تستمر آلة القتل الصهيونية في حصد أرواح المدينين و إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 36 ألفا 479 شهيدا و 82 ألفا و 777 مصابا. (هذه أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في غزة).
” تعجيز” هكذا تتعامل دائرة الهجرة مع اللاجئين الغزيين
’’ساعدوني في إجلاء عائلتي من غزة!‘‘، ’’رجاءً، ساعدوا أحبائي على الهروب من العنف‘‘، ’’ساعدونا في إحضار أحبائنا إلى كندا‘‘. حملات التمويل الجماعي التي أطلقها على منصات التواصل الاجتماعي كنديون لديهم أحباء تقطعت بهم السبل في قطاع غزة الفلسطيني تُعد بالمئات.
فبعد أن سئم كنديون ومقيمون دائمون في كندا انتظار إصدار الحكومة الكندية تأشيرات إقامة مؤقتة لأقاربهم العالقين في قطاع غزة في إطار برنامج الحكومة الهادف إلى لمّ شمل هؤلاء الفلسطينيين معهم، يدفع العديد منهم مبالغ طائلة لوكالات خاصة لمساعدة أقاربهم على الفرار من أهوال الحرب.
فلعبور معبر رفح، نقطة الخروج الوحيدة من قطاع غزة، يتعين دفع حوالي 7.000 دولار كندي عن كل شخص بالغ وحوالي 3.500 دولار عن كل طفل.
وهكذا، اضطرت الكندية الفلسطينية إسراء السعافين إلى دفع أكثر من 70 ألف دولار إلى وسيط قبل ثلاثة أسابيع لإجلاء تسعة أفراد من عائلتها إلى مصر، من بينهم ابن أخ يتيم يبلغ من العمر سنة واحدة. ’’كان ذلك قُبيْل بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح‘‘، تقول إسراء.
وعلى الرغم من الإدانات الدولية، شنّ الجيش الإسرائيلي هجوماً على رفح في 7 أيار (مايو) من أجل القضاء، كما قال، على آخر كتائب حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، مطبقاً حصاره بشكل كامل على القطاع.
ويعيش حالياً أقارب إسراء بأمان في شقة في القاهرة، بعيداً عن القصف، لكنّ مشاكلهم لم تنتهِ بعد.
’’يعانون من الصدمة ولا يزالون يعيشون في حالة من عدم الاستقرار‘‘، تقول إسراء، ’’لا يزال يتعين عليهم الانتظار، ولا نعرف كم من الوقت، حتى تتم معالجة طلباتهم للحصول على تأشيرة الإقامة المؤقتة في كندا‘‘.
ويوم الاثنين أعلن وزير الهجرة واللاجئين والمواطَنة الكندي مارك ميلر زيادة عدد الطلبات التي سيتمّ معالجتها في إطار هذا البرنامج من 1.000 إلى 5.000.
’’لا نعرف متى سيتم إصدار التأشيرة لهم‘‘، تضيف الكندية البالغة من العمر 36 عاماً، ’’الوزارة غير قادرة على إخبارنا‘‘.
وفي غضون ذلك تتراكم الديون على إسراء وعلى أقاربها في العاصمة المصرية، وقد تصل هذه التكاليف إلى 900 دولار شهرياً بين نفقات السكن والطعام والدواء.
كما أنه يتعيّن على أقاربها رصد مبلغ إضافي قدره 10.000 دولار لدفع ثمن تذاكر الطيران من القاهرة إلى كندا.
نحن نغرق في الديون. لقد وصل أقاربي إلى مصر بوسائلهم الخاصة، والآن عليهم أن ينفقوا المزيد لأنهم في الانتظار. هذا ليس عدلاً.
نقلا عن إسراء السعافين، كندية تنتظر قدوم أقاربها الذين هربوا من قطاع غزة
’’لقد سمعنا الكثير من الوعود‘‘ من الحكومة الكندية، ’’لكننا الآن نريد أفعالاً‘‘، تضيف إسراء التي تعمل كمحلّلة في وزارة الخدمات العامة والمشتريات في الحكومة الفدرالية.
امرأة تشعر باليأس من إحضار شقيقيها إلى كندا
أفادت امرأة فلسطينية تعيش في St. John’s أن عائلتها عالقة في طي النسيان بينما ينتظرون تحديثات بشأن الموعد الذي سيتمكن فيه أخوتها الذين خرجوا من غزة من القدوم إلى كندا.
تعمل مارلين كاسكين وشقيقتها ميران منذ أشهر على إيصال شقيقيهما طلال البالغ من العمر 20 عاما، وفهد البالغ من العمر 21 عاما، إلى بر الأمان، وقد سافرت مارلين مؤخرا إلى القاهرة، حيث دفعت 10 آلاف دولار أمريكي من أجل المساعدة في إخراج أخويها من غزة.
وأثناء حديثها من تورنتو، قالت مارلين إنها شعرت بالارتياح لرؤية أخويها بعد خروجهم من غزة.
وأوضحت أنها كانت ممتنة للغاية لأنهما آمنان وهما في مصر.
إلا أن هذا التطور الإيجابي كان الأخير، فكلا الأخوين لا يزالان في مصر.
وأكدت مارلين أنه لم تكن هناك تطورات حول ما إذا كانا سيتمكنان من القدوم إلى كندا أم لا، وحاولت معرفة التفاصيل من إدارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية (IRCC) دون نجاح يذكر.
وقالت: “كان من المفترض أن يقدموا جوازات سفرهم للحصول على التأشيرة، ومن ثم السفر من القاهرة إلى نيوفاوندلاند، لكن هذا لم يحدث”.
وفي شهر يناير، أعلنت الحكومة الفيدرالية عن برنامج تأشيرة إقامة مؤقتة للفلسطينيين الذين لديهم عائلات ممتدة في كندا.
وفي إبريل، ذكرت قناة CBC News أنه لم يتم إجلاء أي شخص من غزة بموجب البرنامج، الذي وصفه وزير الهجرة مارك ميللر بأنه “فاشل”.
وأضافت مارلين “لقد اتصلت بـ IRCC للتأكد من أن هذا صحيح، وبالفعل أكدوا أنه ليس لديهم أي طريقة واضحة لإجلاء الناس من غزة، لذا فإن معرفة أنه يتعين علينا القيام بذلك بأنفسنا كان أمرا صعبا للغاية وكلفني الكثير من الجهد والمال”.
وتابعت “أنا أتساءل بما أن الحكومة لم تفعل أي شيء لإجلائهم من غزة، فلماذا لا يسهلون عليهم الوصول إلى كندا”.
وأوضحت مارلين أن القلق المستمر أثر على شقيقها، الذي يتساءل الآن عما إذا كان سيتمكن من الوصول إلى كندا على الإطلاق.
وتدعو مارلين الحكومة الفيدرالية إلى تكثيف ومساعدة أولئك الذين هم في “حاجة فورية”، قائلة إن المسؤولين يجب أن يلتزموا بنفس الالتزام الذي تعهدوا به تجاه الأوكرانيين الفارين من الحرب.
RCI,CN24