في عام 2018، وجد السوري حسان القنطار نفسه وحيدا في مطار ماليزي لسبعة أشهر متواصلة دون أن يتمكن من المغادرة خوفا على حياته.
لكن بعد خمس سنوات، أصبح اللاجيء السوري، البالغ من العمر 41 عاما، مواطنا كنديا ،وقال القنطار:”اليوم أصبحت كنديا أكثر، لكنني أعتبر نفسي كنديا منذ أول يوم”.
وأضاف “كان الأمر صعبا، في الكثير من الأوجه…إلا أنه انتهى بجائزة كبرى” ، وبينما يعاني بلده سوريا، من ويلات الحرب، فقد اضطر إلى البقاء لأكثر من عقد من الزمن بعيدا عنه، وعن أهله وأصدقائه.
لكن وصول القنطار إلى مدينة ويسلر الكندية كان مسبوقا بتنقلات كثيرة، حيث كان ينتقل من دولة إلى أخرى، حتى انتهى به الحال إلى أن يكون عالقا في مطار كوالالمبور الماليزي.
وذهب القنطار إلى ماليزيا من الإمارات، حيث كان يعمل ويقيم حتى قبل عام 2011، لكن تم تسريحه وطرده من البلاد بعد انتهاء مدة إقامته , ووجد نفسه غير قادر على العودة لبلاده، حيث كان من المرجح أن يتم تسليمه للجيش أو السجن وسط الحرب الأهلية ، لذا اختار الذهاب إلى واحدة من الدول القليلة التي تسمح للسوريين بدخولها دون تأشيرة، لمدة 90 يوما.
وبعد نهاية تلك المدة، حاول الذهاب إلى الإكوادور وكمبوديا، لكنه فشل فصادر المسؤولون في كمبوديا جواز سفره، وأعادوه إلى ماليزيا، ليبقى في المطار عالقا ، ولم تكن أي دولة لتسمح له بالدخول، لذا فقد بقي القنطار فترة طويلة في المطار.
أكثر من 7 أشهر في مطار كوالالمبور الدولي، وهو يغرد، على حسابه على منصة تويتر ويوثق تجربته، ليساعد في شرح حاله وحال ملايين المتأثرين بالأزمة التي أسفرت عن ملايين اللاجئين، حيث فر أكثر 6.8 ملايين شخص من البلاد منذ عام 2011. هذه المقاطع التي نشرها، جعلته شهيرا على المستوى العالمي، وجذبت انتباه 3 كنديين تقدموا لمساعدته.
وتسمح الحكومة الكندية للجمعيات والجماعات الخاصة بكفالة اللاجئين عبر جمع التبرعات التي تكفي لإقامتهم للعام الأول من وصولهم البلاد، بما في ذلك التأمين الاجتماعي.
ووافقت جمعية “الرابطة الإسلامية” في بريتش كولومبيا على كفالة القنطار، بينما قام الأشخاص الثلاثة بممارسة الضغوط لإقناع الحكومتين الماليزية والكندية من أجل السماح بسفره إلى كندا، لكنه قضى شهرين في معتقل للاجئين في ماليزيا، حيث قال إنه خضع للاستجواب مئات المرات.
وساعد القنطار أسرته العام الماضي، لتنتقل إلى مصر من سوريا، التي قال إنهم لم يجدوا فيها طعاما ولا دواء, لكن في غضون 15 عاما قضاها بعيدا عن أسرته، لم يحضر القنطار، مولد ابنة شقيقته ولا وفاة والده في عام 2016.
وفي احتفال منحه الجنسية أمس الأربعاء، قال “لقد كلفني الأمر أبا، فلم أكن هناك لأودعه عندما كان بأقصى احتياج لي، لذا هذا ما يعنيه اليوم لي”.
وكان القنطار قد قال عندما وصل كندا إنه عرف أنه وصل إلى الوطن “في اللحظة التي وضعت قدمي فيها على أرض مطار فانكوفر، شعرت بالفارق”.
ومنذ تلك اللحظة، استمر القنطار في الحديث عن المأساة التي يعانيها اللاجئون حول العالم، وألف كتابا عن معاناته الشخصية، وبدأ العمل مع الصليب الأحمر الكندي خلال فترة تفشي وباء كورونا، كما ساهم في جهود التلقيح في عدة مقاطعات وقال “أظن أني رأيت مقاطعة بريتش كولومبيا أكثر مما رآها الكنديون”.
وقد اجتهد القنطار وحصل على عدة دورات عبر الإنترنت وترقى في عمله، حسبما يقول ولأربعة أعوام ظل سفره من الناحية العملية أمرا مستحيلا، لكنه الآن يستطيع أن يحصل على جواز سفر كندي، بحيث يمكنه السفر لمساعدة اللاجئين والمشردين.
ويقول: “كلاجيء لسنا مجرد أشخاص بلا قوة وعديمي الحيلة يبحثون عن المساعدة، لكننا بالفعل نسعى للحصول على فرصة، لإثبات أنفسنا”.
فاطمة لن تترحل
في تغير مفاجئ، يمكن لـ فاطمة فطومة جوما عاملة الدعم الشخصي في تورنتو، التي واجهت الترحيل على الرغم من عملها في الخطوط الأمامية أثناء ذروة جائحة كوفيد ،19، البقاء في كندا الآن.
بعد نشر قصتها ربحت فاطمة معركتها للحصول على الإقامة الدائمة فقد تلقت نهاية الأسبوع الماضي رسالة تفيد بقبول طلب الإقامة الدائمة لأسباب إنسانية.
وقالت فاطمة: “هذا يعني الكثير بالنسبة لي لأن الفرصة قد أتيحت لي للعيش والبقاء وتربية طفلتي”، وشكرت محاميها والمدافعين عنها وأصدقاءها والعديد من الأشخاص الذين ساندوها.
وكانت فاطمة – البالغة من العمر 29 عاما – تواجه الترحيل إلى أوغندا، التي فرّت منها لإنقاذ حياتها بعد أن تبرأت منها عائلتها بسبب انتماءاتها الدينية والاجتماعية.
وكان قد حدد تاريخ ترحيلها في 7 يناير، ولكن بعد الحصول على عشرات الآلاف من التوقيعات في عريضة عبر الإنترنت، وهي حملة قامت بها مجموعات مناصرة وإخبار قصتها لـ CBC News، تم تأجيل إبعادها في أواخر ديسمبر.
ورغم انتهاء معركتها، إلا أنها تقول إنها لا تزال قلقة بشأن عدد لا يحصى من الأشخاص الآخرين الذين يواجهون الترحيل على الرغم من التزام كندا بالعمل على منح وضع للعمال غير المسجلين.
وقالت: “لا يجب أن أحارب من أجل الحقوق الأساسية، فكل شخص يستحق مكانة حتى نتمكن من عيش حياة كريمة، وأنا أشجع جميع المهاجرين على التحدث وإيصال أصواتهم”.
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : هل قمت بتوسعة منزلك ؟ يمكنك الحصول على مبلغ 7500$ لكن بهذا الشرط !