العدوان الصهيوني على فلسطين و مقدساته و قتله لمئات المدنيين بينهم أكثر من 60 طفل حرك الشارع العربي و الغربي في مظاهرات حاشدة عمت كافة المدن.
و لم تكن مدينة ويندسور الكندية إستثناء بل إن أبناء الجالية خرجوا في ثلاثة مظاهرات حاشدة كانت آخرها مظاهرة أمس الأربعاء.
في المظاهرة الأولى لم نلحظ أي تدخل لعناصر الشرطة رغم القيود المفروضة في المقاطعة على التجمعات و خلافة ، إلا أن هذا الأمر تبدل في المظاهرة الثانية و الثالثة ، حيث أصدرت الشرطة مخالفات للمشاركين في هذا التظاهرات .
و كتبت السيدة صوفيا على موقع فيسبوك التالي : حضرت اليوم ( أمس ) احتجاجًا سلميًا في وندسور ، أونتاريو مع أطفالي ، لزيادة الوعي بالإبادة الجماعية التي تحدث في فلسطين. كنا نقود جنباً إلى جنب مع أكثر من 20 سيارة كانت جميعها تطلق أبواقها تضامناً مع فلسطين.
ثم فجأة أغلقوا طريقنا ( الشرطة ) وبدؤوا فورًا في إيقاف أي سيارة مشاركة. واستهدفت ( الشرطة ) بشكل خاص من يحملون الأعلام و يترتدون الكوفية والحجاب.
و أكملت :” جاء الضابط إلى سيارتي وطلب رخصتي ، وعندما سألته عن سبب ذلك ، قال إنني أحدث ضوضاء غير معقولة.
لم أضع علم فلسطين على سيارتي ، فقط كنت ألبس الحجاب و للمفارقة هناك أشخاص آخرون كانوا يستمعون إلى موسيقى الراب بأصوات مرتفعة جدا ، بالإضافة إلى أصوات محركات سياراتهم الصاخبة للغاية كما كانوا يصرخون و يهتفون بعبارات كراهية تجاه المتظاهرين السلميين!
و أكملت :” لقد جئت إلى هذا الاحتجاج السلمي مع عائلتي بنية حسنة وغادرت مع مخالفة قدرها 110 دولارات.، كما أنه تم إيقاف كل سيارة عليها علم فلسطيني جانبًا!
و قالت أن الشرطة أغلقت جميع الطرق الرئيسية و أصدرت مخالفات للسيارات التي تعزف الموسيقى العربية ، ولكن ليس للسيارات التي تعزف موسيقى الراب بصوت عال!
و ختمت غادرت و أنا في حالة صدمة ، وشاهدت جميع أخي وأخواتي يُقبض عليهم ، ويحصلون على غرامات (تصل إلى 810 دولارات) و إنذارات. يريدون إسكاتنا. لن ندع هذا يحدث. سيرون وجوهنا في كل الاحتجاج القادمة . حتى تتحرر فلسطين 🤲🏻
تفاعل العديد من أبناء الجالية مع ما نشرته السيدة صوفيا و قد وصف العديد منهم فعل الشرطة هذا بالعنصري .
و شارك أحد المعلقين صورة تظهر إعجاب شرطة ويندسور بصفحة جيش الدفاع الإسرائيلي على تويتر معلقا :” هذا الصورة من أسبوع قبل أن يبدأ المواطنون في إثارة مخاوفهم بشأنها”.
من جانبها كتبت شرطة ويندسور عبر حسابها على فيسبوك التالي :” نتيجة لاحتجاج الليلة الماضية ، تم توجيه الاتهام إلى منظم ( المظاهرة ) بموجب قانون الطوارئ في أونتاريو و إصدار غرامات بسبب ضوضاء وفق القوانين الداخلية ، وتم توجيه أكثر من 25 غرامة”. و ختمت الشرطة . “ستبقى سلامة المجتمع على رأس أولوياتنا”.
تغريدة الشرطة هذه أثارت ردود فعل كبيرة على الموقع نفسه منها مؤيد و داعم لعمل الشرطة في ويندسور و منها ما شجب هذه التصرفات و بخاصة في ما يتعلق بالحقوق المدنية للمواطنين الكنديين.
ما حصل يذكرنا بإنحياز الشرطة في تورنتو إلى طرف دون آخر خاصة بعذ توقيف متضامنين مع فلسطين بدعوة تعديهم على مواطنين سلمين ، حتى ظهر فيديو يكشف حقيقة الأمر و أن مجموعة صهيونية بينها عضو يتبع لمنظمة إرهابية هم من قاموا بالإعتداء على المتظاهرين السلميين المؤيدين لفلسطين.
و بالأمس أيضا و في مدينة كندية أخرى أصيبت شابة فلسطينية كندية من وينيبيغ بالذهول وخيبة الأمل بعد أن تعرضت للاعتداء أثناء تجمعها خارج مجلس مانيتوبا التشريعي في احتجاج للتضامن مع الفلسطينيين.
