قالت قناة CTV أنه بالنسبة للكنديين والملايين حول العالم ، فإن العلم سيئ السمعة بالأبيض والأسود الذي ترفعه داعش هو رمز للإرهاب والموت والاضطهاد.
و عندما تم إرسال صورة لهذا العلم بالذات من خلال بريد إلكتروني إلى أولياء الأمور في أكتوبر من قبل مدير مدرسة ابتدائية في وسط مدينة تورونتو جعل البعض مثل السيدة ماي وو “مصدومًا” و “غير مصدق”.
و في رسالة إلكترونية تهدف إلى الاحتفال ببداية شهر التراث الصومالي وشهر التراث الإسلامي ، قامت مديرة المدرسة دارلين جونز بنسخ ولصق و إرسال صورة لعلم داعش إلى ما يقرب من 700 عائلة يذهب أطفالها إلى المدرسة في مجتمع باركديل في تورونتو.
العديد من العائلات التي تحدثت مع قناة CTV لا تزال تبحث عن تفسير ، لماذا ترسل مديرة مدرسة ابتدائية بريدًا إلكترونيًا يتضمن رمزًا للإرهاب في رسالة تهدف إلى الاحتفال بالثقافة الإسلامية؟
اتصلت قناة CTV بالمديرة جونز وسألتها عن هذا السؤال بالذات عبر الهاتف. ورفضت الإجابة قائلة إن “أي إستفسارات يجب إرسالها إلى مسؤول التواصل الخاص بي” في مجلس مدرسة مقاطعة تورونتو (TDSB).
و تم سؤال مدير التواصل رايان بيرد عن كيفية إرسال هذا البريد الإلكتروني و لم تكن لديه إجابة واضحة ، قائلا :”ليس من الواضح كيف حدث ذلك. لا نعتقد أنه كان هناك أي نية سيئة. لكن الحقيقة هي أنه ما كان يجب أن يرسل ، ولهذا السبب اعتذرت ( المديرة ) “.
و كانت المديرة جونز قد أرسلت رسالة إلكترونية أخرى كتبت فيها إلى العائلات : “أود أن أعتذر لجميع الذين تضرروا من الصورة التي أرسلتها الأسبوع الماضي للاحتفال بشهر التراث الإسلامي. كانت الصورة مسيئة ومؤذية ولا تمثل الإسلام ” ومع ذلك ، لم تقدم أي تفسير لسبب إرسالها للصورة.
و بحسب قناة CTV فإن جونز ، وهي امرأة سوداء و مديرة مدرسة كينا مينوجوك العامة (المعروفة سابقًا باسم مدرسة الملكة فيكتوريا الابتدائية). تقع المدرسة في حي باركديل بوسط مدينة تورنتو ، والذي يعد واحدًا من العديد من المراكز متعددة الثقافات في المدينة.
و بالقرب من المدرسة توجد العديد من المباني السكنية والتعاونيات لأصحاب الدخل المنخفض. بالنسبة للعديد من الطلاب ، تعتبر المدرسة شريان حياة تاريخياً حيث أدارت برامج مجتمعية منها تقديم الوجبات الساخنة و الوجبات الخفيفة للأطفال الذين يعيشون تحت خط الفقر.
كما يحضر العديد من الأطفال المسلمين إلى المدرسة. تقول السيدة وو ، التي كانت ابنتها في الصف الثامن في المدرسة ، إن أمًا مسلمة جاءت إليها بعد أن رأت البريد الإلكتروني لداعش وقالت: “لا أشعر أن أطفالي بأمان هنا” ، واستمرت في القول ، “في كل مرة ارسلهم [إلى المدرسة] أدعو الله أن يكونوا بخير. ”
و يزعم العديد من الآباء أن المديرة جونز أظهرت سلوكا مزعجًا خلال عام ونصف من بدء شغلها لمنصبها ، يتضمن هذا الادعاء بأنها ظنت خطأ أن ابنة السيدة وو البالغة من العمر 13 عامًا على أنها معلمة وطلبت منها الإشراف على أطفال آخرين خلال فترة الاستراحة.
كما تدعي وو أن المعلمين المتفرغين في المدرسة أخبروها أن جونز قد ظنت أنهم معلمين بدلاء ، على الرغم من أنهم كانوا يعملون تحت قيادة جونز لمدة 12 شهر أو أكثر لكن المتحدث بإسم المديرة جونز نفى هذه المزاعم.
و حصلت قناة CTV على رسالة بريد إلكتروني ثانية أرسلتها جونز لإعلام مئات العائلات بأن مراكز الاقتراع الخاصة بـ “الانتخابات الفيدرالية” ستفتح في المدرسة في اليوم التالي. على الرغم من أنها كانت في الواقع “انتخابات بلدية” ، وليست فيدرالية كما أن تاريخ التصويت في الرسالة نفسها كان خاطئا.
و حول سؤال مجل إدارة مدارس تورنتو TDSB عما إذا كانوا يعتقدون أن الاهتمام بالتفاصيل مهم لمدير المدرسة المسؤول عن سلامة ورفاهية مئات الطلاب. أجاب بيرد ، “أعتقد أن الاهتمام بالتفاصيل مهم لأي شخص في TDSB ، بما في ذلك المديرين والموظفين الآخرين في المدرسة.”
و هذه هي المرة الأولى التي تتولى فيها جونز إدارة مدرسة ابتدائية حيث تم تعيينها بعد فترة وجيزة من حدث مقلق آخر في نفس المدرسة ، ففي عام 2020 تم فصل مدير المدرسة السابق بعد إرسال رسالة عنصرية تستهدف الموظفين السود.
و في حين أن مجلس الإدارة لم يعلن عن هوية أو المسئول عن إرسال الرسالة إلا أنه تم وضع المدير في إجازة إلى أجل غير مسمى في ذلك الوقت ، و إعتذر مجلس TDSB عن تأخرهم في التصرف بناءً على الرسالة وتعهدوا بالقيام بعمل أفضل.
و عند سؤال المجلس عن سبب تعيينهم سيدة تشغل منصب الإدارة لأول مرة خاصة في مدرسة ذات احتياجات معقدة وتاريخ من الأحداث الصادمة ، قال بيرد إن مجلس الإدارة يشعر أنهم وجدوا “مديرة قادرة على تولي هذا المنصب”.
هذا و تأتي العاصفة الإعلامية بعد أن قامت المديرة بتغيير أسلوب التدريس في المدرسة في منتصف العام الدراسي ما آثار غضب التلاميذ و أولياء الأمور ، حيث كان هناك لكل فصل مجموعة من المدرسين بينما الآن هناك مدرس واحد لكل فصل.
و اليوم يعقد إجتماع في المدرسة بين إدارة مجلس المدارس في تورنتو و بين المديرة و علمت قناة CTV أنه لن يتم اتخاذ أي إجراء ضد جونز لإرسالها علم داعش في رسالة بريد إلكتروني و أشار المجلس إلى أنهم يعتقدون أن الاعتذار الذي قدمته كافٍ.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا :“ظل عالقاً 7 أشهر بالمطار” لاجئ سوري يحصل على الجنسية الكندية … وفاطمة لن تترحل !