رفضت محكمة الصلح الإسرائيلية طلب لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس وقف تجريف منطقة النصب التذكاري لـ”الجندي المجهول” في القدس الشرقية المحتلة، وهو المشروع الذي تشرف عليه بلدية المدينة وسلطتا حماية الطبيعة و”تطوير القدس” الإسرائيليتان.
وقال المحامي مهند جبارة الذي يمثل لجنة رعاية المقابر الإسلامية، “رفضت محكمة الصلح (أمس) الأحد طلبنا بوقف أعمال التجريف عند النصب التذكاري للشهداء في المقبرة اليوسفية بعدما جرفت جرافات البلدية رفات شهداء وبعثرت عظاما بشرية من القبور” الأسبوع الماضي.
وتابع “رغم إثباتنا أن هذه الأرض تابعة لأرض المقبرة وفيها قبور، فإن البلدية الإسرائيلية مصرة على إقامة حديقة عامة بها لجميع السكان”.
وبحسب المحامي جبارة فإن “المحكمة بقرارها هذا ضربت بعرض الحائط التماسنا لمنع بلدية القدس من الاستمرار في التجريف ونبش القبور متغاضية عن احترام حرمة الأموات وتدنيس القبور”.
وأقيم النصب التذكاري لـ”الجندي المجهول” أو “نصب الشهداء” في المقبرة التي تقع تحت سور القدس القديمة مباشرة من الناحية الشرقية وبالقرب من المسجد الأقصى بعد سقوط عدد من جنود الجيش الأردني ومدنيين في حرب يونيو/حزيران 1967.
وأضاف جبارة “كنا قد حصلنا في السابق على أمر يمنع بلدية القدس وسلطة الطبيعة الإسرائيلية من دخول قطعة الأرض بعد أن أثبتنا أن الحديث يدور عن أرض وقفية تم وقفها منذ العهد الأردني لغرض إقامة مقبرة إسلامية، ولا توجد أي حقوق لبلدية القدس وسلطة الطبيعة الإسرائيلية في هذه الأرض”.
وأكد جبارة أن “البلدية حاولت عدة مرات الحصول على أمر محكمة لمنع استخدام منطقة نصب الشهداء كمقبرة للمسلمين، وفي المرة الثالثة حصلت على أمر يمنع الدفن فيها على اعتبار أنها أرض خضراء”.
وأشار إلى أن المحكمة “عادت وغيرت قرارها، وعليه بدأت بالتجريف لتحويل أرض المقبرة إلى حديقة عامة حتى لا يتمكن المسلمون من بناء قبور جديدة للدفن”.
وكان رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالقدس مصطفى أبو زهرة قد أكد في بيان الأسبوع الماضي أن “قوات الاحتلال جرفت قبرا من أضرحة الشهداء التابعة للمقبرة اليوسفية ظهرت خلاله عظام أحد أمواتنا”.
وأضاف “أخرجنا الجرافة التي جرفت القبر وأعدنا ترميمه”.
وقال مصور فرانس برس إن مواجهات اندلعت بين قوات الشرطة الإسرائيلية والشبان الفلسطينيين بعد رؤية العظام البشرية.
وألقى الشبان الحجارة باتجاه القوات التي استخدمت بدورها الهراوات وقنابل الهلع لتفريق المحتجين.
واتهم المحامي جبارة السلطات الإسرائيلية، مشيرا إلى أن “هذا الإجراء جزء من مخططات السلطات الإسرائيلية لتهويد القدس”.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية في العام 1967 وضمتها لاحقا، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.