بات واضحاً حجم الخلاف الحاصل بين الرئيس ميشال عون من جهة والرئيس سعد الحريري من جهة اخرى، حتى أن بعض المتابعين يحملون هذا الخلاف مسؤولية كاملة لعدم تشكيل الحكومة.
وبالرغم من أن الاوضاع الاقليمية والتطورات الدولية قد تكون هي السبب الحقيقي لعدم الوصول الى حل حكومي، غير ان حجم الخلاف وجذوره بين الرئيسين اوصل الكثيرين الى اعتبار ان الخلاف والعرقلة داخلية.
من هنا يطرح السؤال الاساسي، هل يمكن ان تشكل الحكومة بعد حصول تسوية اقليمية؟ مصادر سياسية مطلعة تؤكد ان التسوية الاقليمية قد توصل الى حل في لبنان لكن هذه التسوية لن تحصل قبل نهاية الربيع المقبل.
ورأت المصادر ان الفرنسيين الذي سيعودون في المرحلة المقبلة بقوة الى الساحة اللبنانية سيجدون صعوبة حقيقية في تذليل العقبات الكامنة بين مطالب القوى السياسية.
ولفتت المصادر الى ان الرئيس سعد الحريري يعمل بشكل واضح على تحقيق مكاسب سياسية له ولتياره ولمنصب رئيس الحكومة كان “التيار الوطني الحر” قد اخذها وقضمها في المرحلة السابقة، مستغلا ضعف العونيين الحالي.
وبالتالي فإن الحريري لن يُحرج وسيبقى يسعى الى تحقيق مطالبه السياسية مهما طال عمر التأليف ولن يتجه الى الاعتذار ابدا، “وهذا الامر غير وارد”.
وتعتبر المصادر ان الحريري سيستغل حصوله على مكاسبه السياسية من اجل تحصين وضعه الشعبي والجماهيري واستعادة صورته كزعيم قوي وقادر في ساحته.
اما عون فهو ليس في وارد التوقيع بنفسه على خروجه من الحياة السياسية وخروج تياره السياسي، لذلك فهو مصر على توحيد معايير التأليف والسعي لان يسمي الوزير جبران باسيل الوزراء المسيحيين، وهذا الامر ليس خاضعاً للتفاوض حتى لو كلف الامر استمرار الفراغ كل الفترة المتبقية للعهد.