-بعد ٣ سنوات من اعتقاله يقول في حوار مع وكالة الأناضول، إنه فخور بنفسه، وبالشعب التركي ورئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، لتضامنهم المتواصل مع الشعب الفلسطيني، وقضيته.
ترك الاعتداء الذي تعرض له الشاب الفلسطيني فوزي الجنيدي (19 عاما)، على يد قوات الاحتلال الإسرائيلية، قبل ثلاث سنوات، آثاره على جسده وروحه، معا.
فالكسر الذي تعرض له “كتفه” جراء الضرب المبرح، ما يزال يؤلمه ويؤثر على عمله؛ كما أن ذكريات الضرب والتنكيل، تثير غضبه وتصيبه بالحزن.
لكنّ التجربة القاسية، وما أعقبها من تضامن، وبخاصة من “تركيا”، ورئيسها رجب طيب أردوغان، رفع من معنوياته، وجعله يشعر بالفخر، حسبما يقول.
اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجنيدي في 7 ديسمبر/ كانون الأول 2017، في منطقة باب الزاوية، وسط الخليل، حيث كانت تدور مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية، احتجاجًا على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وفي حينه، كان الجنيدي يبلغ من العمر 16 عاما.
وأخلت السلطات الإسرائيلية سبيل الجنيدي، في 28 من ذات الشهر، إثر دفع كفالة مالية.
وآنذاك، انتشرت على مواقع التواصل ووسائل إعلام عربية ودولية صورة الجنيدي، لحظة اعتقاله، وهو معصوب العينين، ويحيط به 23 جنديًا إسرائيليًا.
وكانت وكالة الأناضول من وسائل الإعلام التي التقطت الصورة، وشاركت في منح الجنيدي شهرة على مستوى المحلي والدولي.
وأثارت الصورة، تعاطف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مع الجنيدي، حيث تطرق إلى “محنته”، خلال أكثر من خطاب.
فحصات طبية خضع لها فوزي الجنيدي، أظهرت في حينه، وجود كسر في كتفه الأيمن، جراء الضرب الذي تعرض له لحظة اعتقاله.
وفي يناير/ كانون الثاني 2018 زار الجنيدي تركيا بدعوة من رئيس بلدية منطقة أسنلر في إسطنبول، والتقى خلالها بالرئيس “أردوغان”.
يقول الجنيدي، والذي يعمل حاليا، نادلا في مطعم “الحتوتة” بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، إن اعتقاله والاعتداء عليه بالضرب والتنكيل من قبل قوة إسرائيلية، ترك آثارا سلبية وأخرى إيجابية عليه.
وأضاف في حديث مع الأناضول “ما زلت أعاني، من آثار الاعتداء حيث أصبت بكسر كتفي، ورضوض عديدة”.
وقال “حتى اليوم الإصابة تؤلمني، بعد العمل لساعات أشعر بالإرهاق والألم من آثار الاعتداء”.
كما أن الاعتداء ترك آثارا سلبية على حالته النفسية، وخاصة مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، واستمراره في انتهاك حقوق الفلسطينيين.
من ناحية ثانية، يرى الجنيدي أن تجربة الاعتقال وما أعقبها من تضامن على المستوى الدولي، أثّر “إيجابيا” على صقل شخصيته، ورفع معنوياته.
وذكر أنه يفتخر بالصورة التي خرجت لوسائل الاعلام لحظة اعتقاله، حيث استطاعت فضح الممارسات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
ويقول إن أحلامه وآماله تتمثل بـ”العيش بحرية وسلام، والتنقل بدون وجود للاحتلال، ودون التعرض للاعتداءات الإسرائيلية”.
ويضيف “شعبنا يتعرض للمضايقات في كل مكان، خلال السفر أو حتى خلال عودته لمنزله”.
وأكمل “كثيرة هي الانتهاكات الإسرائيلية بحق شعبنا وخاصة الأطفال، وقد وُثّقتْ عملية اعتقالي، لكن العديد من الاعتداءات لم توثق، شعبنا بحاجة لحماية، بحاجة للتخلص من الاحتلال”.
وقال “أشكر التضامن التركي مع شعبنا الفلسطيني، وأشكر الرئيس أردوغان، لوقوفه مع شعبنا والدفاع عن المسجد الأقصى، وأقول له أن يستمر في دفاعه عنا فالأقصى لكل المسلمين”.
كما وجّه رسالة شكر لبلدية أسنلر إسطنبول، ورئيسها، على استضافته فيها عقب الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية.
وقال “نحن نفتخر بالشعب التركي، وكل فلسطيني يفتخر برئيس الجمهورية (..) يعجر اللسان عن الوصف، والكلام لا يعبر عن الشكر تجاه دعم تركيا لنا”.