دعا زعيم حزب المحافظين، بيير بوالييفر، الحكومة الفيدرالية إلى إغلاق معبر طريق روكسهام الحدودي في غضون 30 يوما وسط تدفق متزايد لطالبي اللجوء إلى كيبيك بشكل غير نظامي.
وألقى بوالييفر باللوم بشكل مباشر على رئيس الوزراء جاستن ترودو في زيادة طالبي اللجوء، واتهمه بتشجيع العبور غير القانوني عبر طريق روكسهام وعدم معالجة تراكم مطالبات اللاجئين.
وجادل زعيم حزب المحافظين بأن ترودو أثبت بالفعل أنه يمكن إغلاق طريق روكسهام دون انتهاك اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة مع الولايات المتحدة خلال جائحة كوفيد – 19 ، وحث الحكومة على فعل ذلك مرة أخرى.
كما قال : “إذا كنا دولة حقيقية، فلدينا حدود، وإذا كان هذا رئيس وزراء حقيقي فهو مسؤول عن تلك الحدود”.
تأتي تعليقات بوالييفر في الوقت الذي دعا فيه رئيس حكومة كيبيك، فرانسوا لوغو، هذا الأسبوع ترودو إلى جعل طريق روكسهام أولوية قصوى في اجتماع الشهر المقبل مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وإعادة التفاوض بشأن اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة.
كما قال لترودو في رسالة يوم الأحد إن الاتفاقية دفعت طالبي اللجوء إلى طريق روكسهام، وأنه يجب تطبيق الاتفاقية على جميع نقاط الدخول.
وبموجب اتفاقية الدولة الثالثة الآمنة، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 2004، تعترف كل من كندا والولايات المتحدة ببعضهما البعض كملاذ آمن لطلب اللجوء والحماية ، و هذا يعني من الناحية العملية أنه يمكن لكندا رفض أي لاجئ محتمل يصل إلى موانئ الدخول البرية الرسمية على طول الحدود الكندية الأمريكية، لأنه يجب على هذا اللاجئ متابعة طلب اللجوء في الولايات المتحدة، حيث وصل أولا.
وهذا ما يدفع طالبي اللجوء إلى استخدام طريق روكسهام لأنه ليس معبرا رسميا للدخول.
كما تشير الإحصاءات الفيدرالية إلى أن أكثر من 39000 شخص طلبوا اللجوء بعد أن اعترضتهم شرطة الخيالة الكندية الملكية (RCMIP) عبر الحدود البرية الكندية في كيبيك في عام 2022، مقارنة بـ 369 فقط في بقية البلاد.
وفي المجموع، قدم حوالي 64 في المائة من جميع طلبات اللجوء في كندا في عام 2022 في كيبيك.
والأعداد المسجلة في العام الماضي تعد زيادة حادة عن عام 2021، عندما اعترضت الشرطة 4095 مهاجرا على الحدود الجنوبية لكيبيك.
ولم يقدم بوالييفر تفاصيل حول كيفية معالجة تراكم الهجرة، حيث يوجد حاليا أكثر من 910,000 طلب هجرة، لكنه قال إنه يمكن إعادة توجيه الأموال من مراقبة المعابر غير النظامية إلى تعزيز نظام الهجرة القانوني، والذي قال إنه سيساعد في تقليل أوقات الانتظار.
وذكر: “ربما يكون لدينا أفضل نظام هجرة في العالم بأسره، لكن ترودو يدمره”.
كيبيك لن تستقبل اللاجئين
طلبت حكومة كيبيك رسمياً بأن يتم من الآن فصاعداً إعادة توجيه جميع طالبي اللجوء الذين يصلون إلى كندا عبر طريق روكسهام إلى مقاطعات كندية أُخرى، و’’دون اعتبار‘‘ لملفاتهم الشخصية، نظراً لأنّ قدرة كيبيك على استقبال الوافدين إليها بصورة غير نظامية قد ’’تم تجاوزها بشكل كبير‘‘.
