سعت روسيا إلى إعلان موقفها الواضح برفض إعطاء فريق “العهد العوني”الثلث المعطل في الحكومة العتيدة ، وهي من المرات النادرة ان يعمد الكرملين إلى تظهير هكذا موقف لدولة ليست على خريطة النفوذ الروسي.
في هذا الإطار، تقصد الموفد الروسي ميخائيل بوغدانوف حسم الجدل حول حقيقة موقف بلاده من الازمة اللبنانية و أعلن جهارا رفض روسيا منح فريق العهد الثلث المعطل كي لا يتم تعطيل الحكومة، الأمر الذي صب في رصيد سعد الحريري على صعيد دعم رؤيته لطبيعة الحكومة و دورها و ووظيفتها لكن تسبب ايضا بنكسة مدوية لجبران باسيل حاول احتواءها بإيفاد امل ابو زيد إلى موسكو فورا.
الدور الدوسي وفق مطلعين اكبر من الحرتقات الحاصلة والصراع العبثي في لبنان ، وهو حصيلة تدخلات من أجل إدخال عناصر جديدة في الاتصالات الحاصلة وإجبار الأطراف المحليين على إيجاد حلول تتناسب و حجم الكارثة الواقعة على رؤوس اللبنانيين.
من هنا، أتى التدخل الروسي تتويجا لجهود فرنسا لانقاذ مبادرتها للحل. وتفيد المعطيات عن انخراط موسكو في الورشة الحاصلة دون أن يسفر ذلك عن إنتاج إتفاق نهائي ما جعل الساحة اللبنانية ساحة صراع متعدد الوجوه.
ولكن، ابعد من النكد اللبناني المعتاد، عمد مسؤول سوري رفيع أمام شخصية لبنانية رفيعة تربطه بها صداقة متينة إلى ابداء انزعاج سوريا البالغ من الدور الروسي المستجد و دخول موسكو عي خط الوساطة ، على إعتبار بأن ذلك لا يمكن حصره ضمن تسهيل مهمة الفرنسيين بقدر ما يترك تداعيات في العمق السوري عشية إجراء الانتخابات الرئاسية التي تضع مصير الرئيس السوري على المحك.
وتكشف المعلومات المتوافرة عن قناعة روسية راسخة بأن عهد عون انتهى وينبغي البحث الجدي مع الأطراف الداخلية في كيفية الخروج من المأزق بأقل قدر من الخسائر وتجنيب الواقع اللبناني مزيدا من التدحرج إلى قعر الهاوية.
من وجهة نظر سوريا، و بغض النظر عن صوابية الموقف روسيا ومقاربته غير ان حضور روسيا يثير حساسية بالغة عند الجانب السوري كون لبنان خضع لوصايتها لسنوات طويلة، فضلا عن ظهور ملامح التفاهم الروسي والأميركي المشترك والقائم على رد إيران إلى حدودها الطبيعية ووقف انشطة الحرس الثوري في البلدان المجاورة.
هذا و بحث رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، سعد الحريري، الثلاثاء، تطورات الوضع في لبنان والمنطقة، مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في أبوظبي.وقال المكتب الإعلامي للحريري انه التقى في أبوظبي لافروف في حضور مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف”.
وأضاف أن “الجانبين بحثا مجمل الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة”، دون مزيد من التفاصيل.
ويوجد الحريري في الإمارات منذ الأربعاء الماضي، حسب ما أعلنه مكتبه الإعلامي آنذاك.
ويقوم وزير الخارجية الروسي حاليا بجولة في دول الخليج، خلال الفترة بين 8 و12 مارس/آذار الجاري تشمل الإمارات، والسعودية، وقطر، حسب بيان لوزارة الخارجية الروسية.
(lebanon24 , AA)