ستسمح السلطات الكندية لأفراد عائلات بعض العمّال الأجانب المؤقتين بالحصول على عمل في كندا ابتداءً من كانون الثاني (يناير) المقبل (حالياً يمكن فقط لعائلات عمّال أجانب من ’’ذوي التخصصات العالية المستوى‘‘ العمل في البلاد).
وسيصبح بإمكان أزواج وزوجات العمال الأجانب المؤقتين الذي لديهم ’’وظيفة عالية الأجر‘‘، وكذلك أولادهم الذين هم في سن العمل، طلبُ الحصول على تصريح عمل مفتوح.
ولتكون ’’عالية الأجر‘‘ يجب أن تكون هذه الوظائف ذات أجر في الساعة يعادل متوسط الأجر في الساعة، في المقاطعة أو الإقليم الكندي المعني، أو يتخطاه.
وينطبق هذا الإجراء على الأشخاص الذين يأتون إلى كندا في إطار برنامج التنقل الدولي (PMI / IMP) وبرنامج العمال الأجانب المؤقتين (PTET / TFWP) ، ومن المقرَّر أن تستمر هذه التغييرات مدة عامين على الأقل.
بعد ذلك، وفي تاريخ غير محدَّد بعد، سيُتاح لعائلات العمال الأجانب الذين يشغلون ’’وظائف منخفضة الأجر‘‘ فعلُ الشيء نفسه , وفي نهاية المطاف يمكن توسيع نطاق هذا الإجراء ليشمل أيضاً عائلات العمال الزراعيين الأجانب، بعد التشاور مع المقاطعات والجهات الفاعلة في هذا المجال ، وتشمل هذه التسهيلات عائلات 200.000 عامل أجنبي وفقاً للتقديرات الفدرالية.
وتعتقد الحكومة الفدرالية أنّ هذا التدفق من العمّال سيساهم في معالجة النقص في العمالة في قطاعات الخدمات والسياحة والصحة، على وجه الخصوص ، وتقدّر الحكومة عدد الوظائف الشاغرة في مختلف أنحاء كندا بنحو مليون.
و قال وزير السياحة الفدرالي راندي بواسونو الذي يمثل في مجلس العموم دائرة ’’وسط إدمونتون‘‘ في عاصمة مقاطعة ألبرتا : ’’إعلان اليوم سيريح بعض الشيء أرباب العمل المحتاجين إلى اليد العاملة‘‘.
من جهته قال وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة في الحكومة الفدرالية، شون فرايزر: ’الحقيقة بسيطة: كندا بحاجة لمزيدٍ من الناس. نحن بحاجة لمزيدٍ من الناس لأسباب اقتصادية وديموغرافية واجتماعية‘‘.
ووفقاً لفرايزر سيجعل هذا الإعلان نظام الهجرة أكثر ’’رحمةً‘‘ لأنه سيجنّب العمال الأجانب المؤقتين ’’الابتعاد عن عائلاتهم‘‘ عندما يأتون إلى كندا للعمل فيها بصورة مؤقتة.
كندا مقصرة بحق المهاجرين أصحاب التعليم العالي !
كان العمل كطبيب حلما لـ أيمن جبريل البالغ من العمر 35 عاما، الذي تدرب وعمل في الطب في اليمن والسعودية.
لكن أيمن جبريل لم يحرز تقدما في الحصول على المزيد من التدريب والشهادات في كندا، على الرغم من إكماله مجموعة من اختبارات التأهيل منذ وصوله عام 2017.
لذلك فقد تنقل بين عدة وظائف مثل سائق لدى أمازون وأوبر، وعامل توصيل بيتزا، وفي الآونة الأخيرة عمل على تقديم المشورة للناس حول مكافحة كوفيد 19 وإعطاء اللقاحات.
وقد ساعد التدفق المستمر للمهاجرين المتعلمين تعليما عاليا إلى كندا في الحفاظ على تصنيفها كدولة مع أعلى نسبة – 57.5 في المئة – من الأشخاص في سن العمل الحاصلين على أوراق اعتماد من الكلية أو الجامعة، من بين دول مجموعة السبع، وفقا لبيانات هيئة الإحصاء الكندية .
وأشارت الهيئة أيضا إلى أن البلاد “لا تهتم بالمواهب” من خلال عدم الاعتراف بتدريب ومؤهلات العمال المتعلمين في الخارج بمجرد وصولهم إلى كندا , وبحسب هيئة الإحصاء، فإن أكثر من 1.3 مليون مهاجر جديد استقروا في كندا بشكل دائم بين عامي 2016 و2021، وهو أعلى رقم على الإطلاق في تعداد كندي.
وقالت الوكالة إن ما يقرب من 60 في المئة من المهاجرين الجدد والذين هم في سن العمل (الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما) يحملون درجة البكالوريوس أو أعلى، ومع ذلك، فإن ما يزيد قليلا عن 25 في المئة من الحاصلين على شهادات أجنبية كانت الوظائف التي يمارسونها أدنى من مستوى الشهادات التي يحملونها.
وأوضحت الهيئة أن “عدم التوافق” يمتد إلى القطاعات ذات الطلب المرتفع – مثل الرعاية الصحية – التي تعرضت لضغوط هائلة وسط جائحة كوفيد 19 , وقال Harvey Weingarten الباحث في التعليم العالي ومدير معهد Michener للتعليم في شبكة الصحة الجامعية في تورنتو، “نحن بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في تقييم أوراق اعتماد المهاجرين، والتعرف عليهم وقبولهم في المهن”.
وأضاف “يجب أن نتحلى بالكفاءة والخبرة قدر الإمكان في الاعتراف بالحاصلين على الشهادات، واعتمادهم للعمل في كندا إذا كانت مهاراتهم ومعرفتهم ترقى إلى المعايير الكندية ولدينا مجموعة متنوعة من البرامج التي تجعلهم يصلون إلى المعيار الكندي إذا وجدنا أنهم ناقصون من بعض النواحي”.
كندا تمتلك القوى العاملة الأكثر تعلما
يظهر الإصدار الأخير من بيانات هيئة الإحصاء أن كندا تواصل قيادة دول مجموعة السبعة للقوى العاملةالأكثر تعليما بفضل قطاعها الجامعي القوي والمهاجرين المتعلمين تعليما عاليا.
ما يزيد قليلا عن 57 في المئة من العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما لديهم اعتماد جامعي أو شهادة من كلية.
وتقول هيئة الإحصاء الكندية إن ما يقرب من واحد من كل أربعة أشخاص في سن العمل حصل على شهادة جامعية أو دبلوم أو بيانات اعتماد مماثلة في عام 2021، أكثر من أي دولة أخرى في مجموعة السبع.
وما يقرب من ثلث السكان في سن العمل، أو 6.4 مليون شخص، أفادوا بالحصول على درجة البكالوريوس أو أعلى في عام 2021، بزيادة 4.3 نقطة مئوية عن عام 2016.
وتقول الوكالة إن المهاجرين الجدد يشكلون ما يقرب من نصف هذا النمو، لكن من المرجح أن يكون المهاجرون مؤهلون أكثر مما تستلزمه وظائفهم.
وكان العمال ذوو التعليم العالي الحاصلون على درجة البكالوريوس أو أعلى أكثر قدرة على التغلب على اضطرابات سوق العمل أثناء جائحة كوفيد 19، حيث كانوا يعملون غالبا في قطاعات أكثر ملاءمة للعمل عن بعد.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : كندا: نظام الرعاية الصحية على شفا الإنهيار والمستشفيات تطلب مساعدة الصليب الأحمر !