أجرت السعودية وإيران محادثات أمنية في العاصمة الأردنية عمان، لا سيما في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.
وذكرت وكالة الأنباء الأردنية أن المحادثات بين الجانبين تركزت على بحث الإجراءات الفنية لبناء الثقة بين الطرفين، لا سيما في ما يتعلق ببرنامج إيران النووي، كما تناول الجانبان مسائل أمنية، كالحدّ من تهديد الصواريخ وآليات الإطلاق.
وأفادت الوكالة الأردنية (بترا)، على موقعها الرسمي، بأن الجلسة السعودية الإيرانية استضافها المعهد العربي لدراسات الأمن (مستقل)، بمشاركة خبراء من الجانبين، من دون إشارة إلى تاريخ انعقادها أو مدتها.
ونقلت “بترا” عن أيمن خليل، الأمين العام للمعهد العربي لدراسات الأمن، المستضيف للجلسة، قوله إن أجواء من الاحترام المتبادل سادت الجلسة التي أظهرت رغبة متبادلة من الطرفين في تطوير العلاقات وتعزيز الاستقرار الإقليمي، بما ينعكس على ازدهار شعوب المنطقة.
وأضاف أن مزيدا من الجلسات بين الطرفين ستُعقد في وقت قريب، لمتابعة توصيات الحوار الأمني والتقني وصياغة تفاصيله.
لكن دبلوماسيا إيرانيا بارزا قال لرويترز إن المحادثات، التي قالت الوكالة إن المعهد العربي لدراسات الأمن استضافها، لم يحضرها أي مسؤول إيراني.
وأضاف الدبلوماسي “ما عُقد في عمان ليس اجتماعا رسميا، لكن بالطبع مثل هذه الاجتماعات بين الأكاديميين مفيدة في تحقيق فهم أكبر للحقائق بين الجارتين”.
ولم يرد تعليق بعد من السعودية على الحوار الأمني في عمان.
وبعد نحو 6 سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين، عقدت طهران والرياض منذ يناير/كانون الثاني 2016 جولات عدة من الحوار المباشر بينهما، برعاية من الحكومة العراقية.
وكان آخر تلك الجولات في سبتمبر/أيلول الماضي بمطار بغداد الدولي بين وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بحضور رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وتعاني السعودية من هجمات تشنّها جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة على أراضيها بين فينة وأخرى، مقابل هجمات جوية يشنها التحالف العربي بقيادة الرياض على مواقع الحوثيين، ضمن صراع اليمن الدائر منذ نحو 7 سنوات.
في المقابل، قال رئيس هيئة الأركان التابعة للقوات المسلحة الإيرانية محمد باقري إن بلاده تتبع نهج خفض التوتر في المنطقة، مؤكدا أن لقاءات عدة عقدت مع مسؤولين من الإمارات والسعودية وأزيل جزء من سوء التفاهم معهما، كما أشار إلى أن طهران لديها علاقات جيدة مع كل من قطر والكويت.
وأضاف باقري -خلال لقائه في طهران اليوم الاثنين مساعد رئيس الأركان للعمليات والتخطيط للقوات المسلحة العمانية عبد العزيز بن عبد الله المنذري- أن سياسة بلاده مبنية على تنمية علاقاتها مع دول الجوار، وأن طهران تأمل أن تتم تسوية الخلافات في المنطقة، مؤكدا أن وجود القوات الأجنبية فيها يؤدي إلى زعزعة الاستقرار، حسب تعبيره.