شيّع مئات الفلسطينيين، بعد ظهر الخميس، جثمان المسن عمر أسعد (80 عاما)، والذي استُشهد الأربعاء، إثر احتجازه والاعتداء عليه من جانب الجيش الإسرائيلي.
وجرى تشييع جثمان الشهيد في بلدته جِلجْليا، شمال مدينة رام الله (وسط)، إلى مثواه في مقبرة البلدة.
وفي كلمته للمشيعين، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطيني واصل أبو يوسف، إن الفلسطينيين يودعون شهيدا جديدا على يد جيش الاحتلال وحكومته “اليمينية المتطرفة الإرهابية”.
وأضاف: “إن سقوط الشهداء يدقّ كل نواقيس وأجراس العالم، من أجل التأكيد على أنه لا بد أن يطّلع بدوره من أجل توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني”.
وتابع: “لا نحتاج الموقف الأمريكي الذي يتحدث عن تشكيل لجنة تحقيق، فسياسة القتل والتصفية المستمرة أكبر دليل أمام كاميرات التلفزة”.
وطلبت وزارة الخارجية الأمريكية، الأربعاء، “توضيحا” من تل أبيب بشأن وفاة المسن، الذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وكان فؤاد فطّوم، رئيس المجلس البلدي في قرية جلجليا، قد قال لوكالة الأناضول، إن المسن عمر أسعد استُشهد إثر احتجازه والاعتداء عليه من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي اقتحم القرية.
وأوضح، الأربعاء، أن القوات انسحبت، وتركت المسن “أسعد” ملقى على الأرض داخل منزل قيد الإنشاء، حيث فارق الحياة.
ومن جهته، قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن “التحقيق الأولي يظهر أن الفلسطيني (أسعد) اعتقل خلال عملية نفذتها قواته، بعد أن اعترض على (عملية) تفتيش أمني، وتم الإفراج عنه في وقت لاحق من الليلة”.
وأضاف أن الشرطة العسكرية بدأت التحقيق في ملابسات الحادث “وفي نهايته ستعرض النتائج على النيابة العسكرية لفحصها”، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت، الأربعاء.
**مطالب العائلة
وبينما كانت تنتظر وصول الجثمان لوداعه، اتهمت زوجة الشهيد نظميّة أسعد، الجيش الإسرائيلي بضربه حتى قتله.
وقالت لوكالة الأناضول: “سحبوه من السيارة، ووضعوا القيد في يديه، ضربوه، حطّوا على وجهه (غطاء)، رموه على الأرض على بطنه، ووجه مغمم (مغطى)”.
وتابعت: “هم (الجنود) قتلوه، خنقوه، وضربوه”.
أما “عامر” شقيق الشهيد، العائد الولايات المتحدة منذ يومين، في زيارة لبلدته، بعد غاب استمر 16 عاما، فقد أبدى “صدمته” مما جرى مع شقيقه.
وقال للأناضول: “نطالب بحقوق الكرامة والنفس، وحقوق الرجل الذي لم يعمل بهم (الجنود) شيئا، وتعدوا عليه وضربوه”.
كما طالب بـ “محاكمة الجنود الذين اعتدوا عليه بدون أي سبب”.
وأشار إلى أن شقيقه كان ينتظر حصوله على بطاقة هوية فلسطينية، بعد أن أعادت إسرائيل منذ شهور فتح ملف “لم الشمل”، حتى يتمكن من المغادرة لحضور عرس ابنه في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف: “كان ينتظر يوما بعد يوم، ودقيقة بعد دقيقة، حتى يحصل على الهوية (الفلسطينية) وحتى يرجع يشوف (يرى) أولاده، ويجوّز ابنه، كان مهتما جدا بالموضوع”.
ولا يستطيع الفلسطينيون غير الحاملين لبطاقات الهوية الشخصية، التي تصدرها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، السفر والتنقل داخل وخارج أراضي الحكم الذاتي الفلسطينية (الضفة وغزة).
بدوره، يشير محمد سليمان يوسف، صديق الشهيد، فطالب في حوار مع وكالة الأناضول الولايات المتحدة الأمريكية، التي يحمل أسعد، جنسيتها، بـ “أن يقوموا بالواجب، ويتحدثوا عن السبب، وليش (لماذا) إنسان عمره 80 سنة، مروّح من بيت ابن عمه من دون أي سبب، لاقوه ضربوه وقتلوه”.