هذا ما طلبه رئيس حكومة حزب التحالف لمستقبل كيبيك، فرانسوا لوغو، في رسالة وجهها إلى رئيس الحكومة الفدرالية، جوستان ترودو، وحصل راديو كندا على نسخة منها.
وتقع طريق روكسهام في جنوب مقاطعة كيبيك عند الحدود مع ولاية نيويورك الأميركية ويعبر من خلالها إلى كندا معظم طالبي اللجوء القادمين من الولايات المتحدة.
’’لكيبيك تقليد طويل في مجال الترحيب باللاجئين ونحن فخورون بتقديم مساهمتنا في هذا الواجب الإنساني‘‘، كتب لوغو، ’’ومع ذلك، فإنّ هذا التدفق لا يمكن أن يستمر. لقد تم تجاوز قدرة كيبيك على الاستقبال بشكل كبير‘‘.
و جاء في رسالة فرانسوا لوغو إلى جوستان ترودو :”يجب إغلاق طريق روكسهام يوماً ما، سواء شاء البعض أم لم يشأ. هذه ليست مجرّد قضية من بين جملة قضايا. نحن نتحدث هنا عن احترام الحدود الإقليمية لكندا ويبدو لي أنه من ضمن مسؤولياتكم الأساسية، بصفتكم رئيس حكومة هذا البلد، أن تضمنوا احترام هذه الحدود”.
وردا على رسالة لوغو إلى ترودو، قال مكتب وزير الهجرة الفيدرالي شون فريزر، يوم الاثنين، إن الحكومة نقلت آلاف المهاجرين إلى أونتاريو لتخفيف الضغط عن كيبيك، مضيفا أنها تعمل مع المقاطعات والبلديات الأخرى لإيجاد أماكن إقامة مؤقتة أخرى.
مقاطعات الأطلسي ترحب باللاجئين
استجاب رؤساء حكومات مقاطعات كندا الأطلسية لنداء مقاطعة كيبيك التي، حسب حكومتها، لم تعد قادرة على استقبال المزيد من طالبي اللجوء الوافدين إليها بصورة غير نظامية عبر طريق روكسهام، فقالوا إنهم منفتحون على إعادة توجيه هؤلاء إلى مقاطعاتهم.
وخلال اجتماعهم أمس الأول في شارلوت تاون، عاصمة جزيرة الأمير إدوارد، أعلن رؤساء حكومات المقاطعات الأطلسية الأربع تأييدهم الترحيب بهؤلاء اللاجئين.
وفي هذا الإطار قال بلين هيغز، رئيس حكومة نيو/نوفو برونزويك، إحدى المقاطعات الأطلسية، إنّ 150 إلى 200 طالب لجوء قد يصلون إلى مقاطعته. وأوضح أنه لا يملك تفاصيل أكثر من ذلك من قِبل الحكومة الفدرالية.
من جهته قال دينيس كينغ، رئيس حكومة جزيرة الأمير إدوارد، أصغر المقاطعات الكندية من حيث المساحة وعدد السكان، إنه يريد ’’الترحيب قدر الإمكان‘‘ باللاجئين، مثيراً، أسوةً بهيغز، الصعوبات الكبيرة التي تواجهها مقاطعته فيما يتعلق بالنقص في المساكن.
وأبدى أندرو فوري، رئيس حكومة مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور في أقصى الشرق الكندي، انفتاحاً على الترحيب باللاجئين، لكنه أثار مسألة تمويل هذه الرعاية.
وطالب فوري الحكومة الفدرالية بتقديم الدعم للمقاطعات الأطلسية لكي تستطيع الاعتناء بطالبي اللجوء بشكل مناسب.
والمقاطعات الأطلسية هي الأصغر بعدد السكان والمساحة بين مقاطعات كندا العشر.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا: بالأرقام … إرتفاع قياسي لأسعار المواد الغذائية رغم تباطؤ التضخم !