اخذت الزيارة التي قام بها الرئيس المكلف سعد الحريري الى رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب ضجة كبيرة في الحيّز السياسي العام في لبنان، وكذلك في وسائل الاعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. بعضهم انتقد هذه الزيارة معتبراً انها لم تكن مناسبة نظراً إلى الخصومة بين الرجلين، والبعض الآخر نظر اليها على أنها هزيمة سياسية. ولكن وبعيدا عن التراشق الاعلامي يمكن القول ان الحريري قد استطاع من خلال هذه الخطوة توجيه ضربة قاسية للعهد ولا سيما للتيار “الوطني الحر“.
ووفق مصادر مطلعة فإن الحريري يعتبر أن من يقف خلف الاستدعاءات التي طالت موظفين ووزراء ووصلت الى رئيس الحكومة هو رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل الذي يسعى بشكل واضح إلى تحسين صورته وإظهار نفسه امام الرأي العام داعماً لمعركة الفساد من خلال دفعه للمقربين منه من قضاة ومحامين لشنّ حرب شعواء على الفساد في لبنان محاولاً تسويق خطّته اعلامياً بهدف شد العصب لقاعدته واستعادة جزء من شعبيته التي كان قد خسرها تدريجيا بُعيد انطلاق ثورة 17 تشرين.
وترى المصادر أن باسيل قد اندمج في هذه اللعبة حدّ المبالغة، إذ أنه في الواقع، وكما يحدث دائماً، انتشى بالنتائج قبل حصولها فكانت “الدعسة” الناقصة بالادعاء على دياب التي حركت الحريري لرفض التجاوزات التي يقوم بها باسيل مستعينا بالقضاء، واعتبار ان الخطوات التي وصفتها المصادر بالاستعراضية والتي تتظهّر بهدف الكسب الشعبي لا يمكن أن تمرّ فوق الدستور.
وتقول المصادر بأن الحريري وقف في جبهة واحدة مع دياب دعماً لموقع رئاسة الحكومة، وهذا بحد ذاته من الممكن اعتباره هدفاً نارياً في مرمى العهد الذي يحاول الاستفراد ببعض المواقع وقضم بعض الصلاحيات لغايات في نفس يعقوب وأهمها تقويض الطائف، لذلك، وبحسب المصادر، فإن الحريري خطا خطوة ذكية عرقلت على باسيل مخططاته.
وتضيف المصادر أن سفينة باسيل أبحرت بعكس ما يشتهي، إذ أنه تلقّى صفعة سياسية قاسية بفعل تضافر عدّة عوامل أهمها زيارة الحريري لدياب لإظهار حراك باسيل القضائي حراكاً سياسيا وشعبويا غير مبني على أسس واقعية. ويمكن القول ان زيارة الحريري التي ترافقت مع ضجة اعلامية كبيرة عطّلت مفاعيل الاستعراض الباسيلي وأضعفت نتائجه المتوقعة.
لبنان 24