تستمر آلة القتل الصهيونية في حصد أرواح المدينين و إرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 31 ألفا و184 شهيدا و72 ألف و889 مصابا.
“لقد خدعونا” 70 ألف دولار للخروج من غزة
في أواخر العام الماضي، وعدت كندا بأنها ستساعد في إخراج أفراد عائلات المواطنين الممتدة من غزة، ولكن بحلول الشهر الماضي، حرم التأخير شابة تبلغ من العمر 20 عاما من أي أمل بأن الحكومة الكندية ستساعد أسرتها على المغادرة.
وقالت إنه مع مرور الأسابيع، عاشت هي وأقاربها تحت قصف شبه مستمر، وفي الأيام التي لم يتمكنوا فيها من العثور على الطعام المعلب، اختار أفراد الأسرة البالغين الجوع حتى يتمكن الأطفال من الاستمرار في تناول الطعام.
وفي منتصف فبراير، تغيرت حظوظهم، وظهر اسمها وأسماء أفراد عائلتها على قائمة المقبولين لعبور الحدود إلى مصر.
ولم يكن للحكومة الكندية أي علاقة بالأمر.
70 ألف دولار للخروج من غزة
وفي عمل يائس، دفعت عائلة الشابة في كندا أكثر من 70 ألف دولار لشركة خاصة للتفاوض على الخروج مع المسؤولين المصريين و”الإسرائيليين”.
وهذه الأخبار جعلت عائلتها تقفز حرفيا من الفرح في تلك الليلة، ولكن في غضون ساعات، ساد الخوف عندما تعرضت منطقة رفح، التي تعتبر آخر مكان آمن نسبيا في المنطقة، لقصف مكثف من الغارات الجوية الصهيونية.
وتطايرت أبواب ونوافذ الشقة المكونة من غرفة واحدة حيث كانت تنام الشابة إلى جانب 40 امرأة وطفلا.
ونجحوا في البقاء سالمين طوال الليل، وعندما بدأت الشمس في الشروق، جمعت الأسرة القليل الذي كان لديهم وشقوا طريقهم بحذر إلى الحدود.
وكانت هذه الشابة متأكدة من أن كندا ستمنحها مع عائلتها تأشيرة دخول بعد هروبهم، أو هكذا اعتقدت.
وقالت الشابة: “كنا نظن أن العائق الوحيد هو الخروج من غزة، وبعدها سيكون الأمر سهلا”.
وتوسلت قائلة: “أملنا الوحيد هو الذهاب إلى كندا”.
ولكن هذا الأمل قد تحطم تقريبا.
ولم تسمع هي وبقية أفراد أسرتها من الحكومة الكندية بشأن التأشيرات، على الرغم من أن وضعهم القانوني في مصر على وشك الانتهاء خلال أيام.
وفي هذه الأثناء، لا يستطيع أفراد الأسرة العمل أو الحصول على الرعاية الطبية، ويحصلون على الدعم الكامل من أقاربهم في الخارج، الذين دفعوا بالفعل مبالغ باهظة لإخراجهم من الخطر.
لقد خدعونا
وقالت عمة المرأة التي تعيش في كندا وتعمل على إيصال أقاربها إلى بر الأمان منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر: “لقد خدعونا”.
وأوضحت أن إدارة الهجرة فرضت رسوما للتقدم للبرنامج الذي أعلنته الحكومة الكندية في ديسمبر، لكنها لم تر سوى القليل من الأدلة على أي شيء فعلته كندا لمساعدة أسرتها بالفعل.
وأضافت “هناك علامة استفهام كبيرة حول مستوى الجهود التي تبذلها كندا في هذا البرنامج، ويبدو أنهم فقط يختلقون الأعذار”.
وأطلقت الحكومة برنامجا في يناير لتقديم تأشيرات مؤقتة لما يصل إلى 1000 فلسطيني في قطاع غزة ممن لديهم عائلات ممتدة في كندا، بشرط أن تدعمهم عائلاتهم عند وصولهم.
