يضيف الزلزال الكارثي الذي ضرب تركيا و سوريا المزيد من المعاناة إلى اللاجئين السوريين الذين فروا إلى تركيا هربا من الحرب.
حيث يوجد أكثر من 3.5 مليون لاجئ مسجل في تركيا، ويعيش الكثير منهم على طول الحدود المتاخمة لتركيا وسوريا بالقرب من مركز الزلزال الذي دمر المنطقة.
وتقول السورية الكندية أمل شويخ من سكان ميسيساجا بأونتاريو، إنها تتحقق باستمرار من هاتفها بحثا عن رسائل من أختها الكبرى زهرة ( ٤٧ عاما ) التي انهار المبنى الذي تسكنه و تعيش لآن في سيارة في ظل الطقس البارد وهطول الأمطار وتساقط الثلوج.
وأدت تأخيرات نظام الهجرة الكندي إلى تفاقم مخاوف أمل التي تقدمت بطلب لرعاية أختها ضمن مسار لم شمل الأسر في عام 2021.
حيث تقول أمل إن زهرة أكملت بالفعل فحوصاتها الأمنية والطبية في يوليو العام الماضي، وتريد من دائرة الهجرة والجنسية الكندية (IRCC) إصدار تصاريح السفر الآن، حتى تتمكن أختها من الوصول إلى كندا.
وذكرت: “يمكنني دفع ثمن تذكرة الرحلة.. أريد فقط أن تأتي زهرة إلى هنا لتكون بأمان”.
من جھتھا، قالت IRCC لقناة CTV الإخبارية إن أوقات المعالجة لم تتغير نتيجة الزلزال، مضيفة أن مسارات الهجرة الحالية الوحيدة المتاحة لأولئك المؤهلين في المنطقة هي مسارات لم شمل الأسر وتأشيرة super visa للوالدين أو الأجداد.
كما أشارت IRCC إلى أن أكثر من 80 ألف سوري استقروا في كندا.
أما منار شبوق التي حصلت على حق اللجوء في كندا في عام 2018، وتعمل مع فريق الخوذ البيضاء (فريق الإنقاذ المتخصص في إنقاذ الأرواح بعد التفجيرات في شمال سوريا خلال الحربو أيضا خلال الزلزال).
تناشد منار الحكومة الكندية ليس فقط حتى تسرع معالجة طلبات الهجرة الحالية، ولكن لتقليل المتطلبات المالية حتى يتمكن المزيد من السوريين من رعاية أحبائهم.
تجدر الإشارة إلى أن كندا تقبل عادة اللاجئين الفارين من الصراع فقط، لكنها وفرت في الماضي طريقا للاجئين الفارين من الكوارث الطبيعية.
ففي عام 2010، قبلت حكومة المحافظين الفيدرالية برئاسة رئيس الوزراء، ستيفن هاربر، الطلبات المقدمة من الهايتيين المتأثرين بزلزال بقوة 7.0 درجات، وأصدرت الآلاف من طلبات الإقامة الدائمة والتأشيرات المؤقتة في غضون ستة أسابيع.
لكن محامي الهجرة في أوتاوا وارين كرياتس، يقول إنه يشك في أن يحدث ذلك في المناخ السياسي والاقتصادي الحالي، مع انخفاض عدد الموظفين لدى دائرة الهجرة وتراكم الطلبات.
وأوضح لقناة CTV الإخبارية أن إجراءات عام 2010 كانت مدفوعة بضغط من مجموعة كبيرة من الكنديين الهايتيين، ولا يعتقد أن بإمكان السوريين ممارسة نفس النوع من الضغط السياسي!
مساعدة المنكوبين دونها عقبات
يحاول الشقيقان سينتيا وقسطنطين مزعبر من أصل سوري اللذان يعيشان في مقاطعة ألبرتا في الغرب الكندي تنظيم مساعدتهما الإنسانية لبلدهما الأصلي بعد الزلزال الذي دمر جزءًا من الشرق الأوسط. ولكن تصطدم محاولتهما بالعقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي على النظام السوري.
