يلجأ الكنديون، الذين يعشقون تناول اللحوم، إلى خيارات أُخرى للحصول على حصتهم من البروتينات بسبب التضخم في الأسعار.
ووفقاً لمسح استطلاعي أجرته شركة ’’إبسوس‘‘ مؤخراً، قال 47% من المستطلَعين الذين يتناولون اللحوم إنهم يعتزمون تقليل استهلاكهم من هذا العنصر الغذائي في العام المقبل، عازين في غالبيتهم هذا التوجه إلى الرغبة في خفض فاتورة الغذاء.
وتشير كاثي بيروتا، نائبة الرئيس للإستراتيجية وفهم الأسواق لدى ’’إبسوس‘‘، إلى أنه منذ أن بدأت شركتها في استطلاع الكنديين حول عاداتهم في استهلاك اللحوم في عام 2018، ارتفعت نسبة الذين لديهم نية لتقليل مشترياتهم من لحوم البقر والدجاج وسائر اللحوم بنسبة 25%.
وأسباب هذا الارتفاع في الميل إلى خفض الاستهلاك اختلفت مع مرور الوقت. ففي عاميْ 2021 و2022، حسب بيروتا، ’’كانت المخاوف المتصلة بالصحة والبيئة هي السبب الرئيسي المقدَّم‘‘ لتفسير ذلك.
لكن خلال العام المنصرم، أصبحت تكلفة اللحوم السبب الرئيسي. وهذا الأمر ليس مفاجئاً جداً، نظراً للضغوط على الميزانيات (العائلية) هذه الأيام والمرتبطة بارتفاع أسعار الفائدة وأسعار المواد الغذائية.
نقلا عن كاثي بيروتا، نائبة الرئيس للإستراتيجية وفهم الأسواق لدى ’’إبسوس‘‘
ووفقاً لبيروتا، قد تعني هذه العوامل أننا وصلنا إلى ’’نقطة انعطاف‘‘ حيث ستشهد الحركة النباتية انتعاشاً، كما حدث خلال جائحة كوفيد-19 عندما ظهرت بدائل نباتية لفطائر اللحوم، مثل منتجات ’’بيوند ميت‘‘ (Beyond Meat) و’’إمبوسيبل برغر‘‘ (Impossible Burger) التي لاقت اهتماماً واسع النطاق لدى المستهلكين.
وتشير بيروتا إلى أنّ هذا التغيير في العادات لا يعني أنّ الناس توقفوا عن تناول اللحوم، لكن أنهم، ببساطة، يستهلكون منها أقل من ذي قبل.
الصورة: (GRACIEUSETÉ : UNIVERSITÉ DE GUELPH)وبالنسبة للخبير في اقتصاد الغذاء، البروفيسور مايك فون ماسو، ليس من المستغرب أن يغيّر المستهلكون عاداتهم الغذائية بسبب ارتفاع الأسعار.
’’أعتقد أن الناس باتوا يشترون أغذيتهم بشكل مختلف‘‘، يقول البروفيسور والباحث في جامعة غويلف في مقاطعة أونتاريو، ’’وأعتقد أيضاً أنّ الناس باتوا يرتادون المطاعم أقلّ من ذي قبل‘‘.
مع ذلك، وفقاً للباحث الجامعي، فإنّ كيفية تكيف الكنديين مع الارتفاع في تكلفة الأطعمة البروتينية ستعتمد على ظروف كل شخص، بما في ذلك ثقته في مهاراته في الطهي.
يمكن لبعض الأشخاص التكيف من خلال قيامهم بالمزيد من الطهي، أو من خلال تجربة مكونات جديدة، بينما سيجد البعض الآخر الأمر أكثر صعوبة.
نقلا عن البروفيسور في اقتصاد الغذاء، مايك فون ماسو
ارتفاع نسبة الكنديين الذي يلجأون للجمعيات الخيرية
كشف تقرير جديد أن العديد من الكنديين يتراجعون عن التبرعات للجمعيات الخيرية بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة وتأثير التضخم، في المقابل يلجأ الكثير منهم للجمعيات الخيرية من أجل تلبية حاجياتهم الأساسية.
وقالت جولي فيوريني، المدير العام لخدمات المانحين وتسويق العلامات التجارية في CanadaHelps: “يكافح العديد من الكنديين لتغطية نفقاتهم”.
وجدت دراسة استقصائية حديثة أجرتها شركة Ipsos لصالح CanadaHelps أن اثنين من كل 10 كنديين يستخدمون حاليًا الخدمات الخيرية لتلبية الاحتياجات الأساسية، مثل الطعام والمأوى.
وقالت فيوريني: “الإحصائية الأكثر إثارة للقلق هي أن 20 في المائة، ونحو 70 في المائة يقولون إن هذه هي السنة الأولى التي يتعين عليهم فيها الوصول إلى هذه الخدمات، لذا فإن الأمر مقلق للغاية.”
يوم الثلاثاء، الذي يوافق هذا العام يوم 28 نوفمبر، هو يوم يتم فيه تشجيع الناس على أن يكونوا كرماء، وتشير فيوريني إلى أنه منذ وصول الحركة إلى كندا في عام 2013، شارك فيها حوالي ستة ملايين كندي.
لكن تقرير العطاء لعام 2023 الصادر عن CanadaHelps في وقت سابق من هذا العام يشير إلى أن عددًا أقل من الكنديين يتبرعون الآن للجمعيات الخيرية، حيث انخفض إلى 28 في المائة من 36 في المائة بين عامي 2010 و2022.
وقالت: “على الرغم من أن الكنديين كرماء للغاية، إلا أن الواقع هو أن عدد الأشخاص الذين يتبرعون للجمعيات الخيرية ينخفض بشكل كبير”.
يأتي هذا مع تزايد الحاجة إلى بنوك الطعام في جميع أنحاء البلاد.
وقال أليكس بويد، الرئيس التنفيذي لمنظمة Greener Village في فريدريكتون، وهي منظمة تقدم أكثر من 125 ألف وجبة شهريًا: “لقد وصل الطلب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق وقد شهدنا هذا النوع من الطعام طوال العام”.
ويشير بويد إلى أن الجزء الأكبر من تمويلها يأتي من خلال التبرعات، وبينما زادت التبرعات بنحو خمسة إلى سبعة في المائة سنويا، فإن الطلب فاق كل التوقعات.
To read the article in English click this link