وكان وزير الهجرة مارك ميللر صريحا بشأن إحباطه من عجز كندا عندما يتعلق الأمر بتسهيل عبور أفراد الأسرة المعتمدين إلى مصر.
ولم يستجب على الفور لطلب التعليق على التأخير الذي تعرض له الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار بمفردهم.
ولم تذكر الحكومة عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للبرنامج، الذي يوفر اللجوء المؤقت للآباء والأجداد والأشقاء والأحفاد للمواطنين الكنديين والمقيمين الدائمين، كما أن أزواج وأطفال أفراد الأسرة الممتدة مؤهلون أيضا.
وحتى 4 مارس، كان قد تم قبول 986 طلبا قيد المعالجة، وقالت إدارة الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندية في بيان إن 12 فقط من هؤلاء الأشخاص تمكنوا من الخروج من غزة، وأنهوا عملية الفحص وتمت الموافقة على القدوم إلى كندا.
وتقول محامية الهجرة، Debbie Rachlis، من تورنتو، إنها تمثل ما لا يقل عن 50 فلسطينيا في مصر تمكنوا من الفرار دون مساعدة كندا وينتظرون الحصول على تأشيرة كندية، وقالت إنها على علم بحوالي 100 قضية مماثلة يتعامل معها محامون آخرون.
وأضافت: “الجزء المفجع هو الأشخاص الذين لن يتمكنوا من الخروج لأن أفراد أسرهم لا يملكون هذا النوع من الموارد أو ليس لديهم هذا النوع من الاتصالات”.
وأكدت أن الأشخاص الذين غادروا قبل الانتهاء من عملية تقديم الطلبات الكندية يشعرون بالقلق من أنهم قد لا يعودون مؤهلين.
ودفع راني حميد آلاف الدولارات لشركة خاصة مقابل ما وصفه بالرشاوى لنقل والديه وأخيه وبنات إخوته وأبناء إخوته من غزة إلى القاهرة في ديسمبر، حيث بدأت أموالهم تنفد الآن ويأملون في الحصول على أي وعد من الحكومة الكندية.
وقال إنه منذ وصولهم قبل افتتاح برنامج التأشيرة الكندية، ليس من الواضح ما إذا كانوا لا يزالون مؤهلين أم لا.
وفي مدينة غزة، تنتظر أخته وزوجها وأطفالهما الخمسة أيضا، حيث يواجهون خطرا مستمرا من القصف والمجاعة.
وقال إن ابن أخيه، يامن، يبلغ من العمر 10 أعوام فقط ويعاني من كسر في ساقه لا يمكن علاجه بسبب عدم وجود مستشفيات.
وكان حميد واحدا من العديد من الكنديين الفلسطينيين الذين دافعوا عن برنامج هجرة خاص لجلب عائلات الكنديين الممتدة إلى بر الأمان.
وقال إنه عندما تم افتتاح برنامج التأشيرات لأول مرة، اتصل به الناس ليشكروه على دعمه، قائلين إن عائلاتهم ستكون في أمان أخيرا.
والآن يتصلون به ليقولوا إنهم يتمنون عدم فتحه أبدا – وأن الأمل الكاذب قد سحقهم.
وأضاف: “نحن ننظر إلى الأمر، ككنديين فلسطينيين، حيث خدعتنا الحكومة الكندية، وهم لا يهتمون لأمرنا”.
يائس للغاية
وقال إنه يشعر بالقلق من أن الفلسطينيين سيبقون في غزة، ويخاطرون بالمجاعة والموت، لأن هناك الكثير من عدم اليقين بشأن برنامج التأشيرات الكندية.
وليس من الواضح من سيتم قبوله، أو كم من الوقت سيستغرق ذلك، وكثيرون لا يملكون المال للعيش يوما آخر في حالة من عدم اليقين في القاهرة، دون دخل، أو الإقامة في الفنادق أو استئجار غرف من Airbnb. وقال “أنا يائس للغاية”.
