لا يمكن لأي مراقب للمشهد الإيراني مؤخرا إلا أن يطرح كمّاً من التساؤلات حول ما يجري في البلاد، مع تراكم أحداث غريبة من حرائق وانفجارات لم يعرف الكثير عن تفاصيلها على الرغم من تصريحات خجولة من قبل المسؤولين.
وفي استمرار لمسلسل الحرائق المتنقلة التي أثارت شكوكا حول إمكانية أن تكون مفتعلة جراء عمليات تخريب داخلية أو ربما هجمات خارجية، اندلع حريق كبير في مصنع السفن في ميناء بوشهر جنوب إيران، الأربعاء ما أدى إلى احتراق عدد من السفن.
وقال مدير عام مكتب إدارة الأزمات في محافظة بوشهر، جهانغير دهقاني، إن النيران اندلعت في مصنع عائم يقع في أول حي تنجك، أحد الأحياء الجنوبية في بوشهر.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” عن دهقاني قوله، إن رجال الإطفاء يحاولون إخماد النيران التي طالت 3 سفن على الأقل.
مصانع الألمنيوم
إلى ذلك، شب حريق آخر في مصانع الألمنيوم في مدينة لامرد، بمحافظة فارس، جنوب إيران، دون معرفة الأسباب. وفي مقابلة مع نادي الصحافيين الشباب، قال حاكم لامرد إنه تم احتواء الحريق دون وقوع إصابات.
وكان الحريق الذي انطلق من نظام الزيت الساخن في المصنع، بدأ أمس حوالي الساعة 7 مساءً واستمر حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء.
يشار إلى أنه يتم استخدام منتجات هذا المجمع في صناعات الطيران والدفاع والسيارات والبناء والكابلات والأسلاك وصناعات التعبئة والتغليف.
حرائق متنقلة
وكانت النيران اشتعلت في مجمع للبتروكيماويات في المنطقة الاقتصادية الخاصة في معشور جنوب الأهواز، مساء الأحد.
كما طالت حرائق محطة الزرقان للطاقة الكهربائية في الأهواز “بسبب انفجار المحولات” الأسبوع الماضي.
وأعلن مدير عام إدارة إطفاء شيراز أن حريقًا في مركز الطاقة الرئيسي في شارع “أمير كبير” في المدينة تسبب في انقطاع التيار الكهربائي في مناطق واسعة من المدينة.
كما اندلع حريق آخر في ميناء “رجائي” وصفته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنه انتقام لمحاولة إيران تخريب منشآت المياه الإسرائيلية.
تفجيرات غامضة
يأتي كل ذلك بعد تعرض المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية إلى تفجيرات “غامضة” على مدى الأسابيع الماضية.
ففي حين أعلن مسؤولون إيرانيون الأسبوع الماضي أن سبب الانفجار الذي وقع في قاعدة “خجير” للصواريخ شرق طهران نتج عن “انفجار اسطوانات غاز”، نشرت وكالة “أسوشيتد برس” صورا لأقمار صناعية تظهر أن الانفجار طال منشأة “باكري” الصناعية التي تنتج الوقود الصلب للصواريخ. كما نقلت الوكالة الأميركية عن خبراء قولهم إن الانفجار طال “باكري” أيضاً.
أما الانفجار الذي طال منشأة نطنز النووية، فلا تزال تفاصيله غامضة أيضا.
وفي حين اتهمت وسائل إعلام إيرانية إسرائيل بالوقوف وراء هذا الانفجار الذي وقع في نطنز ودمر أجهزة الطرد المركزي الحديثة بالكامل، إلا أن أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أعلنت أن سبب الحادث حدد بالفعل، ولكن لن يتم الإعلان عنه “لاعتبارات أمنية”.