الجمركية والتجارة، التي ستكون نتائجها مذهلة حقا للجميع”.
وظهر ترامب في مقابلة مع برنامج “قابل الصحافة” على قناة “إن بي سي” الأميركية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث قال إنه لا يستطيع ضمان أن الرسوم الجمركية التي تعهد بفرضها على شركاء التجارة الخارجية الرئيسيين للولايات المتحدة لن تؤدي إلى رفع الأسعار بالنسبة للمستهلكين في أميركا.
وذهبت أكثر من 3 أرباع الصادرات الكندية من حيث القيمة (422.5 مليار دولار) إلى الولايات المتحدة عام 2023.
وعلى صعيد الوظائف، فإن حوالي مليوني شخص في كندا من أصل تعداد سكاني إجمالي يقارب 41 مليون نسمة، يعولون في معيشتهم على الصادرات.
RCI,AJ
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : رشوة إنتخابية لكن لماذا؟ .. (صدر العدد الجديد)!