قالت مجلة أميركية إن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر بات أفضل خيار للولايات المتحدة لتأمين مصالحها بعد أن كان عدوها اللدود.
وأشارت مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركية -في تحليل نشرته للكاتبة الصحفية أنشال فوهرا- إلى أن العراقيين اتخذوا خطوة غير مسبوقة في الانتخابات التشريعية التي جرت في وقت سابق هذا الشهر، وذلك من خلال تفضيلهم مقتدى الصدر، الذي وصفته بأنه الزعيم الشيعي الذي يروج لأجندة وطنية، بالإضافة إلى رفضهم “تحالف الفتح” بزعامة هادي العامري، الذي يضم الفصائل الشيعية المسلحة المدعومة من إيران
وتراجعت حصة “تحالف الفتح” من 48 مقعدًا برلمانيًا في 2018 إلى 15 مقعدًا فقط هذا العام. وفي المقابل، فازت الكتلة الصدرية -التي يقودها الصدر- بـ73 مقعدا في البرلمان، بعد أن كانت حصته 54 مقعدا في السابق، الأمر الذي يمنحه الكلمة الفصل في البرلمان العراقي المقبل.
وقالت فوهرا في تحليلها بالمجلة إن فصائل في الحشد الشعبي -التي بدأت كقوة مناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية- متهمة بالقيام بأعمال ابتزاز وتنفيذ عمليات قتل خارج نطاق القانون.
شعبية متصاعدة
وعلى النقيض من ذلك، فقد عزز الصدر شعبيته من خلال الوعود التي قدمها للعراقيين بالقيام بإصلاحات سياسية ترمي إلى إضعاف النزعة الطائفية، والسعي لبناء مجتمع مدني، ووضع حد للتدخل الإيراني في العراق، وإخراج القوات الأميركية من البلاد.
وأبرز تحليل المجلة أن عداء الصدر للولايات المتحدة الذي لا شك فيه قد أكسبه سمعة سيئة لدى الأميركيين في السنوات التي أعقبت الغزو الأميركي للعراق عام 2003، حيث أطلق العنان للفصائل الشيعية التابعة له لاستهداف القوات الأميركية في العراق.
ورغم ذلك -والكلام للكاتبة- فإن الإدارة الأميركية ينبغي أن تكون سعيدة الآن بالمكانة الجديدة التي حازها الصدر كزعيم وطني عراقي.
وقالت الكاتبة إنه رغم الأسئلة العديدة حول ما يمكن تحقيقه من أجندة الصدر، فإن الحقيقة التي لا جدال فيها أن الصدر برز بصفته الزعيم السياسي الوحيد في العراق الذي يتمتع بشعبية كافية للدفع نحو التغييرات التي تحتاجها البلاد، بما في ذلك تفكيك المحاصصة الطائفية للمناصب السياسية، واحتواء الفصائل المدعومة من قبل إيران. وانطلاقا من ذلك، فإن صعود الصدر يخدم المصالح الأميركية.
وأبرزت أن الصدر ليس رجل أميركا في العراق، لكنه أيضا ليس رجل إيران، ويتقاطع طموحه لاحتواء إيران مع طموح الولايات المتحدة وحلفائها للحد من نفوذ إيران في المنطقة.
وخلصت إلى أن العراقيين يدركون أن الصدر لا يملك حلا سحريا لأزمات بلادهم العديدة، ولن تختفي سياسة المحسوبية ولا الفساد بين عشية وضحاها في ظل قيادته. ورغم ذلك فإن صوت الصدر القوي يدعم الجماهير اليائسة والضعيفة التي تسعى إلى إحداث تغيير في بلدها والمشاركة في ثروتها النفطية من خلال الحصول على وظائف وسكن أفضل وإمدادات كهربائية تلبي حاجة الجميع.