في ضربة أُخرى للحزب الليبرالي الكندي ولزعيمه، رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو، انتزع حزبُ المحافظين الكندي من الليبراليين، في انتخابات فرعية، دائرةَ ’’كلوفرديل – لانغلي سيتي‘‘ (Cloverdale—Langley City) في منطقة فانكوفر الكبرى، أكبر تجمع حضري في مقاطعة بريتيش كولومبيا الواقعة على ساحل المحيط الهادي.
فقد حصلت مرشحة المحافظين تمارا يانسن، في نتائج غير نهائية، على 9.931 صوتاً، أي ما نسبته 66,3% من أصوات المقترعين، بعيداً أمام المرشّحة الليبرالية ماديسون فلايشر التي حلت ثانيةً بـ2.401 صوت (16,03% من أصوات المقترعين). وحلت مرشحة الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) فانيسا شارما ثالثةً بـ1.875 صوتاً (12,52% من أصوات المقترعين).
وبالتالي تعود يانسن إلى مجلس العموم حيث مثّلت هذه الدائرة بعد أن فازت بمقعدها في انتخابات 2019 العامة. وهي خسرت المقعد في الانتخابات العامة اللاحقة عام 2021 لصالح المرشّح الليبرالي جون ألداغ الذي استقال من منصبه النيابي في أيار (مايو) 2024 لدخول معترك السياسة على صعيد بريتيش كولومبيا، فشغر بالتالي مقعد الدائرة.
وغالباً ما تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الفرعية متدنية، وهي كانت متدنية جداً في ’’كلوفرديل – لانغلي سيتي‘‘ إذ بلغت 16,27% فقط.
وأعقبت خسارةُ الليبراليين هذه الدائرة الصدمةَ القوية التي تلقوها أول أمس مع إعلان نائبة رئيس الحكومة، وزيرةِ المالية كريستيا فريلاند، استقالتها من مجلس الوزراء قبل ساعات فقط من الموعد المقرّر لتقديمها البيان الاقتصادي الخريفي في مجلس العموم.
ثالث خسارة على التوالي لليبراليين في انتخابات فرعية
وهذه ثالث انتخابات فرعية على التوالي يخسرها الحزب الليبرالي بقيادة ترودو ضمن فترة ستة أشهر.
ففي 16 أيلول (سبتمبر) خسر الليبراليون المقعد النيابي لدائرة ’’لاسال – إمار – فردان‘‘ (LaSalle—Émard—Verdun) في مونتريال، كبرى مدن مقاطعة كيبيك، لصالح حزب الكتلة الكيبيكية بعد خسارتهم معقلاً آخر لهم لصالح حزب المحافظين في دائرة ’’تورونتو – سانت بولز‘‘ (Toronto–St. Paul’s) في عاصمة مقاطعة أونتاريو وكبرى مدن كندا في 24 حزيران (يونيو).
وعقب استقالة فريلاند من الحكومة تعالت مجدداً الأصوات الداعية لاستقالة ترودو من رئاسة الحكومة من نوابٍ داخل حزبه.
كما جدّد حزب المحافظين، الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، وحزبُ الكتلة الكيبيكية، ثاني أحزاب المعارضة في المجلس، الدعوة لترودو لكي يستقيل.
وانضمّ إلى هذيْن الحزبيْن في هذا الطلب الحزبُ الديمقراطي الجديد الذي دعم حكومة الأقلية الليبرالية في عمليات تصويت رئيسية مجنباً إياها السقوط. فقد دعا زعيمُه جاغميت سينغ ترودو للتنحّي، لكنه لم يؤكّد ما إذا أصبح مستعداً لإسقاط الحكومة، مكتفياً بالقول إنّ ’’جميع الخيارات مطروحة على الطاولة‘‘.
وكندا على موعد مع انتخابات فدرالية عامة في تاريخ أقصاه تشرين الأول (أكتوبر) 2025. ويتصدّر المحافظون بقيادة بيار بواليافر نوايا التصويت في استطلاعات الرأي منذ أكثر من سنة.
هكذا علق ترامب على إستقال وزيرة المالية
و تعليقا على إستقالة وزيرة المالية قال دونالد ترامب، الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، على شبكته الاجتماعية Truth Social، مستأنفًا انتقاداته اللاذعة بشأن كندا التي يمكن، وفقًا له، أن تكون الولاية رقم 51 لبلاده وحاكمها جاستن ترودو. وكتب في منشوره “لقد صدمت كندا العظيمة عندما استقالة وزيرة المالية أو طردها من منصبها من قبل الحاكم جاستن ترودو. لقد كان سلوكها سامًا تمامًا ولم يفضي على الإطلاق إلى عقد صفقات جيدة للمواطنين الكنديين التعساء للغاية. لن يتم افتقادها !!!
