أدين الرجلان المتهمان بضرب السيد محمد أبو مرزوق بطريقة مروعة و الذي كاد ان يفقد حياته و ووجه القاضى “تهمة الاعتداء المشدد” إلى الرجلان لكن القاضي وجد أنهما غير مذنبين بتهمة “محاولة القتل” او “الكراهية”.
وتم إدانة الشقيقان جانيس كورها مزيتش وأدم كورها مزيتش، بالاعتداء الشديد، في محاكمة منفردة في المحكمة العليا في برامبتون يوم أمس الثلاثاء، كما تم إدانتهما أيضا بالاعتداء على فؤاد يوجل، صديق الضحية الذي حاول التدخل.
وفي حديثه للصحفيين خارج قاعة المحكمة، أعرب أبو مرزوق عن ارتياحه لانتهاء الإجراءات القانونية ووصف دعم المجتمع والجمهور بأنه نعمة كبيرة لن ينساها أبدا.
واستمعت المحكمة أمس الثلاثاء إلى أن أبو مرزوق، والد لطفلين و الذي كان قد عانى من 10 إلى 15 كسرًا في الجمجمة ونزيقًا في المخ، وهي إصابات تشبه من تعرض إلى حادث سيارة خطير.
واستند القاضي فليتشر داوسون في قراره الى ان الهجوم كان ذو طبيعة بغيضة، ولكنه قال إنه يعتقد أن الاعتداء كان “معاد للعرب” وليس للمسلمين حيث أن أحد المعتدين كان يشتم العرب أثناء التهجم على أبو مرزوق
وبالعودة إلى أغسطس 2018، يستذكر أبو مرزوق تفاصيل الاعتداء الهمجي الذي هز أركان المجتمع الكندي بكل اطيافه لبشاعته، وأصدرت شرطة بيل بياناً في ذلك الوقت على انه يتم التحقيق بالاعتداء على أساس جريمة كراهية.
كما اصدرت عمدة مسيساجا في ذلك الوقت بيانا شجبت به هذا الاعتداء وقالت انه لا مكان للكراهية في مدينة ميسيساجا.
وكان الضحية في أحد المنتزهات مع عائلته في مدينة ميسيساجا، وعند ركوبهم سيارتهم، تفاجئ أبو مرزوق بأشخاص يقومون بالطرق على مؤخرة السيارة، وعند نزوله من السيارة لتفقد ما حصل فوجئ بشخصين يقومان بالتهجم عليه وضربه في الشارع دون سابق انذار وتوجيه عبارات عنصرية.
وحاولت زوجته طلب النجدة من رجل اخر من اصول تركية من أجل التدخل لتخليص الضحية من بين ايديهم، الا انهم انهالوا عليه بالضرب ايضاً.
و قالت الزوجة و هي تناشد أحد المعتدين “من فضلك لا تلمسه ، من فضلك لا تؤذي زوجي، لدي طفلتان صغيرتان ، من فضلك لا تؤذي زوجي”.
وأثناء استمرار الاعتداء والضرب سارعت زوجة الضحية الى دورية شرطة كانت موجودة على مقربة من موقع الحادثة للاستنجاد بهم وتخليص زوجها والذين حضروا وكان الضحية ملقى على الأرض ومضرج بالدماء ولا يزال يتلقى الضربات.
وحاول ضابط الشرطة الذي حضر الى الموقع ايقاف المهاجمين الا انهما لم يتوقفا حتى قام بسحب مسدسه وامرهما بالتوقف.
و استمعت المحكمة أيضًا إلى ضابط الشرطة الذي قال إنه يتذكر الحادثة كما لو كانت بالأمس. بعد أربع سنوات ونصف ، حيث قال أن الاعتداء كان “الحدث الأكثر شناعة” الذي شهده على الإطلاق.
وشهد الضابط أيضًا بأنه سحب مسدسه لأنه اعتقد أن الركل بهذه الطريقة كاد أن يؤدي إلى قتل أبو مرزوق وأن المهاجمين لم يستجيبا لأوامره .
واستمعت المحكمة إلى أن أبو مرزوق تعرض للركل بشكل متكرر على رأسه فيما وصفه أحد الشهود بأنه عمل كراهية.
وقال إبراهيم هندي ، إمام مسجد دار التوحيد ، حيث تصلي العائلتان ، للصحفيين إنه سعيد لسماع القاضي يعترف بمدى “الاشمئزاز” و “الكراهية” الناتجة عن الهجوم.
و قال الإمام : “آمل أن ينعكس هذان الأمران على الحكم الصادر عن المحكمة حتى يتمكن الضحايا من الحصول على بعض مظاهر العدالة” ، “لأنه لن تكون هناك عدالة كاملة لما مروا به.”
و كان الناشط أشرف العريض المتابع لقضية أبو مرزوق قد نشر عبر حسابه على فيسبوك بعض تفاصيل المحاكمة حيث قال أنه في إحدى الجلسات حضرت قريبة المعتدين و هي ترتدي الحجاب لنفي تهمة أن الهجوم جاء بدافع الكراهية تجاه المسلمين.
و في منشور آخر للعريض قال فيه :” بعد خروجنا من قاعة المحكمة في الطابق الرابع توجهت نحو والد ووالدة الشابان المتهمان اللذان قاما بالاعتداء على الاخ ابو مرزوق وقمت بمواساتهما للجريمة التي ارتكبها ولديهما ..
والدهما والذي يبدو انه من جمهورية البوسنة بدوره اعترف بجريمة ابناءه وطلب مني توجيه الاعتذار للشاب ابو مرزوق وعائلته نيابة عنه وعن عائلته وشعورا منه بعظم المصيبة وحجم المأساة التي نالت من العائلة والمجتمع العربي في المدينة” .
كما نشر العريض صورا تظهر حضور عدد كبير من أبناء الجالية العربية لدعم أبو مرزوق و عائلته, ومن المتوقع أن تبدأ إجراءات المحاكمة و النطق بالحكم في 31 مارس آذار القادم .
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : بالأرقام : نمو طفيف للاقتصاد الكندي و هكذا يستعد الكنديون لمواجه الركود القادم !