بحسب تقرير نشره الصحفي بيتر دوسي، مراسل فوكس نيوز في البيت الأبيض، فإن ترودو أعرب لترامب عن أن فرض رسوم جديدة سيؤدي إلى “قتل الاقتصاد الكندي”.
وردّ ترامب ممازحًا: “إذا كانت كندا لا تستطيع البقاء دون استغلال الولايات المتحدة بمقدار 100 مليار دولار سنويًا، فربما ينبغي لكندا أن تصبح الولاية الأميركية رقم 51، ويمكن لترودو أن يكون حاكمها.
” وذكر التقرير أن هذه المعلومة جاءت على لسان “شخصين كانا حاضرين على الطاولة أثناء الاجتماع”.
ترودو يبلغ ترامب أن الخلط بين كندا و المكسيك في قضية الحدود غير عادلة
قالت سفيرة كندا لدى الولايات المتحدة كيرستن هيلمان، إن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو نجح في إيصال رسالة إلى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وأعضاء رئيسيين في حكومته بأن الخلط بين كندا والمكسيك في قضية تدفق المخدرات والمهاجرين إلى الولايات المتحدة أمر غير عادل.
وقالت هيلمان في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس إن عشاء ترودو مع ترامب، كان خطوة مهمة للغاية في محاولة إقناع ترامب بالتراجع عن تهديده بفرض رسوم جمركية على جميع المنتجات القادمة من الشريك التجاري الأميركي الرئيسي. وكانت السفيرة الكندية حاضرة في نادي مارالاغو الخاص بترامب في فلوريدا، وجلست إلى طاولة مجاورة لترودو وترامب.
وكان ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية على المنتجات من كندا والمكسيك إذا لم تتوقف الدولتان عما وصفه بتدفق المخدرات والمهاجرين عبر حدودهما. وصرح في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين الماضي، أنه سيصدر أمراً تنفيذياً يفرض ضريبة بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من كندا والمكسيك في قراراته الأولى.
وقالت هيلمان إن ترودو طلب لقاء ترامب شخصياً في مكالمة هاتفية يوم الاثنين، ودعاه ترامب إلى العشاء يوم الجمعة. وأضافت هيلمان أن ترودو شرح خلال العشاء أنه لا توجد مقارنة بين الحدود الكندية-الأميركية والحدود المكسيكية-الأميركية.
وقالت: “أُوصلت الرسالة بأن حدودنا مختلفة تماماً عن الحدود المكسيكية، وفُهمت بشكل جيد”.
وإزاء تهديدات ترامب، ردت كندا مؤكدة أنها تدرس منذ الآن فرض رسوم جمركية إضافية على بعض المنتجات الأميركية رداً على أي تدابير من واشنطن، وفق ما أفاد به مصدر حكومي. والواقع أن أكثر من ثلاثة أرباع الصادرات الكندية من حيث القيمة، والتي تقدر بنحو 592 مليار دولار كندي (حوالي 322.5 دولاراً أميركياً)، ذهبت إلى الولايات المتحدة في عام 2023.
وخلال ولاية ترامب الأولى، فرضت الولايات المتحدة على كندا رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألومنيوم، فردت أوتاوا مستهدفة بعض المنتجات الأميركية.
وجعل ترامب من مسألة الرسوم الجمركية ركيزة سياسته الاقتصادية خلال حملته الانتخابية متغاضياً عن اتفاق التبادل الحر الموقع بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك خلال ولايته الأولى.
بوالييفر يطالب ترودو بتقديم خطة إلى البرلمان لتعزيز أمن الحدود
طالب زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر بأن تقدّم حكومة جوستان ترودو الليبرالية في أوتاوا خطة إلى البرلمان لتعزيز أمن الحدود.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد هدد بفرض رسوم جمركية على كندا إذا لم تقم بتحسين الأمن على الحدود الطويلة المشتركة مع الولايات المتحدة، الجارة البرية الوحيدة لكندا.