حكام كندا يجتمعون للرد على تهديدات ترامب
سيبقى جميع رؤساء حكومات مقاطعات كندا وأقاليمها متحدين كـ’’فريق كندا‘‘ في مواجهة تهديدات الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على واردات بلاده من كندا، على الرغم من ’’الفوضى‘‘ التي تسود أوتاوا حالياً، وفق ما قاله الرئيس الحالي لمجلس الفدرالية، رئيس حكومة مقاطعة أونتاريو دوغ فورد، بعد ساعات على إعلان وزيرة المالية الفدرالية كريستيا فريلاند استقالتها.
وعقد مجلس الفدرالية، الذي يضمّ رؤساء حكومات المقاطعات العشر والأقاليم الثلاثة، اجتماعه الخريفي في تورونتو أول أمس . وحثّ خلاله فورد نظراءَه على ”إظهار الوحدة على امتداد البلاد‘‘.
وكان أحد أهم بنود جدول أعمال الاجتماع مناقشةَ تهديدات الرئيس الأميركي المنتخَب.
يُذكر أنّ ترامب هدّد في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، ما لم تعمل هاتان الدولتان على إيقاف العبور غير القانوني للأفراد والمخدِّرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان قلقاً من استقالة فريلاند، أجاب فورد، وهو جالس إلى الطاولة نفسها مع نظرائه: ’’أعتقد أننا جميعاً قلقون‘‘.
وقال فورد، ككثيرين سواه، إنه لم يكن يتوقع استقالة وزيرة المالية في حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا.
وبدا من الصعب تحقيق الوحدة التي يسعى إليها فورد. فقبل بدء اجتماع مجلس الفدرالية كانت مواقف المقاطعات متباينة بشأن النهج الذي يجب اعتماده لمواجهة تهديدات الرئيس الأميركي المقبل.
فورد، الذي يرأس حكومة كبرى مقاطعات كندا من حيث عدد السكان وحجم الاقتصاد، دعا لاتخاذ موقف متشدد، مهدداً بوقف إمدادات الطاقة عن خمس ولايات أميركية في حال نفّذ ترامب تهديده.
رئيسة الحكومة الليبرالية في مقاطعة نيو/نوفو برونزويك، سوزان هولت، قالت إنّ الردّ برسوم جمركية على تهديدات ترامب يمكن أن يساهم في جعله يتراجع، لكنها أضافت أنه سيكون من الصعب على المقاطعات أن تتوصل إلى موقف موحّد حول ذلك.
رئيسة حكومة حزب المحافظين المتحد في ألبرتا، دانييل سميث، قالت إنه من ’’السُخف‘‘ الاعتقاد بأنّ النزاع يمكن حله عن طريق فرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية إلى كندا.
وأضافت سميث أنها لا تدعم قطع صادرات النفط والغاز من مقاطعتها إلى الولايات المتحدة وأنها تفضّل حلّ الأزمة باعتماد السبل الدبلوماسية. وألبرتا في غرب كندا هي أغنى مقاطعات البلاد بالنفط.
وكان رئيس حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك فرانسوا لوغو قد قال الأسبوع الماضي إنّ على كندا ألّا تلجأ إلى التهديد رداً على تهديدات ترامب. وأوضح أنه اجتمع بترامب في باريس على هامش مراسمِ إعادة افتتاح كاتدرائية ’’نوتردام‘‘ وأنه سأله ما إذا كان بالإمكان تجنّبُ الرسوم الجمركية وأنّ الرئيسَ الأميركيَّ المنتخّب أجابه بأنّ هذا ممكن إذا قامت كندا بتعزيز الأمن على الحدود المشتركة ولم يعد هناك مهاجرون غيرُ شرعيين يدخلون إلى الولايات المتحدة.
وفي مجال آخر، اتفق رؤساء حكومات المقاطعات والأقاليم على اقتراح جديد لتسريع الموافقات على الأدوية المنقذة للحياة. وسوف يوجّهون وزراءَ الصحة لديهم لبدء مشروع تجريبي من شأنه تقصير مدة عمليات الموافقة بتسعة أشهر، كما قال فورد.
الدولار الكندي يهبط إلى أدنى مستوى منذ مارس 2020
تراجع الدولار الكندي أمام نظيره الأميركي لأدنى مستوى في قرابة الخمسة أعوام، بسبب اضطرابات تعاني منها الحكومة، فضلًا عن تباطؤ وتيرة نمو التضخم.
وكشفت هيئة الإحصاء الكندية، أمس عن تباطؤ وتيرة نمو التضخم إلى 1.9% على أساس سنوي في نوفمبر، بانخفاض عن المستوى المستهدف والمسجل في أكتوبر عند 2%.
ومن المرجح أن تعطي بيانات التضخم مسؤولي بنك كندا المزيد من الثقة لإجراء مزيد من تخفيضات الفائدة في المستقبل.