أمهات المؤمنين، لفظ قرآني حيث ذكر في سورة الأحزاب قول الله تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِن َالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الكتاب مسطورا وهو لقب أطلق كذلك علي زوجات النبي صلي الله عليهم وسلم .
لأمهات المؤمنين كما أكد مركز الأزهر العالميي للدعوة الإليكترونية ضمن حملة “وأزواجه أمهاتهم ” التي أطلقها منذ أسابيع مكانة رفيعة وميزات عديدة تميزن بها عن بقية نساء المسلمين وهي مكانة ذكرت كذلك في سورة الأحزاب وفي قوله تعالي : يا نساءالنبي لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا.الأية 32
نساء النبي والاقتداء بالهدي النبوي
نساء النبي رضي الله عنهنَّ عايشن عصر نزول القرآن، واستمعن إلى آياته من زوجهنَّ رسول الله صلي الله عليه وسلم وعايشنه، وشهدن سِرَّه وعلانيته، ورأين نقاء سريرته، وطُهر قلبه، وقوة صلته بالله سبحانه فكانت لهذه المُعايشة عظيم الأثر في علاقتهن بالله سبحانه وتعالى؛ حيث كنَّ ذاكرات، قانتات، عابدات، مُتصدقات، متدبرات لآياته سبحانه، رضوان الله تعالى عليهن
كانت لزوجات الرسول مناقب عديد فضائل لاتنتهي بل أنهن اكتسبن منظومة من القيم السامية نتيجةالعشرة النبوية وإطاعتهن لله ولرسوله .وقد عوضهن الله بأن جعلهنَّ أمهات للمؤمنين، تأكيدًا لحرمتهنَّ، وتعظيمًا لحقوقهنَّ؛ فقال سبحانه وتعالي في كتابه العزيز : “وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ”الأحزاب 6.
ومن المناقب التي خص بها الله تعالي حَظَر عليه صلي الله عليهم وسلم زواجَ غَيْرِهنَّ أوتبديلهنَّ؛ فقال سُبحانه: “لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَاأَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَامَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا””الأحزاب: 52”.
لقد ضربت أمهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنَّ أروع الأمثلة في العفاف والنقاء والطهر ولا عجب؛ فهنَّ الطَّيبات اللاتي اختارهنّ الله سُبحانه زوجات لرسوله أطيب الخَلق ﷺ، قال سُبحانه: {وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} [النور: 26].
امهات المؤمنين عفاف ونقاء وطهر
ومن الثابت أن أمهات المؤمنين هن الطاهرات المُطهَّرات العفيفات، حيث قال سبحانه في مُحكَم كتابه: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: الأية 33 فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه، تقول: «كُنْتُ أدخُلُ بيتي الَّذي فيه رسولُ اللهِ ﷺ وأبي، فأضَعُ ثوبي، وأقولُ: إنَّما هو زوجي وأبي، فلمَّا دُفِن عمرُ معهم؛ فواللهِ ما دخَلْتُه إلَّا وأنا مشدودةٌ عليَّ ثيابي؛ حياءً من عمرَ رضي اللهُ عنه»].
وها هي السيدة أم المؤمنين أم سلمة تسأل زوجها رسول الله ﷺ عن حدِّ طول ثوب المرأة؛ حرصًا منها على الحجاب والسّتر؛ فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن جرَّ ثوبَهُ خيلاءَ لم ينظُرِ اللَّهُ إليهِ يومَ القيامةِ»، فقالَت أمُّ سَلمةَ: فَكَيفَ يصنَعُ النِّساءُ بذيولِهِنَّ؟ قالَ: «يُرخينَ شبرًا»، فقالت: إذًا تنكشفَ أقدامُهُنَّ، قالَ: «فيُرخينَهُ ذراعًا، لا يزِدنَ علَيهِ». [جامع الترمذي]
منظومة الحياة والعفة والطهر التي تميزت بها أمهات المؤمنين جعلتهن خير قدوة لنساء المسلمين حين تعلمنَّ منهن المسارعة إلى أمر الله، والمحافظة على الحجاب والسِّتر، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالَتْ: «يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَلَ، لَمَّا أنْزَلَ اللَّهُ: {وَلْيَضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ علَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] شَقَّقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بهَا». [صحيح البخاري]