نشرت قناة CBC مقالا عن تعرض الوزير عمر الغبرة و عدد من النواب إلى إنتقاد لاذع بسبب تواجدهم في مناسبة تضامنية مع الشعب الفلسطيني حضرها إعلامي تتهمه منظمة بناي بريث B’nai Brith بمعاداة اليهود !
حيث أقامت مجموعة الصداقة البرلمانية الكندية الفلسطينية ، الثلاثاء الماضي حفل استقبال بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني و كان من بين الحضور السيد نزيه خطاطبة رئيس تحرير صحيفة عربية ” المشوار ” مقرها تورونتو.
هذا و نددت “جمعيات يهودية” بسماح النواب للسيد نزيه خطاطبة بحضور هذه المناسبة ، قائلة أن لديه تاريخًا في الترويج لمعاداة السامية – وهو ما ينفيه خطاطبة .
وقالت النائبة الليبرالية سلمى زاهد ، التي استضافت الحدث ، إن مكتبها لم يدع خطاطبة بشكل مباشر. بل تم تعميم الدعوة على نطاق واسع بين أبناء الجالية الفلسطينية لتطوير قائمة المدعوين ، والتي وصلت إلى ما يقرب من 150 شخصًا.
و قالت في بيان إعلامي :”ليس لدينا مقدرة البحث في تاريخ كل من استجابوا ( لتلبية الدعوة ). بصفتي رئيسة للمجموعة ، سأستمر في أن أكون صوتا من أجل حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني ولحل الدولتين العادل والمنصف الذي يتحقق من خلال المفاوضات “.
و ختمت النائبة الليبرالية سلمى زاهد: “لقد كنت منذ فترة طويلة صوتًا ضد معاداة السامية وجميع أشكال التمييز على أساس العقيدة”.
الجماعات (الصهيونية ) تطالب بإجابات !!
هذا و أصدرت منظمة بناي بريث بيانًا تطالب فيه بمزيد من التفاصيل حول كيفية وجود اسم خطاطبة في قائمة المدعوين.
وجاء في البيان: “الزاهد مدينة للجمهور بأن تشرح بشكل أفضل عن القنوات التي مكنت خطاطبة من حضور المناسبة في مبنى البرلمان , و أكمل بيان المنظمة:” يجب على الزاهد أن تلزم مجموعتها بإنهاء أي ارتباط مع أولئك الذين يشوهون الهولوكوست ويتبعون أجندات معادية للسامية”.
و ختمت المنظمة: “إذا كانت الزاهد غير قادرة على القيام بالحد الأدنى و منع حضور وسائل الإعلام المشوهة للهولوكوست التي تحضر أحداث مجموعة الصداقة الخاصة بها ، فإننا نعتبرها غير مؤهلة لتولي منصب الرئيس.”
في المقابل نفى السيد نزيه خطاطبه في بيان أرسله لـ CBC أن يكون هو أو مشوار ميديا معاديين للسامية كما تتهمه منظمة بناي بريث و قال : “لدينا الحق في حضور أي مناسبة ، خاصة إذا كان تتعلق بفلسطين والشرق الأوسط. نحن لسنا معادون للسامية ، ولم نتحدث بشكل سيء عن اليهود في كندا أو دول أخرى ، بل ننتقد سياسة الاحتلال الإسرائيلي و نقف الى جانب الشعب الفلسطيني “.
وقال خطاطبة إن المنظمات التي تتهمه بمعاداة السامية تعمل على قمع حرية الرأي والتعبير في كندا فيما يتعلق بآراء مختلفة حول الصراع في الشرق الأوسط.
و على موقع الفيسبوك الخاص بالسيد خطاطبه نشر فيديو اللقاء الإعلامي و كتب :”هذا هو الدليل الوحيد لدى المنظمات الصهيونية التي تتهمنا من خلاله بمعاداة السامية وانكار المحرقة تفضلوا اسمعوا الفيديو فلا يوجد فيه اي نفي للمحرقة. في رد على سؤال في احتفال بمناسبة يوم النكبة قلت بان الكنديين يجب ان يعرفوا بان الشعب الفلسطيني مظلوم وان ما يسمعوه عن الظلم الذي تعرض له اليهود ليس صحيحا بالكامل وهذه المجموعات اليهودية التي ارتكبت بحقها مجازر في أوروبا راحت الى فلسطين وارتكبت نفس المجازر وابشع بحق الشعب الفلسطيني . هل هذا انكار للمحرقة ؟”
ورأى خطاطبة أن “هذه المنظمات تشكل تهديدا لحرية الرأي والتعبير في كندا لأنها تمارس كل أنواع الضغط على الصحفيين والنشطاء والكتاب الذين يتساءلون ويكشفون الحقيقة حول ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ونزاع الشرق الأوسط”.
(يذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتهم فيها منظمة بناي بريث وسائل إعلام و صحفيين كنديين من أصول عربية بمعاداة السامية لمجرد تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في وجه الإحتلال الإسرائيلي).
بيانات الوزير و الأحزاب الرئيسية
قال وزير النقل عمر الغبرة في بيان على تويتر “معاداة السامية مسألة حقيقية وسأواصل الصدح بها كلما رأيتها ( أي مواجهتها )”.
كما أصدر الحزب الديمقراطي الجديد بيانا قال فيه إن أيا من نواب الحزب الحاضرين لم يدع خطاطبه وقال البيان “ما زلنا حلفاء في مكافحة معاداة السامية”.
وحضر المناسبة النائب عن الحزب الديمقراطي الجديد نيكي أشتون التي تعرضت لانتقادات شديدة في عام 2017 بعد أن إلتقطت لها صورة في إحدى فعاليات جمع التبرعات مع خطاطبة. ورفضت بعد ذلك ما وصفته بدعمه غير المرغوب فيه.
كما غرد النائب المحافظ لاري بروك بأنه حضر المناسبة بناء على طلب أحد الناخبين لكنه لم يكن ليذهب لو كان يعلم أن خطاطبة سيكون هناك !
وقال بروك “إنني أدين معاداة السامية بشكل كامل وأرفض هذه الآراء المثيرة للاشمئزاز. ليس لها مكان في المجتمع الكندي”.
وقالت إليزابيث ماي ، زعيمة حزب الخضر ، والتي كانت حاضرة أيضًا ، إنها لا تملك القدرة على معرفة الحاضرين ودافعت عن حضورها.
وقالت زعيمة حزب الخضر ماي في بيان إعلامي: “إنني أدين بكل إخلاص معاداة السامية ، لكن اسمحوا لي أن أكون واضحة بشكل نهائي – إن إظهار التضامن مع فلسطين ليس معاداة للسامية ولا انتقاد سجل دولة إسرائيل في مجال حقوق الإنسان”.
هناك “الكثير من العرب” في القدس
على صعيد موازي دان المجلس الإسلامي الكندي لقاء كبار المسئولين في حزب المحافظين المستوطن حاييم سيلبرشتاين من منظمة Keep Jerusalem و الذي تقوم منظمته على فكرة أن هناك “الكثير من العرب” في القدس أي يجب التخلص منهم خاصة في حي الشيخ جراح لخلق اكثرية يهودية في القدس.
كما دان المجلس إجتماع حاييم سيلبرشتاين مع وزير العدل الليبرالي السابق إروين كوتلر في عام 2019 خاصة و أن حاييم كان قد طالب بإطلاق النار و قتل المتظاهرين الفلسطينين و الذي ينفي وجود شعب و تاريخ فلسطيني ! (يعمل كوتلر الآن بصفته المبعوث الخاص للحكومة الكندية حول معاداة السامية).
و طلب المجلس أن يوضح المبعوث الخاص كوتلر ما إذا كان هذا الاجتماع قد تم في عام 2019 أم لا ؛ وإذا كان الأمر كذلك ، فهل تم التعهد بالترويج لأفكار حاييم سيلبرشتاين التمييزية داخل التجمع الليبرالي.
و ختم بيان المجلس أنه يقف ضد عمل قادتنا مع أولئك الذين يعززون سياسات الانقسام ، سواء كانوا من الليبراليين أو الحزب الديمقراطي الجديد أو حزب المحافظين.
و يتساءل مراقبون عن الفرق في تعاطي المسئولين الكنديين في هاتين الحالتين ، الأولى حيث يتبرأ وزراء و نواب من إعلامي يٌتهم بمعاداة السامية الأمر الذي ينفيه هذه الإعلامي و و الثانية لقاء كبار المسئولين الكنديين مع مستوطن يتفاخر بآرائه المعادية و العنيفة تجاه العرب في فلسطين !
To read the article in English press here
إقرأ أيضا : بنك كندا يرفع سعر الفائدة إلى 4.25% في أعلى زيادة منذ 14 عاماً … و تراجع مبيعات و أسعار المنازل !