*بقلم: الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي / وندسور – كندا
– المسلم إنسان كريم يكتسب من عمله، فالكسب من العمل وسيلة لحفظ كرامة الانسان، وفي الحديث عن سيدنا رسول الله محمد ص (لأن يأخذ أحدكم حبله على ظهره، فيأتي بحزمة من حطب، فيبيعها فيكف الله بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه). فمن كان عاجزا عن العمل، أو كان كسبه من العمل لا يسد حاجته و حاجة عياله، فإن له الحق في أن يأخذ ما يكفيه من الزكاة.
2- والزكاة ضريبة مالية سنوية تفرضها الدولة الاسلامية على المسلمين الأغنياء لمصلحة المحتاجين منهم. فإذا نزلت بالأمة كارثة، و لم تسد الزكاة الحاجة، وجب على الأغنياء إنفاق ما يزيد عن حاجتهم. وقد ذكر لنا أن عمر بن الخطاب (ر) بعد عام الرمادة وما حصل فيه من الجوع، قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت لأخذت فضول أموال الأنبياء فقسمتها على الفقراء.
3- والفقير هو الذي لا يملك من المال ما يسد حاجته و حاجة عياله، فيعطى من الزكاة ما يكفيهم. والغني هو الذي يملك من المال ما يقوم بحاجته وحاجة عياله، فإذا كان ما لديه من المال فوق الحاجة، خلال سنة هجرية، و بلغ قدرا معينا (النصاب) وجبت عليه الزكاة.
4- وللزكاة مصارف: الفقير الذي لا شيء عنده والمسكين الذي لا يكفيه ما عنده، والغارم الذي وجب عليه دين لا يقدر على وفائه، والمنقطع عن السفر الذي له في بلده مال لا يصل إليه، والمجاهد في سبيل الله، المقاتل دفاعا عن الأمة والداعية إلى الله وطالب العلم الذي تحتاج إليه الأمة، والعاملون على الزكاة من الجباة والمحاسبين والصرافين. أما المؤلفة قلوبهم من حديثي الاسلام وحلفاء المسلمين، والعبيد الذين يطلبون الحرية، فنصيب كل هؤلاء موقوف على وجودهم.
5- وتتولى الدولة الاسلامية جمع الزكاة وصرفها، فإن لم يكن ذلك، يصرف المكلف زكاته بنفسه إلى المحتاجين من أقاربه وجيرانه، والمحتاجين في بلده والبلد الذي يوجد فيه المال المزكى، والمحتاجين في أي مكان. فان لم يتيسر له ذلك، يوكل من الأشخاص الأمناء، أو الجمعيات الموثوقه، من يتولى صرف الزكاة.
6- اليوم في شهر رمضان المبارك، يضاعف ثواب الأعمال الصالحة، وفي مقدمتها الصلاة و الزكاة، وفي هذه الظروف العصيبة، حيث يعم البلاء وينتشر الوباء، وتتوقف مصادر الرزق، فان أقرب الأعمال الى الله بذل المال ودفع الزكاة. فعلى المكلفين فيها المبادرة إلى حسابها وصرفها، طيبة بها نفوسهم سخية بها أيديهم. (يا أيها الذين أمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم، ومن ما أخرجنا لكم من الأرض، ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه، واعلموا أن الله غني حميد). صدق الله عظيم.