جاء في “المركزية”:
“الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كان واضحا واتكل على الأفرقاء اللبنانيين ليتفقوا ويؤلفوا حكومة طوارئ في أسرع وقت ممكن، ومبادرة ماكرون مطروحة دائما على الطاولة”. هذه هي الرسالة المقتضبة التي حرص النائب الفرنسي المقرب من ماكرون، غويندال رويار، على إيصالها إلى القادة اللبنانيين من على منبر الديمان عقب لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
ودعت مصادر سياسيّة مراقبة عبر “المركزية” إلى قراءة مضامين رسائل رويار المتعددة الاتجاهات من زاوية توقيتها. وأشارت في هذا السياق إلى أن التصاريح الفرنسية أتت في وقت تجمعت بشكل مباغت في الأفق السياسي عن احتمال دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى الاستشارات النيابية الملزمة في بحر الأسبوع الجاري. وهو ما يمكن اعتباره مهلة حث رئاسية لتسريع مسار التأليف. ما يعني أن الاتفاق على اسم الرئيس المكلف العتيد لم ينضج بعد، طبقا لما كان عون يطالب به في مرحلة سابقة. لكن كل ما في الأمر قد يكون كامنا في أن بعبدا تريد إعطاء إشارة ايجابية إلى ماكرون الغاضب إلى حد اتهام الأطراف اللبنانيين بالخيانة العظمى.
تبعا لذلك، توقعت المصادر أن يبادر ماكرون أو على الأقل فريق العمل المولج الملف اللبناني إلى ملاقاة خطوات الداخل إلى منتصف الطريق، من باب إعادة تحريك المبادرة الذي كان شديد الحرص على تأكيد استمراريتها وتحميل الثنائي الشيعي مسؤولية فشلها، من دون أن يعني ذلك إعفاء سائر الداخل من عقدة الذنب هذه.
ورجحت أن يعمد الرئيس الفرنسي إلى تدويل مبادرته في شأن لبنان، فتشتمل على اتصالات مع أصدقاء فرنسا، إضافة إلى الدول المعنية بالشأن اللبناني كالولايات المتحدة وايران والاتحاد الأوروبي لضمان النجاح، مع العلم أن ألمانيا التي تتولى رئاسة الاتحاد سارعت إلى استثمار “الهجوم الماكروني” اللاذع على حزب الله تهديدا بتصنيف جناحية السياسي والعسكري على قائمة الارهاب الأوروبية.
وإذ رأت المصادر أن تدويل المبادرة الفرنسية قد يؤدي إلى اتفاق سياسي شامل على الحكومة ومهمتها وبيانها الوزاري، أكدت أن باريس لن تحيد عن الثوابت المعروفة، خصوصا لجهة تشكيل حكومة مصغرة من اختصاصيين ذوي كفاءات. فكيف سيرد الثنائي الشيعي الذي ارتضى وساطة أميركية لترسيم الحدود مع العدو الاسرائيلي، وأطاح فرصة فرنسية لإنقاذ لبنان؟ الجواب في قابل الأيام.