كان لكل نبي أصحاب وأتباع، لكن لم يكن مثل أتباع النبي صلى الله عليه وسلم في كمال محبته لهم، حيث أثنى الله تعالى عليهم في كتابه حيث قال:” الذين يتبعون الرسول النبي الأمي” وقال تعالى : ” محمد رسول الله والذين معه”.
وقال الله تعالى: “إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه”.
وقال تعالى: “يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم، يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم”، والآيات في ذلك كثيرة.
كيف كان صحابة النبي؟
1-روى مسلم عن عمرو بن العاص- رضي الله تعالى عنهما- أنه قال: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، فإني لم أكن أملأ عيني منه.
2- وروى الترمذي، عن أنس- رضي الله تعالى عنه- قال: كان- صلى الله عليه وسلم- يخرج على أصحابه من المهاجرين والأنصار وهم جلوس ، وفيهم أبو بكر وعمر، فلا يرفع أحد منهم إليه بصره إلا أبو بكر وعمر، فإنهما كانا ينظران إليه وينظر إليهما، ويبتسمان إليه ويبتسم إليهما.
3- وقال أسامة بن شريك: أتيت النبي- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه حوله كأن على رؤوسهم الطير.
الحق ما شهدت به الأعداء:
وجهت قريش عروة بن مسعود القثفي- قبل إسلامه- إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عام الحديبية، فرأى تعظيم أصحابه- رضي الله تعالى عنهم- ما رأى:
1-لا يتوضأ إلا ابتدروا وضوءه، فكادوا يقتتلون عليه.
2- لا يبصق بصاقا، ولا يتنخم نخامة إلا تلقوها بأكفهم، فدلكوا بها وجوههم وأجسادهم.
3- لا تسقط منه شعرة إلا ابتدروها وإذا أمرهم بأمر ابتدروا أمره.
4- وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يجدون النظر إليه تعظيما له.
فقال لهم حين رجع إليهم: يا معشر قريش إني جئت كسرى وقيصر، والنجاشي في ملكهم، وإني والله ما رأيت ملكا في قوم قط مثل محمد في أصحابه.
وروى مسلم عن أنس- رضي الله تعالى عنه-: لقد رأيت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- والحلاق يعلقه وقد أطاف به أصحابه، فما يريدون أن تقع شعرة إلا في يد رجل.
موقف عظيم لمحبة عثمان:
قال عثمان بن عفان- رضي الله تعالى عنه-: لما أذنت له قريش أن يطوف بالبيت، حين وجهه- صلى الله عليه وسلم- إليهم في القضية أبي وقال: ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله- صلى الله عليه وسلم-.
وروى الترمذي وحسنه، في حديث طلحة أن أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قالوا لأعرابي جاهل اسأل النبي- صلى الله عليه وسلم- عمن قضى نحبه وكانوا يهابونه. فسأله، فأعرض عنه، إذ طلع طلحة فقال: هذا ممن قضى نحبه.