*بقلم: الأستاذ عبدالمنعم الرياحي
أكتب هذا المقال في يوم هو يوم الوباء من كوفيد-19، الذي يسببه فايروس كورونا عافانا الله منه وإياكم، وكتب للمصابين الشفاء. ونحن على أبواب رمضان و الشفاء كما يكون بالدواء يكون بالقرآن (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين).
- حفظ القرآن الكريم مهمة تكفل الله تعالى بها في قوله (إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون). والذكر هو القرآن لأنه يذكر الناس بالله تعالى وبعبادته، ويذكر بالأخلاق الكريمة و فضائل الأعمال و كل ما ينفع الناس. والقرآن الكريم هو كلام الله تعالى أنزله جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل الأمين مفرقاً على نبينا محمد ص خلال 23 سنة. وقد تعهد الله تعالى بحفظه، وأكد لنا أنه سيبقى مصوناً من التحريف، لا يزاد فيه ولا ينقص ولا يبدل.
- هكذا حفظ رسول الله محمد ص القرآن و كان يراجع المحفوظ منه في كل سن’ مع جبريل. وفي آخر سنة قبل وفاته راجعه كاملاً مع جبريل مرتين. و حض رسول الله ص أصحابه على حفظ القرآن بقوله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فاشتهر من الحفاظ في زمانه الخلفاء الأربعة و عبدالله ابن عباس و ابن مسعود و عائشة و حفصة و أم سلمة من المهاجرين، و أبي ابن كعب و زيد ابن ثابت و معاذ ابن جبل من الأنصار و إلى جانب هؤلاء أمر رسول الله ص بكتابه القرآن، واشتهر من الكتاب عبدالله ابن أبي سرح و علي ابن أبي طالب و زيد ابن ثابت وأبي ابن كعب وعثمان ابن عفان ومعاوية ابن أبي سفيان وعدد من الصحابه يجاوز العشرين. وفي عهد الخليفه الأول أمر أبوبكر بجمع القرآن بصحف ثم جمعها عثمان في مصحف وزع منه نسخاً على بلاد المسلمين في عهده. وفي العصر الحديث واصل المسلمون اهتمامهم بحفظ القرآن فسجل على أشرطه مسموعة و مرئية، و طبع في مصاحف بالرسم العثماني، نسبة إلى مصحف عثمان، وما تزال طباعته مستمرة من قبل جهات رسمية و مؤسسات تجارية بترخيص من لجنة معتمدة من علماء الدين.
- اليوم في مدينتنا ويندزور، تتكاثر حلقات التحفيظ، ويقبل الرجال والنساء والصغار والكبار على حفظ القرآن الكريم، في ظاهرة تستحق الثناء والتقدير، فتحية لإخواننا المحفظين وأخواتنا المحفظات، ويرجى منهم أن لا يقتصر التحفيظ على التلقين الذي يجلب الملل ويضعف الرغبه، وأن يمكن الحفظ حتى لا يأتي عليه النسيان، فقد ورد في الحديث الشريف (عرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن أوتيها رجل فنسيها). وتمكين الحفظ له أسباب يمكن الأخذ بها في طريقة التحفيظ.
- طريقه التحفيظ:
أ- التهيئة الحافزة: و يقصد بها ترغيب الحافظ بذكر منافع الحفظ، سلامة النطق و إثراء اللغة وفهم العقيدة و العبادة و الإخلاق، وما ينال الحافظ من بركة في العمر والرزق في الدنيا ومن كرامة ومنزلة في الآخره. فقد ورد في ذلك قوله ص (يقال لصاحب القرآن يوم القيامه: إقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها) كذلك وما ينال والداه من كرامة في الآخرة وفي الحديث الشريف (من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاج يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس).
ب- التلاوه النموذجية: يسمعها الحفاظ من شريط مسجل وتعاد من المحفظ وذلك أهم وأجدى لأن تلاوة المحفظ تيسر للحافظ رؤية حركات الفم فيقلدها.
ج- التلاوه الترديدية: يقرأ المحفظ ويردد خلفه الحفاظ ويجري خلالها التركيز على قاعدة التجويد الشائعة في النص.
د- فهم المعاني: سبب النزول وعنوان للنص والأفكار الرئيسة تذكر الآيه و تستنبط الفكرة ثم تذكر الفكرة وتحدد الآيه. ومعاني المفردات.
هـ- التلاوه الزمرية: فئة تقرأ وفئة تضبط ثم تصوب الأخطاء ويجري التبادل بين الفئتين.
و- التلاوات الفرديه من المتقنين ثم المتوسطين وغيرهم.
ز- الواجب المنزلي: كتابة النص وقراءته في الصلوات وقبل النوم وعند الإستيقاظ.