و قالت أماني زيد البالغة من العمر 20 سنة، إنها كانت ترفع العلم الفلسطيني أثناء التجمع، إلا أن مجموعتها دخلت في صدام مع مجموعة أخرى ترفع الأعلام الإسرائيلية!!
وتوجه رجل إلى أماني وحاول نزع علم فلسطين من يديها، ولأنها أمسكته جيدا بدأ الرجل بلكمها في رأسها من الخلف، كما اقتربت منها امرأة عجوز، وأخذت تشد شعرها لتترك علم فلسطين.
وبعد ذلك ألقت الشرطة القبض عليها، وكبلتها بالأصفاد لمدة 10 دقائق، وقالت أماني: شعرت بخيبة الأمل من طريقة تعامل شرطة وينبيغ مع الأمر، وقعت اعتداءات كثيرة أثناء التجمع، وبعضها موثق بالفيديو وكان من الضروري تدخل الشرطة لتهدئة الوضع”.
وتعتقد أماني زيد أن الشرطة انحازت بشكل واضح للإسرائيليين، وقال ضابط الشرطة روب کارفر عبر حسابه بالبريد الإلكتروني: “نعتذر من أي شخص اعتقد أن الشرطة لم تكن موضوعية في طريقة حفاظها على سلامة الجميع، أي مواطن لم يكن راض عما حدث يمكنه الرجوع إلى القانون”!
يذكر أن المدن الكندية شهدت نهاية العام الماضي تظاهرات كبير ضدّ العنصرية وعنف الشرطة ، و قد إعترف رئيس الوزراء الكندي جوستين تردوو بهذه العنصرية قائلا أنّ حكومته تعمل على مكافحة العنصرية والكراهية بكافة أشكالها.
(تحديث) وصل الى الفرقان رسالة مفتوحة صادرة عن ( أنصار التضامن مع الشعب الفلسطيني ) في ويندسور جاء فيها :
“الى شرطة المدينة في وندزور اونتاريو كندا من أنصار التضامن مع الشعب الفلسطيني
بعد الشكر والإمتنان والتقدير لكل ما تقوم به شرطة وندزور لتأمين حماية المظاهرات السلمية في المدينة التي يقوم بها أبناء جاليتنا الكريمة والمعروف عنها إعلامياً أن التظاهرات في مدينة وندزور هي الأكثر سلمية والمتميزة عن المدن الكندية, فوجئنا بتظاهرة الأمس يوم الأربعاء ببعض تصرفات الشرطة غير المقبولة التي قام بها أفراد الشرطة بتصوير متعمد لوجوه المشاركين في التظاهرة وإعطاء بعض المخالفات لأسباب غير قانونية إستعراضاً للعضلات دون أخذ بالحسبان لإحترام هذه التظاهرة بأن المشاركين بها هم كنديين واذا دل ذلك على شيىء فإنه رسالة من الشرطة واضحة وقد تلقيناها بوضوح وعلى شرطة المدينة ان تتلقى رسالتنا بوضوح ايضاً .
أولاً : نحن نقوم بالتظاهرات تحت سقف القانون وبإذن من شرطة المدينة وهذا حقنا
ثانياً: إذا كان هناك بين أعضاء الشرطة عنصريون و متعاطفون مع عدونا إسرائيل فهذه ليست مشكلتنا, فعلى المدافع أن يبيع أرضه للصهاينة فأرضنا وأرض آبائنا وأجدادنا لن نتنازل عنها.
ثالثاً :إن وقوفنا الى جانب إخواننا في فلسطين واجب وطني وأخلاقي وإنساني وديني وعلى الشرطة أن تفهم رسالتنا كما فهمنا رسالتكم جيداً.
رابعاً: إن ما حصل في الأمس هو إعتداء على بعض المتظاهرين بإعطائهم مخالفات من دون ذنب مقنع هو إعتداء على كل الجالية العربية والإسلامية في مدينة وندزور.
خامساً: هذه التصرفات المعبرة عن تعاطف بعض أفراد الشرطة مع الصهاينة لن تثنينا عن التراجع لدعم أهلنا في فلسطين وسنتابع نشاطنا تحت سقف القانون وسنقاوم بالتظاهرات والتعبير عن رفضنا للظلم والإستكبار ضد الإنسانية وضد الغطرسة الصهيونية ولن نتراجع عن واجباتنا إتجاه أمتنا العظيمة ومن كان يظن عكس ذلك فهو واهم وعليه أن يفهم رسالتنا جيداً ونتمنى أن يكون أكثر عقلانية ويفهم رسالتنا جيداً ولا يمارس تصرفات غير مسؤولة في التظاهرات القادمة”.
إقرأ أيضا : تذكير بالمساعدات المالية المتعلقة بوباء كورونا … إليكم مستجدات الإصابات !