وطالب بواليافر بأن تتضمّن الخطة تدابير مثل زيادة عدد الدوريات واستخدام تقنيات جديدة للقضاء على تهريب المخدرات. كما طالب بقواعد أكثر صرامة للحصول على تأشيرات دخول إلى كندا وبتعزيز التعاون بين السلطات الفدرالية وأجهزة الشرطة في المقاطعات.
’’واقع الحال هو أنّ السيد ترودو فقد السيطرة على العجز (في الميزانية) والهجرة وحدودنا. بعد أقلّ من شهريْن سيتولى الرئيس ترامب منصبه، وهو هدّد بفرض رسوم جمركية ما لم يتم اتخاذ إجراءات لمعالجة حدود ترودو المصدّعة‘‘، قال زعيم حزب المحافظين في مؤتمر صحفي في أوتاوا.
الصورة: La Presse canadienne / Rob Gurdebekeوفي حين أنه من المتوقع أن يستمرّ الجمود الحالي في البرلمان، أشار بواليافر إلى أنّ المحافظين ’’سيقدّمون تسهيلات ليتمّ اعتماد خطة حدودية بسرعة إذا كانت تهدف لإصلاح حدود ترودو المتصدّعة‘‘.
وأضاف بواليافر، الذي يشكّل حزبه المعارضة الرسمية، أنّه يتعيّن على كندا أيضاً وضع حد أقصى لعدد طالبي اللجوء فيما تواجه تدفقاً كبيراً في طلبات اللجوء.
يُشار إلى أنّ قرابة 250.000 طلب لجوء كانت تنتظر المعالجة في كندا بتاريخ 30 أيلول (سبتمبر) 2024 بعد أن تمّت الموافقة على أكثر من 33.000 طلب في الأشهر التسعة الأولى من السنة المذكورة.
وخلال عام 2023 قبلت كندا 37.000 طلب لجوء، مقارنةً بـ28.000 طلب في عام 2022.
”أُحبّ اللاجئين الحقيقيين‘‘، أضاف بواليافر، ’’لقد بُنيت بلادنا بنسبة كبيرة على أيدي لاجئين حقيقيين كانوا يفرّون فعلاً من المخاطر، مثل زوجتي. لكن ليس لديّ وقت لأضيعه مع أشخاص يكذبون للقدوم إلى بلادنا، وهذه هي المشكلة التي يجب أن نقطع الطريق عليها‘‘.
يُذكر أنّ ترامب هدّد يوم الاثنين الفائت بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كافة الواردات من كندا والمكسيك في اليوم الأول الذي يتسلّم فيه منصبَه، أي في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، ما لم يوقف البلدان العبورَ غيرَ القانوني للأفراد ودخولَ المخدرات، لا سيما الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
ومساء الجمعة تناول ترودو العشاء مع ترامب في قصر الرئيس الأميركي المنتخَب في منتجع مار إيه لاغو في في ولاية فلوريدا الأميركية. وفي اليوم التالي وصف ترامب هذا الاجتماع بأنه كان ’’مثمراً للغاية‘‘، وقال ترودو إنه أجرى ’’محادثة ممتازة‘‘ مع ترامب.
الديمقراطي الجديد يذكّر باقتطاعات المحافظين في الخدمات الحدودية
الناطق باسم الحزب الديمقراطي الجديد لشؤون السلامة العامة، النائب أليستير ماكغريغور، قال إنّ حكومة المحافظين برئاسة ستيفن هاربر سرّحت 1.100 من موظفي وكالة الخدمات الحدودية الكندية (ASFC / CBSA)، الأمر الذي ’’أتاح لمخدرات سامة وأسلحة غير قانونية بدخول البلاد‘‘.
’’المحافظون يقتطعون، وهذا يجعلنا جميعاً أقلّ أماناً‘‘، أضاف ماكغريغور في بيان أصدره تعليقاً على كلام بواليافر.
يُشار إلى أنّ الاقتطاعات التي أشار إليها ماكغريغور حصلت في عام 2012.