على عكس ما كان سائدا في السابق يبدو ان التهدئة السياسية لن تكون المسار الإلزامي لحصول الانتخابات النيابية المقبلة، لا بل ان الاشتباكات السياسية والكباش الاقليمي والدولي سيحكمان المرحلة في لبنان وصولا الى موعد الاستحقاق النيابي
افتتح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مرحلة التصعيد السياسي والتي لن تنحصر في القضايا الداخلية والتفصيلية بل ستطال صراعات كبرى كالصراع بين الولايات المتحدة الاميركية وحزب الله، او بين دول الخليج والحزب ايضا.
هذه الصراعات ستمهد لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية ، خصوصا ان خصوم الحزب يرغبون بتفعيل الاشتباك معه من اجل اضعافه في الانتخابات واخراجه تدريجيا من السلطة التنفيذية ليكون سقف مطالبه اقل خلال اي تسوية ستحصل.
يجمع المتابعون للشأن اللبناني على أن الواقع الحالي لا يمكن ان يستمر وان المشكلة في اصل النظام الذي يجب ان يخضع لاعادة درس وتعديل وربما تغيير، وهذا ما سيحصل تحت وقع الانهيار الاقتصادي من جهة والكباش السياسي الكبير من جهة اخرى.
وبحسب مصادر مطلعة فإن لا تسوية قبل الانتخابات النيابية المقبلة، لان هذه الانتخابات ستكون المقياس الحقيقي لموازين القوى او اقله هكذا يراها خصوم الحزب لانها ستترجم كل تقدمهم في الساحة اللبنانية في الاشهر الماضية ، لذلك فالتسوية بعد الانتخابات ستكون افضل بالنسبة اليهم من التسوية قبلها.
من هنا يمكن فهم التصعيد الحاصل، اذ سيعمد كل طرف الى الاستفادة من الوقت لتعزيز شروطه وتحسين واقعه التفاوضي تمهيدا للمرحلة المقبلة التي لن تشهد إنتخابات نيابية فقط بل تسوية سياسية شاملة تعيد رسم التوازنات على الساحة اللبنانية.
وترى المصادر ان الصراعات الداخلية لن تكون السبيل الوحيد للتسوية اللبنانية بل ستلعب المفاوضات الاقليمية التي تحصل بين ايران والولايات المتحدة الأميركية او بين الدول الاقليمية دورا كبيرا في معرفة مصير الازمة في لبنان…
المصدر: لبنان 24