إعتبر الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله انّ “لبنان بحاجة الى اعادة ترتيب العلاقات مع سوريا وخاصة أنه أمام أزمة اقتصادية”، لافتاً الى انّ “توطيد العلاقة مع سوريا يمكن أن يفتح أبواباً مهمّة للاقتصاد اللبناني وللمعالجة الاقتصادية للبنان”.
وقال: “إذا كان هناك من يعيش أملاً ووهماً في لبنان انّ الوضع في سوريا سيتغير وان النظام سيسقط فهذه أوهام وتضييع وقت للبنان واللبنانيين وتأخير توطيد العلاقات مع سوريا يؤثر على لبنان”، مضيفاً: “قناعاتنا في صندوق النقد الدولي معروفة لكننا لا نريد تعقيد الأمور على الحكومة في ظل هذه الأزمة”.
ورأى نصرالله انه “لا يجوز أن نعيش على أمل المساعدات من الخارج بل يجب أن يكون هناك جهد في الداخل وإعادة إحياء القطاعين الزراعي والصناعي”، مشيراً الى انّ “طريقنا الى الأسواق العربية هي سوريا ولا تصدير من دونها والطريق بين لبنان والعراق” فشخة” عن طريق سوريا”.
وقال: “لا أحد ينكر انّ هناك تهريباً ومعابر غير شرعية على الحدود مع سوريا ولا يمكن للبنان أن يعالج هذا الموضوع وحده ويجب أن يكون هناك تعاون بين الدولتين”، مضيفاً: “إذا انتشر الجيش اللبناني على كل الحدود السورية فهو لا يمكن وحده أن يمنع التهريب لأن الحدود متداخلة والأمر معقد والحلّ هو التعاون الثنائي بين الحكومتين اللبنانية والسورية والجيشين اللبناني والسوري”.
واعتبر انّ “الحديث من الآن عن قوات أمم متحدة على الحدود اللبنانية – السورية هو حديث عن تحقيق أحد أهداف حرب تموز والعدوان الاسرائيلي الأميركي آنذاك على لبنان والذي فشلت هذه الحرب في تحقيقه”.
وشدد نصرالله على انّ “سوريا اليوم هي حاجة لبنانية وحاجة اقتصادية والتواصل يفتح أبواباً والمماطلة والتأخير هو من لبنان بينما سوريا جاهزة للتعاون”، وتابع: “الأمر يحتاج الى قرار سياديّ ويجب أن نتجاوز الاعتبارات الدولية والاقليمية لأنها لن تطعم اللبنانيين خبزاً ويجب أن نتجاوز الأحقاد لأننا أمام معركة مصير”.
وفي موضوع “كورونا”، دعا نصرالله اللبنانيين الى “الالتزام بالاجراءات الوقائية لمنع تفشي الفيروس، وكي نحافط على كلّ ما أنجزناه يجب أن نعود الى أعلى جدية في الحرب على كورونا”، لافتاً الى انّ “المعركة مع الفيروس طويلة والممرضات والممرضون يحتاجون الى كل دعم مادي وتقدير واحترام لأن المعركة تتوقف على شجاعة وثبات الطواقم الطبية وعدم انهيارها وعدم تعبها كما هو الحال في المعركة العسكرية”.
من جهة أخرى، رأى نصرالله انّ “المشكلة في سوريا لم تكن مشكلة شخص أو تركيبة نظام أو دستور إنما المشكلة كانت انّ سوريا كانت خارج نظام السيطرة والهيمنة الأميركية والاسرائيلية على المنطقة”، مضيفاً: “كنا نعرف انّ ذهابنا الى سوريا سيؤدي الى تضحيات جسيمة وستكون له تبعات في لبنان لكننا كنّا ندرك ان حجم المخاطر التي تتهدد لبنان وفلسطين وسوريا والمقاومة أكبر بكثير من هذه التضحيات والخسائر ولذلك ذهبنا الى هناك”.
وأشار الى انّ “سوريا انتصرت في الحرب، ومن يحاصر اليوم ايران وسوريا وفنزويلا واليمن وغزة هو نفسه يعاني من تداعيات كورونا الاقتصادية”، وتابع: “إيران لا تخوض أي صراع نفوذ مع أحد وليست لديها أي مشكلة مع روسيا كما ليست لديها أي أطماع في سوريا”.
وقال: “إسرائيل في سوريا قلقة وخائفة ومرعوبة من المستقبل وهذا التوصيف حقيقيّ”، وأضاف: “في سوريا يوجد مستشارون وخبراء عسكريون إيرانيون زاد عددهم مع الأحداث لكن لا توجد قوات عسكرية إيرانية”، وتابع: “تخوض اسرائيل معركة وهمية في سوريا إسمها منع التواجد العسكري الايراني في سوريا”.