قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، إن الاحتلال الإسرائيلي حول مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، إلى سجن كبير حيث حوطها بالمستوطنات وفصلها عن مدينة القدس بجدار عنصري.
جاء ذلك في رسالة وجهها الرئيس عباس لأبناء الشعب الفلسطيني وللعالم بمناسبة أعياد الميلاد، نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية.
وأضاف أن الاحتلال حوّل “مدينة الميلاد بيت لحم إلى سجن كبير محاط بـ 18 مستوطنة استعمارية وأكثر من 100 ألف مستوطن، حيث أصبحت بيت لحم مفصولة عن القدس بسبب جدار الضم غير القانوني”.
وقال إن إحدى النتائج الرئيسة للاحتلال الإسرائيلي “أننا لم نتمكن من استقبال الحجاج والزائرين من المسيحيين والمسلمين، حيث لا سيطرة لنا على حدودنا”.
وتابع أن الشعب الفلسطيني اعتنى بالأماكن المقدسة على مدى قرون كجزء من مسؤوليته للحفاظ على هويته الوطنية.
وبيت لحم مدينة تاريخية تقع جنوبي الضفة، وتكتسب قدسيتها من وجود “كنيسة المهد” التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى بن مريم، ولد في الموقع الذي قامت عليه.
وتكون ذروة أعياد الميلاد في بيت لحم ليلة 24 ديسمبر (حسب التقويم الغربي)؛ حيث يقام قداس منتصف الليل، ويحضره عادة الرئيس الفلسطيني ووزراء ومسؤولين من دول عربية وأجنبية.
وتابع عباس: “بقاء الوضع القانوني والتاريخي لجميع الأماكن المقدسة، بما في ذلك المسجد الأقصى وكنيسة القيامة (بالقدس)، والمسجد الإبراهيمي في الخليل (جنوب) وكذلك الأرض المحتلة عامة دون تغيير، هو جوهر نضالنا الوطني”.
وأضاف، أن الوضع الراهن والواقع التاريخي في القدس يتعرضان للتهديد، بإقامة اليهود للصلاة في الأقصى المبارك، أو محاولات تحويل باب الخليل- أحد بوابات القدس- إلى مستوطنة، والاعتداء على ممتلكات الكنيسة وفصل الحي الأرمني عن أحياء البلدة القديمة.
وأردف: “نتابع بقلق آخر التطورات في الحي الأرمني وباب الجديد وباب الخليل والشيخ جراح وسلوان، ناهيك عن القيود والاستفزازات ومحاولات طرد الفلسطينيين من بيوتهم في الشيخ جراح وسلوان وغيرها”.
ودعا عباس، جميع الدول والكنائس، للتحرك في إطار مسؤولياتها من أجل الحفاظ على الوجود المسيحي الأصيل في فلسطين الأرض المقدسة، والوضع التاريخي القائم الذي ساد في فترة الحكم العثماني ثم الانتداب البريطاني والحكم الأردني، وصولا إلى بداية الاحتلال الإسرائيلي عام 1967.
استشهاد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي
استشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي، مساء الأربعاء، وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان وصل الأناضول: “الشاب محمد عيسى عباس (26 عاما)، وصل مجمع فلسطين الطبي (حكومي) برام الله، بحالة حرجة ومصابا برصاصة في ظهره، حاول الأطباء إنقاذ حياته إلا أنه ارتقى متأثرا بإصابته”.
وأفاد شهود عيان للأناضول، أن قوة إسرائيلية داهمت مدينة البيرة، وأطلقت النار على مركبة فلسطينية، ما أدى لإصابة مواطن بالرصاص الحي.
وعلى إثر ذلك، اندلعت مواجهات بين عشرات المواطنين والجيش الإسرائيلي، استخدم الأخير خلالها الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع.
بدروه، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، من التداعيات الخطيرة التي ستترتب على تعليمات إطلاق النار الجديدة التي أعلن عنها قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وكان آخر ضحاياها الشهيدان حكمت عبد العزيز ومحمد عباس.
وطالب اشتية في بيان، بسرعة تدخل الأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية الدولية، لوقف سياسة الإعدامات الميدانية التي تنفذها قوات الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني دون أدنى التفاتة للقوانين الدولية.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان وصل الأناضول نسخة منه: “قبل وقت قصير، دخلت قوة من الجيش إلى ضواحي مدينة البيرة على ضوء رصد مشتبه بهم شوهدوا يقتربون من مستوطنة بسغوت”.
وزعم الجيش أنه خلال البحث عن المشتبه بهم أطلق أحدهم النار تجاه القوة من سيارة عابرة، ورد الجنود الإسرائيليون على مصدر النيران وأصابوا مطلقها.
وتابع: “لم تقع خسائر في صفوف قواتنا”.
وأشار الجيش الإسرائيلي أن “أعمال شغب” اندلعت بعد ذلك بمشاركة عشرات الفلسطينيين حول قواته التي “ردت باستخدام وسائل تفريق التظاهرات”، لافتا إلى أن قواته تقوم بتمشيط المنطقة.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد قالت، الأحد، إن الجيش الإسرائيلي أتاح لجنوده إطلاق النار على الفلسطينيين ملقي الحجارة والزجاجات الحارقة، حتى بعد الانتهاء من عملية إلقاء الحجارة، وأثناء انسحاب الشبان من المكان.
وأشارت أن التعليمات الجديدة صدرت في الأسابيع الأخيرة وتم تعميمها في وثيقة مكتوبة على عناصر الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.