أعلنت دول ومنظمات عربية وأجنبية، الأربعاء، دعمها وتضامنها مع لبنان غداة انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة 113 شخصا وجرح أكثر من 4 آلاف آخرين.
والثلاثاء، قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية جراء وقوع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، أوضحت تقديرات أولية أن سببه احتواء أحد مستودعات المرفأ “مواد شديدة التفجير”.
وأعربت تونس عن كامل تضامنها مع لبنان، وزار رئيس حكومة تصريف الأعمال إلياس الفخفاخ، السفير اللبناني طوني فرنجية، لتقديم التعازي في ضحايا الانفجار.
وأفاد بيان للحكومة التونسية، بـ”وقوف تونس الدائم مع الشعب اللبناني، وحرص البلاد على تقديم العون والمساعدة إلى لبنان الشقيق في هذه المحنة”.
فيما عبر رئيس البرلمان راشد الغنوشي، خلال اتصال مع نظيره اللبناني نبيه بري، عن تضامن برلمانه مع الشعب اللبناني في مواجهة هذه الحادثة الأليمة.
وبحسب بيان للبرلمان التونسي، “شدد الغنوشي على أهمية استنهاض كل الجهود لتقديم المساعدة اللازمة والعاجلة للشعب اللبناني الشقيق، مقدما التعازي لأسر الضحايا وتمنيات الشفاء العاجل للجرحى والمصابين”.
بدوره، أكد مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، في بيان، التضامن الكامل والتام مع الشعب اللبناني، مؤكدا وقوف بلاده على المستويين الرسمي والشعبي مع لبنان في محنته.
كما وجه البيان “التحية إلى الحكومة الكويتية على الاستجابة الفورية والسريعة في إرسال مساعدات إنسانية وطبية عاجلة ومستحقة إلى لبنان”.
فيما أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره اللبناني ميشال عون، عن تضامن بلاده مع حكومة وشعب لبنان.
وأوضح بيان للرئاسة المصرية، أن “السيسي أعلن استعداد بلاده لتسخير كافة الإمكانات لمساعدة ودعم لبنان في محنته”.
بدورها، ناشدت الجامعة العربية، في بيان، الدول العربية والمجتمع الدولي والمنظمات الإغاثية العربية والعالمية، الإسراع في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى لبنان.
ودعت الجامعة إلى “تحرك دولي فوري لمساعدة لبنان على مواجهة الكارثة المروعة التي يمر بها، في ضوء إعلان المجلس الأعلى للدفاع اللبناني بيروت مدينة منكوبة، على خلفية الدمار الواسع الذي خلفته انفجارات بيروت”.
كما قدمت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، في بيان، خالص التعازي والمواساة إلى لبنان في ضحايا الانفجار المروع في مرفأ بيروت.
وناشدت جماعة الإخوان “الجميع المسارعة بتقديم يد العون والمساعدة للبنان، حتى يمكنه مواجهة هذه الكارثة المروعة وتداعياتها”.
واختتم البيان قائلا: “حفظ الله لبنان وشعبها وسائر شعوب الأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع من كل مكروه وسوء. الله أكبر ولله الحمد”.
والأربعاء، أعلنت قطر والعراق والأردن وإيران، في بيانات رسمية، إرسال 5 مستشفيات ميدانية إلى لبنان.
فيما أكدت الكويت ومصر وتونس إرسال طائرات عسكرية مُحملة بمواد غذائية ومساعدات إنسانية وإغاثية ومستلزمات طبية، لمساعدة المستشفيات اللبنانية على إدارة الأزمة الصحية الناجمة عن الانفجار.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي، في بيان، إرسالها فريقا إغاثيا إلى العاصمة اللبنانية بيروت، لتقديم المساعدة إلى سكان المنطقة التي تأثرت بالانفجار.
فيما أطلقت جمعية الهلال الأحمر الكويتي، في بيان، حملة “معك يا لبنان”، لجمع تبرعات لدعم الشعب اللبناني، وتوفير العلاج والأدوية للمتضررين من حادث انفجار مرفأ بيروت.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، عبر حسابه على تويتر، إجراء اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، تعهد خلاله الأخير بتقديم بلاده مساعدات عاجلة إلى لبنان، لم يحدد طبيعتها.
كما أكدت الوكالة الرسمية اللبنانية، تعهد فرنسا بإرسال أطنان من المساعدات والمعدات الطبية إلى البلاد. لم تحدد طبيعتها.
وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب، الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الانفجار، فيما اعتبر مجلس الدفاع اللبناني الأعلى، بيروت “مدينة منكوبة”، ضمن حزمة قرارات وتوصيات لمواجهة تداعيات الانفجار.
وقال الرئيس عون، في مؤتمر صحفي مشترك مع دياب، إن بلاده مصممة على إجراء تحقيقات ومعاقبة المقصرين ومحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت.
وأضاف عون: “سيتم الإعلان بشفافية عن نتائج التحقيقات وتقديمها إلى القضاء المختص”.
واستفاقت بيروت عاصمة الفن والفرح، الأربعاء، من كابوسها على سرادق عزاء كبير جراء انفجار وقع بمرفئها عصر الثلاثاء، خلف مئات القتلى والجرحى وأضرارا مادية كارثية بالمباني والممتلكات.
ويزيد انفجار الثلاثاء أوجاع بلد يعاني، منذ أشهر، أزمة اقتصادية قاسية واستقطابا سياسيا حادا، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.