يطل الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله عند الخامسة والربع عصر اليوم في حفل تأبين العلامة الراحل القاضي الشيخ أحمد الزين، والذي يقيمه “تجمع العلماء المسلمين”.
وتكشف مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان كلام نصرالله سيتطرق الى الوضع الداخلي ولا سيما الملف الحكومي والتعقيدات الجارية وضرورة الخروج بحل حكومي وتفاهم الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وكذلك التمسك بتكليف الحريري واستمراره بمهامه. كما سيكون هناك إطلالة على الملف الاقليمي من سوريا الى فلسطين واليمن في المقابل تتوقف المصادر امام زيارة النائب محمد رعد إلى عين التينة، ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عشية إطلالة نصرالله، والتي تأتي في سياق استرضاء نصرالله لبري بعد انزعاج بري الشديد من عدم تنسيق امين عام “حزب الله” لمواقفه الحكومية معه، والتي اظهرت ان بري “تابِع” لنصرالله ويتلقى الارشادات منه، رغم ان الاخير دائماً ما يقول ان بري يمون ومخول بالتحدث بإسم “الثنائي” والتفاوض بإسمه!
مبادرة بري تهدئة التشنج قبل الحكومة!
وفي إطار المساعي المستمرة للتخفيف من حدة السجال والاشتباك الاعلامي بين بعبدا وبيت الوسط مباشرة ومن دون قفازات، تؤكد مصادر متابعة للملف الحكومي لـ”جنوبية” ان البطريرك الماروني بشارة الراعي دخل على خط “جبر الخواطر”، مستعيناً بـ”محركات” بري و”سواعد” اللواء عباس ابراهيم لتهدئة الاجواء بين عون والحريري، وتخفيف التشنج قبل طرحة بري لـ”أفكاره الحكومية”، والتي لم تتحول الى مبادرة ولم تبلغ رسمياً الى عون والحريري. وبات معروفاً اعلامياً انها تنص على حكومة اختصاص من 24 وزيراً وبلا ثلث معطل لأي طرف. وكان الراعي اوفد مستشاره والوزير السابق سجعان قزي للقاء بري والتباحث الحكومي وتهدئة الاجواء بين عون والحريري.
قنص قواتي وغضب «حزب الله»!
سياسياً أيضاً برزت زيارة وفد “قواتي” الى مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في حارة حريك. وفي عقر دار “حزب الله” اطلق الوفد القواتي على لسان النائب انطوان حبشي مواقف مكتوبة من “الوزن الثقيل”، ذكّر فيها بهدف السيد موسى الصدر من إنشاء المجلس الشيعي الاعلى وحرصه على البعد اللبناني والعربي للشيعة وكذلك ذكّر بمواقف الامام محمد مهدي شمس الدين وصولاً الى بضعة جمل ازعجت “حزب الله” وفق مصادر متابعة لـ”جنوبية”، عندما قال ان ما “ما نعانيه اليوم من أزمات، ما هو إلا نتيجة لابتعادنا عن الأسس المكونة للبنان، مثل الحياد، وانغماسنا في مشاكل الآخرين، ومعاداة العالم العربي المحيط بنا كما المجتمع الدولي، ناهيك عن إضعاف سلطة الدولة وقواها الأمنية بتواجد سلاح خارج مؤسساتها الأمنية، وقرارت خارج مؤسساتها الدستورية”.
وتقول المصادر ان رغم ان الزيارة، تأتي في سياق زيارة القوات للمراجع الروحية الاسلامية السنية والشيعية والدرزية، استغلت القوات منبر “المجلس الشيعي” بـ”جرأة سياسية”، حيث سجلت هدفاً في مرمى الحزب في عقر داره، ومن مؤسسة تدور في فلكه وخصوصاً ان التصويب اتى على السلاح ودوره وعلى الحياد. وهذا ما احرج المجلس ولا سيما المفتي الجعفري الشيخ احمد قبلان والذي خرج ببيان ناري تدارك فيه “العطب” الذي تركه وفد القوات ورحل.
ويلاحظ ان قبلان يتولى منذ فترة التصدي لأي بيان صادر عن الراعي او القوات والدفاع مباشرة عن “حزب الله” وسلاحه.
رد ناري لقبلان بالوكالة عن “حزب الله”!
وقال قبلان :” للأسف ما زال البعض مصرا على تهديد أمن لبنان والإستهتار بكرامة الوطن عن طريق الهجوم اللامسؤول على رأس حربة الإستراتيجية الدفاعية والسلاح الذي حرر البلد والذي ما زال يشكل قوة لبنان والضمانة الرئيسية لحمايته ودفع التهديد عنه”.
وتابع متوجهاً الى جعجع من دون ان يسميه :” ولا يحق لمن قاتل الجيش اللبناني وقتل جنود الجيش اللبناني أن يتباهى بالسيادة وحصرية السلاح في وقت ما زالت مجزرة صبرا وشاتيلا وصمة عار على جبين من شارك الإسرائيلي المذابح والهيمنة على سلاح الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية لصالح الإسرائيلي المحتل”.
وختم قبلان رسائله النارية الى جعجع، محدداً مواصفات المرشح الرئاسي المقبول عند “حزب الله” بالقول :” قيام لبنان والطموح السياسي والرئاسي يحتاج كل بنيه وطوائفه ولا يكون ذلك بالتنكر لمن ضحى وقاوم بل بالتكامل مع المقاومة على طريقة جيش وشعب ومقاومة لحماية لبنان وعيشه المشترك وسلمه الأهلي وكيان سيادته واستقلاله السياسي وما دون ذلك خيانة للبنان”.
janoubia