أبو طلحة الأنصاري صحابي جليل أسمه طلحة زيد بن سهل الأنصاري ينتمي لبني عدي بن مالك بن النجار كان من النقباء الاثني عشر حضر كل المشاهد والغزوات والسرايا مع الرسول صلي الله عليه وسلم
كانت قصة اعتناقه الإسلام مثيرة حيث تقدم لخطبة أم سليمان بنت ملحان أم الصحابي الجليل انس بن مالك بعد وفاة والده وعرض عليه مهرًا غاليًا ولكنها لم تقبل بهذه الزيجة وردت عليه قائلة يا أبا طلحة، ما مثلك يُردّ، ولكنك امرؤ كافر، وأنا مسلمة لا تحلّ لي، فإن تسلم فذلك مهري»،
أبو طلحة الانصاري وأغلي مهر في العالم
رفض السيدة أم سليم للزواج من أبي طلحة- وتأكيدها أنها لن تتزوج الا بعدأن يأذن لها طفلها أنس بن مالك الذي كان قد طالبت الرسول بأن يعتبره خادما له -عُقِدَ لسانه عندما عَلِمَ بالرفض ولكنه لم ييأس فقَدِمَ لها في اليوم التالي وهو يُمنَّيها بمهر أكبر وعيشة رغيدة ؛ عساها تلين وتقبل ، لكنها كانت تعلم أن قلعة الإسلام في قلبها أقوى من كل نعيم الدنيا .
كلمات الصحابية الجليلة هزت أعماق ابي طلحة الأنصاري حتى ملأت كيانه ؛ فهي ليست المرأة اللعوب التي قد تنهار أمام مغريات الدنيا ، وإنما تعمل على فرض وجودها بقوة عقلها ، وهل هناك خيرٌ منها لتكون زوجةً له ، وبعدها أمًا لأولاده ؟ إنه الآن أمام امرأة تمكنت من قلبه تمامًا.
لم تمر كلمات الصحابية الجليلة علي آذان الصحابي الجليل مرور الكرام بل القي الله حب الإسلام في قلبه بل أحس بعظمته التي تجعل تلك المرأة لا تغريها الدنيا وزينتها بل تستعلي عليها بإيمانها ، وفي الحال ذهب الصحابي الجليل إلى النبي صلَّي الله عليه وسلم ، وأعلن إسلامه ، وتزوج بعدها بمن كان مهرها الإسلام
ومنذ اعتناقه الإسلام عاش الصحابي رضي الله عنه مع زوجته الصحابية في رحاب ونور الوحي وخالط الإيمان شغاف قلبه ، حتى شعر أنه أسعد أهل الأرض ولم لا ؟! وهو يعيش في جنة الدنيا بإيمانه ، وتعيش في بيته امرأة من أهل الجنة .
الحياة الهانئة والسعيدة التي عاش فيها الصحابيان الجليلان و ظلال الإسلام تورف عليهما لم تستمر طويلا حيث وضعهم الله في اختبار صعب ، حيث مرض ابنهما الي رزقهما الله به مرضًا شديدًا ، وبعدها توفاه الله ؛ فتلقت المرأة المؤمنة موت ابنها بصبر ، وثبات ، ورضا بقضاء الله ، وقالت : الحمد لله إنا لله وإنا إليه راجعون ، ثم بدأت في تهيئة الأمر لزوجها فتلقاه بصبر واحتسب الزوجان أجرهما عند الله تعالى .
الصحابي الجليل وخصلة من شعر النبي
الصحابي الجليل التصق برسول الله صلي الله عليه وسلم بعد الهجرة حيث ، آخى النبي محمد بينه وبين الأرقم بن أبي الأرقم، وقيل بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح. شهد أبو طلحة مع النبي محمد المشاهد كلها، وثَبُتَ معه يوم أحد وكان من الرماة المعدودين، ويوم حنين لما انكشف الناس عن النبي محمد، فقال النبي محمد: «من قتل قتيلاً، فله سلبه»، فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً، وأخذ أسلابهم. وقال أنس بن مالك أن النبي محمد كان يقول: «لصوت أبي طلحة أشد على المشركين من فئة
بل أن الرسول صلي الله عليه وسلم امتدح الصحابي الجليل بالقول أن صوته في الجيش خير من ألف رجل ، وكان من الأبطال الذين ثبتوا مع رسول الله يوم أحد ، ودافع عنه بكل ما يملك ، فكان إذا رمى رفع رسول الله بصره ينظر أين وقع السهم ،
مناقب الصحابي الجليل كانت أكثر من أن تحصي فقد كان كريمًا لا يضن ، ولا يبخل بالمال أبدًا ، وعندما نزل قول الله تعالى لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ 92 آل عمران ؛ تصدق الصحابي الجليل بأحب أمواله وأملاكه لله تعالى ووهبها في سبيله .
وليس أدل من مكانة الصحابي الجليل ومقامه الرفيع من أنه ظفر بحفنة من شعر النبي صلَّ الله عليه وسلم ، فبعد أن رمى الرسول صلَّي الله عليه وسلم جمرة العقبة ، ونحر البُدن ، حلق شق شعره الأيمن فقسمه فيمن يليه ، ثم حلق الشق الأيسر وأهداه له .
أبي طلحة الأنصاري بين الصيام والقيام
الصحابي الجليل عاش حياته رضي الله عنه عابدًا قائمًا مجاهدًا في سبيل الله فكان لا يفطر إلا في فطر أو أضحى أو مرض ، ولكنه في آخر أيامه حالت شيخوخته بينه وبين الجهاد في سبيل الله ولكنه أصر أن يجهزه أبناؤه للجهاد حين سمع قول الحق سبحانه وتعالى : { انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ، 41 سورة التوبة .
فما كان من ابي طلحة الانصاري الا ان استجاب بشكل فوري لأمر ربه ركب البحر حتى مات فتم دفنه بعيدًا عن الأهل ، والعشيرة ، والأصحاب ، ولكنه ليس ببعيد عن عين الله سبحانه وتعالى الذي سيجزيه عن صبره يوم القيامة خير الجزاء في جنات النعيم مع النبي الأمين وصحابته الكِرام والصديقين والشهداء وحسن أولئك .