وكان وصل الطالبان الجامعيان مع والديهما إلى كندا كلاجئين عام 2015. تروي سينتيا التي تدرس اليوم في جامعة ألبرتا أنها اتصلت بعد وقوع الزلزال بجدتها التي لا تزال تعيش في حلب.
’’أخبرتني جدتي أن الأمر كان مرعبًا أكثر من عقد الحرب الأهلية بأكمله‘‘، وتشير المتحدثة إلى أنه لا يزال هناك سقف فوق رؤوس معظم أحبتها في الوطن الأم. ولكنها تنعي الاحتياجات الهائلة في منطقة دمرتها حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من 10 سنوات بين نظام بشار الأسد و الثوار.
في هذا الوقت، ترفض الولايات المتحدة الأميركية السماح للحكومة السورية بتقرير كيفية توزيع المساعدات. وفي المقابل، تحّد دمشق، بدعم من موسكو وبكين، بشكل كبير من عدد المعابر الحدودية التي يمكن لقوافل الأمم المتحدة الدخول من خلالها من تركيا.
يستمر هذا المأزق الدبلوماسي منذ عام 2019، ولم يؤد الزلزال إلا إلى تفاقم الوضع الإشكالي بالفعل، كما تذكر الأستاذة المساعدة في كلية سان جان العسكرية الملكية (CMR Saint-Jean) مارينا شارب. تقول هذه الأخيرة: ’’إنه من المحزن للغاية أن الأمر تطلب كارثة بهذا الحجم لتذكير الكنديين بما يحدث في شمال غرب سوريا”، “كان الأمر مروعا قبل الزلزال وهو الآن كارثي حقاً”.
منصة التمويل الجماعي ’’غو فاند مي‘‘ تحظر المساعدة
في مواجهة هذا المأزق مع عواقب وخيمة على أهالي حلب ومحافظة إدلب، قرر الأخ والأخت تنظيم حملتهما الخاصة لجمع التبرعات على منصة GoFundMe.
في 7 شباط/ فبراير الماضي، تلقى قسطنطين رسالة عبر البريد إلكتروني من GoFundMe تبلغه بتعليق حملته لأنها استهدفت قضية أو منطقة متضررة من العقوبات الاقتصادية.
يقول الشاب الجامعي: ’’لقد صدمت للغاية لرؤية الحساب محظورا وأنه تم توقيف كل شيء.‘‘
واعتبر المتحدث أنه مثال آخر على عدم الاهتمام الواسع النطاق بالوضع في سوريا.
في رسالة بالبريد الإلكتروني، قالت GoFundMe إنها غيرت قواعدها للسماح بإرسال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. تقول المنصة إنها اتخذت هذا القرار بعد تحديث سياسات وزارة الخارجية الأمريكية في 9 شباط / فبراير وفي غضون 24 ساعة من اتصال راديو كندا بها، أعادت منصة GoFundMe تنشيط حملة الشابين قسطنطين وسينتيا.
ويعلق قسطنطين ’’ما حدث هذا الصباح إيجابي، لكن لا يمكننا أن نغمض أعيننا لأن الشعب السوري لا يزال غير قادر على استيراد المعدات الثقيلة للمساعدة في حل الأزمة الإنسانية.‘‘
وندسور
أقام مسجد وندسور بالتعاون مع مسجد الهجرة و مسجد الروز سيتي و مسجد البر بجمع تبرعات بقيمة 315 ألف دولار لضحايا الزلزال
مسألة إنصاف
لم يقرر الشابان الكنديان السوريان ما إذا كانا سيستخدمان منصة GoFundMe مرة أخرى. وهما، بمساعدة كنديين آخرين من أصل سوري، قاما بإرسال الأموال مباشرة إلى منظمات في حلب، مثل نادي كرة السلة، الذي كان قسطنطين عضوًا فيه، والذي يوزع الطعام والأدوية على ضحايا الزلزال.
في غضون ذلك، تستمر المفاوضات في مجلس الأمن الدولي لمحاولة الحصول على مزيد من المساعدات للمناطق المتضررة. ووافقت سوريا يوم الثلاثاء على فتح مركزين حدوديين إضافيين.
