سيدنا الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الابن البكر لسيدنا علي والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما وحفيد رسول الله واشبه الخلق بالنبي الكريم صلي الله عليه وسلم .. خامس الخلفاء الراشدين بحسب أهل السنة والجماعة تنازل عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما حقنا لدماء المسلمين ورغبة في انهاء فتنة استمرت لسنوات طوال .
حفيد رسول الله ولد في النصف من شهر رمضان عام 3 هـ، وكان النبي محمد يحبه كثيرًا ويقول: “اللهم إني أحبه فأحبه”، بويع بالخلافة في أواخر سنة 40 هـ بعد وفاة علي بن أبي طالب، في الكوفة. كما بويع مُعاوية من جديد في بيت المقدس، ودعاه أهل الشام بأمير المؤمنين.
مناقب الحسن بن علي ..سبط رسول الله
الحسن لم يكن يرغب في قتال معاوية وكان نافرا من الحرب، فكتب إلى معاوية يسالمه ويراسله في الصلح، ووأبرم الصلح معه على أن يتولّى مُعاوية الخِلافة ما كان حيًا، فإذا مات فالأمر للحسن. ثمَّ تنازل عن الخِلافة لمُعاوية في شهر ربيع الأوَّل من عام 41 هـ الموافق لعام 661م، وقد سمي هذا العام “بعام الجماعة” لإجماع المسلمين فيه على خليفة واحد .
سليل أهل بيت النبي جمع بين كل أوجه العظمة التي يطمح إليها أي إنسان؛ فقد وصل إلى مكانة عليا لا يرقى إليها حتى ملوك الأرض على اختلاف أجناسهم؛ فهو سبط النبي صلى الله عليه وسلم وريحانته، وهو سيد شباب أهل الجنة كما أخبر رسول الله، وأبوه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله، وسيدة نساء العالمين، وأحب الناس إلى أبيها.
وقد ورث الحسن بن علي عن النبي صلي الله عليه وسلم كثيرا من المكارم والمناقب ؛ حتى قيل: إنه كان أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم خِلقة وخُلقا، واختار له النبي صلى الله عليه وسلم اسم الحسن من بين سائر الأسماء ليكون دالا على حسنه
كان الصحابي الجليل محبا للطاعة والعبادة، شديد التعلق بالمساجد، ولما سئل عن ذلك قال: سَمِعْتُ جَدِّي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “مَنْ أَدْمَنَ الاخْتِلافَ إِلَى الْمَسْجِدِ أَصَابَ أَخًا مُسْتَفَادًا فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَعِلْمًا مُسْتَطْرَفًا، وَكَلِمَةً تَدَعُوهُ إِلَى الْهُدَى، وَكَلِمَةً تَصْرِفُهُ عَنِ الرَّدَى، وَيَتْرُكُ الذُّنُوبَ حَيَاءً أَوْ خَشْيَةً، وَنِعْمَةً أَوْ رَحْمَةً مُنْتَظَرَةً”
الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان
الحسن بن علي توفي عام 49 هـ، وقيل سنة لخمسِ ليالٍ مضت من شهر ربيع الأول سنة 50 هـ، ودفن بالبقيع بعد عشر أعوام من خلافة معاوية وكان الرسول صلي الله عليه يشير إليه بالقول: ” ابني هذا سيصلح الله به بين فئتين عظيمتين “
مناقب الصحابي الجليل كانت اكثر مما تحصي حيث كان من شروط الصلح مع معاوية والتنازل عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين وتوحيدا لصفهم أن تم تخصيص عطاء سنوي له يساعده علي تدبير مقتضيات وحياته وآل بيته كان يقدر بمائة الف .
في أحد الأعوام، فحبسها عنه معاوية ن، فتعرض لضائقة شديدة، ثم قال : ” فدعوت بدواة لأكتب إلى معاوية، لأذكره نفسي، ثم أمسكت، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام، فقال : «كيف أنت يا حسن ؟ فقلت : بخير يا أبت، وشكوت إليه تأخر المال عني فقال : «أدعوت بدواة لتكتب إلي مخلوق مثلك تذكره ذلك ؟»