*بقلم: الأستاذ الشيخ عبدالمنعم الرياحي / وندسور – كندا
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. باسم الله الرحمن الرحيم. إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6). صدق الله العظيم.
- قرأت عن الفشار وهو الكذاب الذي يبالغ في الكذب، وقرأت عن البشكار الجزار الذي يقوم بذبح الضحية، يقيدها ثم يذبحها ويقطع أوصالها ويقدمها لأصحاب الوليمة. وقرأت عن البشكار، الخادم الذي يقوم بجلب الحوائج وتنظيف البيوت ورعاية الحيوانات، فوجدت ذلك مطابقاً لهذا الذي يسمونه البشار وهو في الحقيقة بشكار وابن بشكار. وفشار وابن فشار.
- اليوم يسقط بشكار سورية وفشارها، ويهرب منها ذليلاً مخذولا، بعدما انتهت خدماته ولفظه الشعب، فهنيئاً لشعبنا السوري بهذا النصر المؤزر، وعزاء غير محمود للخونة والمتآمرين، الذين باعوا نفوسهم وخسروا كرامتهم، فباؤا بالحسرة والندامة حيث لا ينفع الندم. كنت أرجو أن يظفر ثوار سورية بهذا المجرم، ليلقى ما لقيه تشاوشيسكو في رومانيا يوم قدم للمحاكمة وأدين بالخيانة العظمى، ثم أطلق عليه الرصاص فقضى غير مأسوف عليه. أو كما قضى موسوليني حتفه في إيطاليا، يوم أطلق عليه الرصاص، ثم علقت جثته من قدميه ليتلقى الإهانات على رأسه ووجهه، وأرجو أن لا ينجو الفشار من نهاية ذليلة.
- كل عبارات الفرح والسرور تهدى لشعبنا السوري الصابر، للسجناء الذين أطلق سراحهم بعدما ضاقت بهم السجون والمعتقلات، والمهجرين الذين فقدوا بيوتهم وأموالهم، والمشردين في البراري والقفار، للأطفال الذين فقدوا آباءهم وأمهاتهم، والأيامى اللواتي فقدن أزواجهن، ولكل من صبر على مكروه أصابه من الحاكم المجرم. وكل عبارات الرحمة والغفران للشهداء الذين قضوا نحبهم بضربات البراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي، والذين ألقي بهم في الأخاديد وأشعلت بهم النيران ثم أهيل عليهم التراب وسويت بهم الأرض، والذين غيبتهم أمواج البحر وشبعت منهم الحيتان.
- وصية إلى ثوارنا الأبرار الذين أطاحوا بالنظام الطائفي الخائن، أن يأخذوا حذرهم من المشروع الصهيوني الخطير بتقسيم سورية إلى كانتونات عرقية ودينية ومذهبية متعادية، لتكون السيادة في المنطقة للدولة الصهيونية وفقاً لما ورد في كتاب خنجر إسرائيل للكاتب الهندي كارانجيا الصادر عام 1957 بناءً على وثيقة صهيونية مسربة. وتحيةً للأبطال البواسل في هيئة تحرير الشام الذين أعادوا للسوريين حريتهم وكرامتهم.
- اليوم نجدد ما قاله عمر أبو ريشة الدبلوماسي المشهور، والشاعر السوري الحلبي، في قصيدة له أجاد فيها بوصف سورية وما تعرضت له من أحداث.
يا عروساً تنام ملء المحاجر … شيعي الحلم والطيوف السواحر … آن أن تفتحي العيون إلى النور … وتلقي على الظلام الستائر … يا بلادي وأنت نهلة ظمآن … وشبابة على فم شاعر … كيف مالت بك الليالي وألوت … بالبقايا من العهود الغوابر… ما حملنا ذل الحياة وفي القوس … نبال وفي الاكف بواتر.
وما قاله بدر الدين الحامد الشاعر الحموي الكبير، يوم جلاء الفرنسيين عن سورية.
بلغت ثأرك لا بغي ولا ذام … يادار ثغرك منذ اليوم بسام … ولت مصيبتك الكبرى ممزقة … وأقلعت عن حمى مروان آثام … يوم الجلاء هو الدنيا وزهرتها … لنا ابتهاج وللباغين إرغام، وما قاله الرئيس هاشم الاتاسي، يوم عيد الجلاء، اليوم تلتقي فرحتان، فرحة الخلاص من الاستعباد وفرحة الخلاص من الاستبداد.
- كان عمر الاستعمار25 سنة، ودام عمر الاستبداد 54 سنة، اليوم علم سورية الأصيل، من جديد، ونشيد رسمي جديد.
في سبيل المجد والأوطان نحيا ونبيد … كلنا ذو همة شماء جبار عنيد … لا تطيق السادة الأحرار أطواق الحديد… إن عيش الذل والإرهاق أولى بالعبيد … لا نهاب الزمن إن سقانا المحن… في سبيل الوطن كم قتيل شهيد.