وأشار يمان مروة، محامي الهجرة المقيم في أوتاوا، إلى أن القواعد تنص على أن أفراد الأسرة الممتدة المتقدمين للبرنامج يجب أن يكونوا في غزة في تاريخ تقديم الطلب.
وقال مروة إن كندا لم تقدم أي دعم للدخل أو التسوية لأفراد الأسرة الذين حصلوا على تأشيرة، ولم تتنازل الحكومة عن رسوم الطلب التي يبلغ مجموعها حوالي 185 دولارا للشخص الواحد.
وكان على المتقدمين بالنيابة عن عائلاتهم التوقيع على استمارة يتعهدون فيها بأنهم لا يحصلون على الرعاية الاجتماعية وأنهم سيغطون جميع التكاليف.
وأوضح مروة أنه غير متأكد أيهما الأفضل: “منح الناس الأمل في أنه قد يكون هناك مخرج وجعلهم يقاتلون من أجل ذلك، كما فعلت كندا – أو عدم منحهم الأمل منذ البداية، وإخبارهم: “نحن لا نستطيع مساعدتكم”.
كندا ستساهم في المساعدات التي سيتم نقلها بحرا إلى القطاع !
أعلنت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي يوم الأحد أن كندا ستساهم في المساعدات الإنسانية التي سيتم نقلها بحرا إلى قطاع غزة.
وفي بيان صدر يوم الأحد، قالت جولي إن كندا ملتزمة بالانضمام إلى التحالف الدولي الذي يعمل على زيادة تدفق المساعدات إلى غزة [عن طريق] ممر بحري إنساني من قبرص .
وجاء هذا الإعلان في ختام لقاء بين جولي ونظيرها من دولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد.
هذا وكانت الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي واليونان وإيطاليا وهولندا وقبرص والمملكة المتحدة والولايات المتحدة،قد أعلنوا الجمعة، عزمهم فتح ممر بحري لنقل المساعدات الإنسانية إلى الأراضي الفلسطينية، بينما تهدد المجاعة مئات الآلاف من الفلسطينيين بعد خمسة أشهر من حرب إسرائيل على غزة،
وسيقوم قارب تابع لمنظمة Open Arms الإنسانية الإسبانية ويحمل 200 طن من المواد الغذائية باختبار مياه الممر البحري في أقرب وقت ممكن . وكان رئيس قبرص قد أشار إلى أن هذا القارب سيغادر يوم الأحد، لكن المتحدث باسم شريك المجموعة، World Central Kitchen ، أشار إلى أن الأمر ليس كذلك.
في المقابل قالت إسرائيل إنها لن تمنع القوارب من السفر لتوصيل المساعدات الإنسانية. ومع ذلك، فهي تخطط لفحص الشاحنات قبل مرورها بمنطقة عبور تقع بالقرب من قبرص.
وكانت إسرائيل قد منعت دخول الغذاء والماء والدواء والإمدادات الأخرى منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتقول الأمم المتحدة إن ربع سكان القطاع على شفا المجاعة، وإن الأطفال يتضورون جوعا حتى الموت.
هذا ومن غير الواضح كيف ستصل المساعدات البحرية بشكل آمن إلى القطاع قبل بناء الميناء الأمريكي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الخميس الماضي، في خطاب قال فيه إن جيش بلاده سيبني ميناء مؤقتا على ساحل القطاع، لإيصال مزيد من المساعدات الإنساني خاصة أنَّه لا يوجد في غزة ميناء فعال والمياه المحيطة بها ضحلة للغاية بحيث لا تسمح للسفن الكبيرة بالتحرك.
CTV,CN24,SO
To read the article in English click this link
إقرأ أيضا : لابد من يوم بعود فيه الحق لأهله