كشف محامٍ من درعا عن تلويح روسيا بالقوة لفرض شروط جديدة على اتفاق الجنوب، الذي تم التوصل إليه في صيف العام 2018، بين نظام الأسد، وفصائل المقاومة السورية (التسوية).
واعتبر عضو لجنة التفاوض عن درعا، المحامي “عدنان المسالمة” أن التعزيزات من جانب نظام الأسد، تمت بغطاء وموافقة روسية، حيث عاد الروس لاستعمال نفس الأسلوب القديم بالتلويح بالقوة لفرض شروط جديدة. حديث المسالمة يأتي على خلفية استقدام نظام الأسد تعزيزات إلى ريف درعا الغربي، وتهديده باقتحام المنطقة، بعد الحوادث الأمنية، وآخرها حادثة مقتل 9 عناصر من شرطة النظام في بلدة مزيريب.
وفي الوقت الذي أشار فيه المسالمة، إلى عقد لقاءات الاجتماعات لاحتواء الموقف، لتجنب الوصول إلى الصدام العسكري، شدد في تصريحه لـ”زمان الوصل”، على رفض الأهالي لدخول جيش النظام، مؤكداً أنه “سيتم التصدي لأي تدخل على هذا الشكل”.
وأضاف، أن الأهالي تفاجؤوا بقيام الجيش والأجهزة الأمنية باستقدام تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المنطقة، مضيفاً “يبدو أن الأمر مبيّت وهذه الحادثة كانت ذريعة لاقتحام المنطقة رغم أن الجميع استنكر هذا العمل وطالب بمعاقبة بمرتكبي هذه الجريمة، علماً بأن الجناة غادروا المنطقة ولا يعرف مصيرهم رغم البحث والتحري عنهم”.
الناطق باسم “تجمع أحرار حوران” أبو محمود الحوراني، قال لـ”زمان الوصل” إن “الروس يعلنون تأييدهم في العلن للتهدئة، غير أن من الواضح أن هناك نوايا غير مُعلنة”.
مصادر من درعا، أكدت أن روسيا تستغل التصعيد الحالي لتعديل اتفاق التسوية، موضحة أن “روسيا لا زالت غير مقتنعة تماماً بانصياع الفصائل التي شملتها التسوية (الفيلق الخامس) لرغبتها”.
ورجحت المصادر ذاتها، أن لا تدخل روسيا في أي عمليات عسكرية مباشرة، وتحديداً الدعم الجوي لقوات النظام في حال بدأت الأخيرة تصعيداً، معتبرة أن “روسيا لا زالت تعول على أن يشكل الضغط العسكري من جانب النظام، ورقة رابحة لها”.
المحلل السياسي، الدكتور “نصر فروان” من درعا، قال لـ”زمان الوصل”: “ليست المرة الأولى التي تحشد قوات النظام عناصرها وآلياتها وتهدد بحملة عسكرية واسعة تقوم بها”.
وأضاف بشكل عام يعيش الجنوب السوري الآن في حالة غليان لأسباب عديدة منها تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار الفقر والبطالة وعدم الالتزام ببنود الاتفاقية الخاصة بعملية التسوية التي وقعت بإشراف وضمانة روسيا خاصة بما يتعلق بالوجود الإيراني وزيادة القبضة الأمنية والاعتقالات والاغتيالات، وكل هذا ولد حالة من الغضب تنذر بتفجر الأوضاع.
وتساءل فروان “هل يستوعب النظام الدرس وبتجنب التصعيد، أم يتورط من جديد في حوران”؟، وتابع: “في حال مضى النظام بالحل العسكري، فالنتائج ستكون كارثية، وباعتقادي النظام لن يتورط إلا إذا تم توريطه من قبل إيران التي تسعى إلى خلط الأوراق والهروب إلى الأمام”.
ورأى أنه إذا انفجرت الأوضاع في الجنوب سيكون هناك تداعيات كبيرة وتحولات حادة وربما تدخل دولي وإقليمي، وخصوصا بعد أن ثبت أن المقاومة مازالت مستمرة، وهذا يعطي مؤشرا على عدم الاستقرار.