حتى الآن، جمع الصليب الأحمر الكندي أكثر من 13 مليون دولار لضحايا الزلزال. من جانبه، قام الهلال الأحمر العربي السوري بتوزيع أكثر من 000 42 عينة من المواد الغذائية والإغاثية والمياه وغيرها من الضروريات الأساسية ولوازم النظافة على المتضررين.
تجاوزت حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمالي سوريا فجر السادس من فبراير/شباط الجاري 43 ألف إنسان، مع العثور على ناجين جدد في عدد من الولايات التركية، في حين وجهت الأمم المتحدة نداءً لجمع أموال لدعم جهود الحكومة التركية لاحتواء تداعيات الكارثة.
ووفقا لآخر البيانات الرسمية، فقد بلغ عدد القتلى في تركيا 38 ألفًا و44 شخصًا، في حين وصل عددهم في سوريا إلى 5840، إثر انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة.
وما تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة في عدد من المناطق، في حين أعلن انتهاؤها في أماكن أخرى.
من ناحية أخرى، أطلقت القنوات والإذاعات التركية والأذرية و”القبرصية التركية” حملة تبرعات لمساعدة المتضررين من الزلزال في تركيا.
وبثت تلك القنوات (213 محطة تلفزيونية و562 إذاعة داخل وخارج تركيا)، حملة مشتركة حملت اسم “تركيا قلب واحد”، شارك مشاهير أتراك في تقديمها على الهواء مباشرة.
وعلى مدار 7 ساعات من البث المباشر، تلقت الحملة تبرعات كبيرة وصلت قيمتها إلى 115 مليارا و146 مليونا و528 ألف ليرة تركية (نحو 6.1 مليارات دولار).
ووصفت وسائل إعلام تركية الحملة بأنها الكبرى في تاريخ الجمهورية، وأطلق عليها اسم “تركيا قلب واحد” وحظيت بمشاركة واسعة من الأتراك، مؤسسات وأفرادًا، وعلى المستويين الرسمي والشعبي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -خلال مداخلة هاتفية مع منظمي الحملة- إن “شعبنا سيُظهر كرمه مجددا بتحطيم رقم قياسي في التبرع للمتضررين من الزلزال”.
وأشار أردوغان إلى أن كافة المبالغ التي ستُجمع خلال الحملة سيتم إنفاقها من أجل المتضررين من الزلزال.
في هذه الأثناء، أطلقت الأمم المتحدة، الخميس، نداءً لجمع مليار دولار، لمساعدة أكثر من 5 ملايين شخص من متضرري الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا مؤخرا.
انتشلوه بعد 11 يوماً من الركام.. وأول ما تفوه به سؤال عن أمه
عاشت عائلة شاب تركي فرحة لا توصف بعدما انتشل ابنها حياً من تحت الأنقاض في هطاي، عقب مرور 261 ساعة عليه منذ أن ضرب الزلزال المدمر تركيا في السادس من الشهر الجاري.
فيما كان أول ما تفوه به الشاب مصطفى أفجي، وهو يتحدث مع أحد أقاربه عبر الهاتف فور انتشاله، سؤال عن أمه، بحسب ما أظهر مقطع مصور نشرته وسائل إعلام محلية.
كما أمكن سماع مصطفى وهو يسأل شقيقه قادر عن أهله ووالدته، وعما إذا نجا أحد منهم من الكارثة.
مولود جديد
فيما عرضوا عليه عبر الهاتف صورة مولوده الجديد، بحسب ما نشره موقع ntv التركي.
وأوضح شقيق مصطفى، قادر أفجي، أن زوجة أخيه أنجبت في يوم الزلزال، لافتاً إلى أنه لم يكن في مستشفى الولادة دمار كبير إلا في الطابق الأرضي.
"Herkes iyi abi, hepimiz seni bekliyoruz"
Hatay’da enkazdan 261’inci saatte kurtarılan Mustafa Avcı ilk olarak telefon numarasını hatırladığı bir yakınını aradı. pic.twitter.com/abSqMyFmgQ
— TRT HABER (@trthaber) February 17, 2023
(CN24,RCI)
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : أونتاريو تعتبر وضع إسم ابن الجاية على لوحة ترخيص السيارة “عمل إجرامي” ( أحداث متفرقة ) !