وفي جديد التصعيد الداخلي وبعد هدوء جبهة “الاخضر” والبرتقالي”، كان لافتاً الردود النارية التي صوبها “حزب الله” على “رأس” رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بعد رفضه تصريحات نصرالله امس الاول وتنصله منها. وشن حزب الله هجوما غير مسبوق على ميقاتي، فقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله: « كنَّا ننتظر من دولة رئيس الحكومة الاستاذ نجيب ميقاتي أن يعلي من شأن الانتماء الوطني وينتفض لكرامة وطنه في وجه الاساءات المتكرِّرة من المملكة العربية السعودية ضد الشعب اللبناني، وآخرها تصريحات ملكها ضد شريحة واسعة من اللبنانيين باتهامها بالارهاب بما يشكله ذلك من إساءة كبرى لمقدسات هؤلاء اللبنانيين وفي طليعتها دماء شهدائهم وتضحيات مقاوميهم في وجه العدو الصهيوني».
وأضاف «بدل أن يسارع دولته، الذي يفترض أنه وفق الدستور رئيس حكومة جميع اللبنانيين، إلى الدفاع عمن يمثل دستوريا، فإنه إرتد ضد الداخل اللبناني، وأطلق عبارات التشكيك بولاءات جزء كبير من هذا الشعب بكل ما يمثله تاريخيا وحاضرا ومستقبلا، وهو ما كنَّا نربأ بدولته أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح استجداء لرضى من يصر على الاستمرار في الاساءة إلى اللبنانيين جميعا وفي طليعتهم الرئيس ميقاتي نفسه الذي رغم كل التنازلات التي قدمها بما فيها: استقالة وزير الاعلام، وإطلاق المواقف والتصريحات التي تخالف حتى إدعاء النأي بالنفس، والمحاولات الدؤوبة التي بذلها هو ووزير خارجيته منذ توليهما المسؤولية، فإنه لم يحظ بمجرد اتصال من سفير المملكة في بيروت خلافا لكل الأعراف الديبلوماسية والأصول وأدب العلاقة والتخاطب».
وغرد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب ابراهيم الموسوي قائلا: «بئس الزمن الذي يطالب فيه البعض المقاومة بأن تكون جزءا من التنوع اللبناني، هي التي حمت وضحت بدماء شهدائها وأرواحهم كي يبقى الوطن». وأضاف «كلامك المتملق يمثلك ويلزمك وحدك، وهو اساءة واهانة لك قبل ان يكون كذلك لكل لبناني وطني شريف. اذا بتعملو شوية كرامة واحترام للوطن بكون منيح».
وتؤكد مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان الوضع يترنح في البلد والحكومة بدورها وضعها على “كف عفريت”، بمجرد الاشتباك العنيف بين ميقاتي و”حزب الله” يعني ان الاخير رفع الغطاء عن ميقاتي والحكومة وسقوطها مسألة وقت فقط! وتوسع الاشتباك السياسي الكلامي امس، على حساب كل مساعي الحل للازمات الحكومية والاقتصادية والمالية والاصلاحية، ودخل عليها امس الرئيس سعد الحريري بهجوم عنيف على الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. وقال الحريري: «الى السيد حسن نصرالله، اصرارك على استعداء السعودية وقيادتها ضربٌ متواصل من ضروب المغامرة بلبنان ودوره ومصالح ابنائه. السعودية لا تهدد دولة لبنان بالعاملين فيها والمقيمين بين اهلها منذ عشرات السنين.السعودية ومعها كل دول الخليج العربي احتضنت اللبنانيين ووفرت لهم فرص العمل ومقومات العيش الكريم. اضاف: من يهدد اللبنانيين في معيشتهم واستقرارهم وتقدمهم، هو الذي يريد دولة لبنان رهينة دولة ايران وامتداداتها في سوريا والعراق واليمن ولبنان. وقال: اعلم انك لن تتراجع عن اساليب الاستفزاز والشتم لدول الخليج العربي، لكن الكل يعلم ان التاريخ لن يرحم حزباً يبيع عروبته واستقرار وطنه ومصالح اهله لقاء حفنة من الشراكة في حروب المنطقة.
كما قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر «تويتر»: هل تقف حرب اليمن في اعتبار اللبنانيين في المملكة العربية السعودية رهائن، وهل تحل الامور من خلال التهجم الشخصي للأسرة المالكة؟. الى اين تذهب بنا الجمهورية الاسلامية وماذا تريد من لبنان والمنطقة؟وحاول الرئيس عون التخفيف من حملة السيد نصر الله على المملكة العربية السعودية، فاكد في تغريدة له «الحرص على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية. وقال عون عبر «تويتر»: حريصون على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية وهذا الحرص يجب ان يكون متبادلاً لأنه من مصلحة لبنان ودول الخليج على حد سواء. وقد كلّف وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي إزالة الصور المسيئة الى الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسفير المملكة في بيروت وليد البخاري وكافة الصور واللافتات المسيئة للمملكة العربية السعودية، والتي رفعت في بعض شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت.