يقول أحدهم أنه إذا ما تعرض الكائن البشري إلى تهديد وجودي فإنه يظهر “أقبح” ما لديه للحفاظ على وجوده ، و أن الكائن البشري لا يهذب إلا بأمرين إما إيماني أخلاقي و إما من خلال قانون صارم.
و حديث الساعة اليوم هو ذاك الفايروس الخطير “كورونا” الذي بات يحتل معظم الكرة الأرضية ، و كيفية تعاطي هذا الكائن البشري معه ؟
بات من المؤكد أن دولا كثيرة و خاصة الصين حاولوا إخفاء هذا الوباء في بادئ الأمر لأسباب مختلفة كما فعلت إيران وإيطاليا لكن هذا الإخفاء كانت نتائجه سلبية من حيث سرعة إنتشار الوباء في الداخل و إنتقاله إلى بلاد أخرى فكانت هذه أول سقطة إنسانية !
السقطة الإنسانية الثانية جاءت وفق تقارير أمنية عن إعدامات و حرق جثث للمصابين بالفيروس بالإضافة إلى قتل و خطف الناشطين الأوائل الذين كشفوا الوباء !! السقطة الإنسانية الثالثة هي من المصابين أنفسهم حيث أظهرت مقاطع كاميرات المراقبة كيف أن عدد كبير من المصابين حاولوا نقل العدوى إلى من حولهم !!! السقطة الرابعة للإنسانية تمثلت في إستغلال التجار لهذا الوباء من خلال إحتكار و رفع أسعار الأدوات الطبية الوقائية !!!! نكتفي بهذه الأمثلة لنؤكد أن الإنسانية بخطر و خاصة إذا ما تزايدت أعداد المصابين بشكل الكبير … و كي لا نرى الجزء الفارغ من الكوب فحسب لا بد من الإشادة ببعض الإجراءات الإنسانية كالتي اتخذتها الحكومة الكندية و كيفية تعاطيها مع مواطنيها في الصين و في السفن السياحية ، لكن نذكر أن الحكومات و إذا ما خرج الوضع عن السيطرة فليس بإمكانها لوحدها أن تواجه أزمة كهذه و التاريخ خير دليل ، لذلك على المجتمع و خاصة من يتحلون بالإيمان و الأخلاق أن يعملوا بشكل حثيث لإنقاذ الإنسانية . سلمنا الله و إياكم من كل وباء و بلاء آمين.
محمد هشام خليفة